كان من اللازم أن أتناول موضوع قرعة كأس الخليج الـ 22 التي جرت في الرياض في حفل مميز بين جنبات قصر المصمك التاريخي، أعادنا إلى بدايات تاريخ المملكة العربية السعودية، ولزوم الكتابة عن القرعة يفرضه حضوري الحفل، وقبل ذلك حضوري في غداء إمارة الرياض للوفود الخليجية واستقبال الأمير تركي بن عبدالله أعضاء الوفود في قصر الحكم.
ومع أن هناك مواضيع أخرى لها الأفضلية في التداول، كحرمان الاتحاد الآسيوي جماهير الاتحاد من مؤزارة فريقها في ملعب مدينة الملك عبدالله، والتحضير لانطلاق دوري جميل رسمياً، والضغط الذي مارسته رابطة دوري المحترفين على شركة "أرامكو" لتسليم ملعب مدينة الملك عبدالله في وقت قياسي لدعم نادي الاتحاد في مباراته الآسيوية..
مع ذلك وجدت نفسي أميل إلى تناول موضوع حادثة رش قائد فريق النصر حسين عبدالغني اثنين من لاعبي الشباب (الخيبري والأسطا) في كأس "السوبر" بالماء وقرار لجنة الانضباط بمعاقبته بالإيقاف مباراتين وتغريمه عشرة آلاف ريال، فهذا الموضوع أدرج في عداد المواضيع التي شغلت الموسم الكروي في بداياته.
وبغض النظر عما إذا كان صحيحاً أن عبدالغني كان يداعب الخيبري برش الماء أو أنه رمى بقارورة الماء على رأسه تعبيراً عن غضبه لخسارة المباراة، ومع أن لاعب الشباب الأسطا غرّد عبر "تويتر" بأن الأمر كان بمجرد دعابة. فإن حسين عبدالغني بات يلبس ثوب المشاغبة وسوء السلوك في الملعب، وما حادثة كأس "السوبر" إلاّ امتداد لحوادث أخرى وعقوبات سابقة جعلته يطغى على كل ما عداه من "أصحاب السوابق" في مجال الاعتداء على اللاعبين أو القيام بردة فعل عنيفة إذا تعرض لأي تلفظ أو اعتداء أو مخاشنة.
لا أحد ينكر أن حسين عبدالغني لاعب فذّ وصلب، وطالما كنت أخشى عليه من "فدائيته" في الذود عن منطقة فريقه الخلفية، وفي الاندفاع للأمام وخاصة في التصدي للضربات الرأسية من دون أن يخشى من تعريض نفسه للأذية. وهذا اللاعب الذي سلمه الأمير سلطان بن فهد جائزة مجلة "الحدث الرياضي" الكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي للعام 1997، بعدما كنت أدرجت اسمه في رأس قائمة اللاعبين العرب المرشحين للقب آنذاك، أذكر أني نصحته بعد الحفل بأن ينتبه إلى نفسه ويقلع عن حماسته الزائدة، بل المتهورة في اللعب، وأن يركّز في طريقة لعبه بنفس التركيز عندما يسدد الركلات الحرة. ولقد أطلقت عليه تسمية "شريك المشاكل" في مقالات سابقة، وحرصت دائماً على التذكير بأنه قائد الفريق وأنه شارك منتخب المملكة في كأس العالم ثلاث مرات وتضمن مشواره الطويل مع الأهلي، والآن مع النصر، تجربة احترافية مع نوشاتيل السويسري، وكان أيضاً أحد عناصر منتخب العالم في إحدى المباريات الخيرية في العام 1997. ومن المفترض يكون أكثر اللاعبين نضوجاً في الوقت الحاضر كونه شارف السابعة والثلاثين.
حسين عبدالغني محبوب من جماهيره سواء في الأهلي أو النصر، وأتمنى أن تؤثر فيه وقفة جمهور النصر المنتظرة إيجاباً عندما ستهتف باسمه في الدقيقة 24 (رقم قميصه) من عمر مباراة النصر ونجران في الدوري، تعبيراً عن مساندته له حيال قرار إيقافه، لا أن تجعله هذه الوقفة "يركب رأسه" أكثر من السابق، فالجمهور يساند اللاعب تحبباً لا تحميساً لإثارة زائدة، مثلما هتفت جماهير الهلال لسامي الجابر في الدقيقة التاسعة (رقم قميصه) في أول مباراة للهلال بغياب سامي المدرب السابق.
حسين عبدالغني، وعلى طريقة اللاعبين الكبار، يقوم بهفوات أثناء اللعب، ولكن رشة ماء أو تلفظاً مسيئاً أو دفعة باليد، أفضل بكثير من عضّة، بل عضّات الأوروجوياني لويس سواريز، ولكن لماذا لا تستغني عن ذلك يا عبدالغني؟.