|


سعيد غبريس
سوبر لندن سوبر خطوة
2015-07-10
خلال الشهور القليلة الماضية كنت شاهداً على ثلاث "رميات" للصديق محمد النويصر، سرعان ما فتحت أبواباً لم تُغلق وأشعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت جدالات، كانت الأولى عبر تغريدته عن المراهنات والتلاعب في نتائج المباريات، في أعقاب خسارة الهلال الظالمة أمام ويسترن سدني الأسترالي بنهائي دوري أبطال آسيا، والثانية توقّع خلالها حدثاً لم يلبث أن حصل على الفور ويتعلق بتقديم بلاتر استقالته بعد فوزه بالولاية الخامسة في رئاسة "فيفا". أمّا "الرمية" الثالثة فكانت في وقت سابق قريب، حين اقترح إقامة السوبر السعودي خارج المملكة، في دبي أو الدوحة، ولم يأتِ على ذكر لندن.
لم يكن اقتراح رئيس رابطة دوري المحترفين، وبصفته الشخصية، مجرد فكرة عابرة، بل مشروعاً جدياً وعرضاً شبه رسمي من دولة دبي، بغرض التسويق، خاصة أنّ طرفيّ السوبر الرقم 3 هما الناديان الجماهيريان والمتنافسان التقليديان النصر والهلال بطلا الدوري وكأس الملك.
وإقامة السوبر السعودي خارج المملكة للمرة الأولى، لم تكن لدى محمد النويصر فكرة محدّدة بهذه البطولة، بقدر ما كانت فكراً وتوجهاً نحو فتح آفاق جديدة للكرة السعودية، بدليل أنه كان اقترح نقل مباراتين كبيرتين على الأقل من دوري جميل خارج السعودية، على غرار ما تفعله الأندية الأوروبية، وعلى غرار ما شهدته منطقتنا العربية، والدوحة تحديداً، هذا الموسم بإقامة نهائي السوبر الإيطالي على ملعب السد بين يوفنتوس ونابولي.
لقد فوجئت بحجم الاعتراض على نقل السوبر السعودي إلى لندن، ومع احترامي لكل الآراء السلبية، وعدم اقتناعي بكثير من التبريرات لهذه الاعتراضات، أقول إنّ اتحاد الكرة، حين حسم بسرعة ووافق على إقامة السوبر في لندن، اتخذ القرار الصحيح المفيد جداً للكرة السعودية. وقد آن لبعض الأفكار أن تخرج من هذه القوقعة وهذه المحدودية للطموح والتطوّر، ففرصة اللعب في لندن لفريقين عربيين لا تتاح إلا لفريقي الهلال والنصر، وربما لفريقي الأهلي والزمالك. مع تسهيلات أكثر وإمكانات أكبر للفريقين السعوديين، ويعزّز ذلك دراسة لوكالة السياحة الإنجليزية بيّنت أنه يتواجد في فترة موعد إقامة كأس السوبر في لندن (12 أغسطس) أكثر من 250 ألف سعودي عدا عن آلاف العرب الآخرين، خصوصاً الخليجيين منهم.
"سوبر لندن" خطوة جريئة وطموحة ومجال تسويقي ووسيلة دعائية للكرة السعودية التي طالما عاشت تجربات خجولة في إبراز طاقات الشباب السعودي. وليس أدلّ على ذلك سوى المرات القليلة جداً لمحاولات احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا التي لم تكن في الغالب تجارب حقيقية.
والحق يُقال، أنني تحمست جداً للسوبر السعودي خارج المملكة، ولم يكن لديّ أدنى شك بإقامتها في لندن، لأني متيّقن بأنّ وجود شخص متفتح الذهن ومنفتح على الرياضة العالمية ومتخصّص في الاستثمار الرياضي مثل الأمير عبدالله بن مساعد، سيشكّل دفعاً وضغطاً كبيرين لتحقيق سوبر لندن، ولا أشك في أنّ ذلك شجّع اتحاد الكرة على اتخاذ خطوته الصحيحة، كما أنّ وجود شركات سعودية متخصّصة في الرعاية الرياضية، ووجود أشخاص أكفياء طموحين أمثال الدكتور راكان الحارثي، يسهم في نقلة نوعية للرياضة السعودية.