مما لاشك فيه أن مونديال البرازيل "أكل" من وهج قرار تعيين الأمير عبدالله بن مساعد رئيساً عاماً لرعاية الشباب، وربما جاء ذلك في مصلحته ليعمل بعيداً عن الضوضاء والصخب الإعلامي، وهو الرجل المشهود له بالهدوء والتركيز ورجل العلم والكفاءة والالتزام.
ومما لا شك فيه أن الأمير عبدالله بن مساعد هو الرجل المناسب للمكان المناسب، وأنه لم يسعَ لهذا المنصب، بل المنصب اختاره، تماماً كما كانت الحال حين فرض الواقع نفسه وأتى بأميرنا رئيساً للهلال.
في هذه العجالة تذكرت حديثاً جرى بيني وبين الأمير عبدالله منذ سنوات، وحين كان في بدايات عمله كرجل مال وأعمال، وتحديداً في فترة انطلاق مصنع الورق، ويومها حاولت استكشاف الأفق لمستقبل هذا الإنسان الذي أشعرني وما زال، بأني من العائلة، وسألته ما إذا كان يطمح إلى العمل العام، كأن يصبح وزيراً، وأن تكون الرياضة منطلقاً..؟ لم يعطِ جواباً حاسماً مكتفياً بالتأكيد على التركيز والاهتمام بتكوين نفسه اقتصادياً ومن ثم تأتي الخطوات التالية التي قد توصل إلى العمل الحكومي، وفي تلك الفترة أصدر كتابه الوحيد "ألف ميل في خطوة واحدة" والذي خصّ الرياضة جزءاً منه تحت عنوان (صناعة الرياضة).
ولم يلبث الأمير عبدالله بن مساعد أن أصبح بالفعل جزءاً من الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم، فقد ترأس فريق عمل لدراسة خصخصة الأندية السعودية، ورفع توصياته إلى المجلس الاقتصادي الأعلى.
وتولى الأمور الاستثمارية في نادي الهلال وكان وراء عقود الرعاية التي أمنت دخلاً محترماً للنادي، ومارس العمل الإداري الرياضي كرئيس للهلال مدة تقارب العامين..
وقبل تعيينه رئيساً عاماً لرعاية الشباب خلفاً للأمير نواف بن فيصل، كان عبدالله بن مساعد في نظر الوسط الرياضي السعودي رجل الاستثمار الرياضي الأول وعراب الخصخصة، ومن هنا كِبر المسؤولية الملقاة على عاتقه الآن، فقد أصبح في موقع القرار الذي يساعد في التطبيق العملي، ومع أن الأمر ليس بهذه البساطة، إلا أن الأمير عبدالله بن مساعد لبس عباءة الأمل بأعبائها الثقيلة، فقد تجد الآن في الشارع الرياضي السعودي من يعتقد أو يؤكد أو يتمنى أن يعيد الأمير عبدالله منتخب المملكة إلى المونديال في 2018، أما استعادة اللقب الآسيوي على صعيد المنتخب وعلى صعيد الأندية فتحصيل حاصل.
لقد نجح الأمير نجاحاً كبيراً في حياته المهنية، وكان بدأ مرحلة جديدة في مجال الاستثمار في الأندية خارج حدود المملكة وأصبح يملك 50% من أسهم شيفيلد يونايتد الإنجليزي، نجح الأمير في أعماله الخاصة لأنه صاحب الأفكار وواضع المنهجية، والمخطط والمشرف على التنفيذ، أما في عمله الجديد فسيكون أمام التراكمات من المشاريع، وها هو الإعلام السعودي يضيء عليها ويلقي بالنصائح ويحذر من المحيطين ويعطي الحلول..
نعرف عن الأمير عبدالله بن مساعد أنه يملك طاقة على العمل والمثابرة ويبرع في عدم ترك محدثه يسترسل، ويعتمد الأسلوب المباشر كي لا يهدر الوقت، والخوف الوحيد على هذا الرجل الدؤوب، الغرق في روتين العمل الحكومي، وارتكاب (معصية) إغراء المناصب المتعددة المتاحة في الداخل والخارج.. فرئاسة اللجنة الأولمبية السعودية متممة للرئاسة العامة، وعضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي لا بد منها، ولكن حذار من مناصب أخرى وخاصة الاتحاد العربي لكرة القدم..
ـ تغريدتان لي عبر "تويتر" فور الإعلان عن تعيين الأمير عبدالله بن مساعد رئيساً عاماً لرعاية الشباب:
ـ الرجل المناسب في المكان المناسب، نعوّل على نزاهة الأمير عبدالله وفكره النيّر وأفقه الواسع.
ـ نتمنى التوفيق للأمير عبدالله بن مساعد وأن يفعّل الاستثمار في الرياضة، والأمل كبير في إجراء نقلة نوعية، وكان الله في عونه..
ـ العبارة الوحيدة التي أكررها الآن: كان الله في عونه.
سعيد غبريس رئيس تحرير مجلة "الحدث الرياضي" اللبنانية
وموقع بالهدف دوت كوم