|


سعيد غبريس
الهلال مع كثير من الآمال
2014-05-09

لم يفز الهلال بدوري أبطال آسيا بصيغته الجديدة ولكنه الأكثر فوزاً بالبطولات الآسيوية قبل العام 2003، وهو الوحيد الذي فاز بالبطولات الثلاث السابقة ومرتين لكل مسابقة، وكانت آخر بطولاته في العام 2000 (كأس أندية آسيا) وهو من ذلك الوقت يسعى ويحاول ولكنه لا يصل حتى إلى مراحل متقدمة، بخلاف نادي الاتحاد الذي فاز باللقب وحسب النظام الجديد مرتين (2004 و2005)، عدا عن الوصافة (2009) في حين وصل جاره الأهلي للنهائي مرة (2012) وهذه هي السنة الرابعة عشرة التي يفتش فيها "الزعيم" عن اللقب الهارب، وقد قطع هذا الموسم مرحلة هامة بتخطيه الدور الأول متصدراً مجموعته بعد أن كان في المركز الثالث قبل المرحلة السادسة الأخيرة ليتبادل المراكز مع سباهان الإيراني الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها خارج البطولة بعد خسارته أمام الهلال وتراجعه من المركز الأول إلى الثالث.

وتلوح في الأفق بعض البشائر بخوض الهلال بطولة آسيا مع كثير من الآمال والنواحي الإيجابية، فهي المرة الأولى التي يحقّق فيها فوزاً خارج أرضه في الأدوار النهائية، وذلك على حساب بونيودكور الأوزبكي، علماً أنّ كل مبارياته التي فاز فيها خارج معقله منذ العام 2003 كانت في دور المجموعات.

وليس من السهولة أن يفوز الهلال في طشقند على بونيودكور ولو أنّ هذا الفريق يتلقى الخسارة الخامسة أمام فرق سعودية، ولو أنّ الهلال ذاته سجّل بالأمس الفوز السادس له على فرق أوزبكية، ففي مثل المرحلة الحساسة، خروج المغلوب، يعتبر تعادل الفريق على أرضه بمنزلة الخسارة، فكيف إذا كانت النتيجة الخسارة..

هذه النقاط الثلاث خارج أرض الهلال تضاف إلى نقطتيين من تعادلين في دور المجموعات لتضفي دفعاً معنوياً للتقدّم والتقدّم مرحلة بعد أخرى، أضف إلى ذلك الجرعة المعنوية من رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي رافق الفريق إلى طشقند وجلس على مقاعد الاحتياطيين في وقت غاب فيه مراراً عن حضور مباريات الهلال في المسابقات المحلية.

ويجب ألاّ نغفل وجود سامي الجابر على رأس الجهاز الفني، ومحبة اللاعبين وارتياحهم له، بل وتضامنهم معه في الانتقادات التي طالته بسبب خروج النادي خاوي الوفاض من الموسم المحلي، وهو الذي لم يخرج في السابق من أي موسم إلاّ بلقب واحد على الأقل، علماً أنّ الواقع يقول إنّ منافسة الجابر على كل الألقاب لا يُصنف في خانة اللاشيء.. وقد لاحظنا أنّ كثيراً من النقاد والخبراء يضيئون على النقاط الإيجابية في عمل سامي مع الهلال، وخاصة في المباراة الأخيرة أمام بونيودكور التي أجاد فيها تكتيكياً وبتبديلاته سواء في المراكز أو في التوقيت. ويجب أن نقر ونعترف أنّ سامي الجابر قضى على الخلل" المزمن" في الدفاع بدليل بقاء شباك الهلال نظيفة في المباراة الرابعة على التوالي ( 5ـ 0 على السد و0ـ 0 أمام الأهلي الإماراتي و1ـ 0 على كل من سباهان وبونيودكور). علاوة على تعزيز الناحية الهجومية بتسجيله النسبة الأعلى من الأهداف في المجموعة الرابعة(12) في دور المجموعات. أضف إلى ذلك أنّ الهلال تقاسم مع النصر لقب أفضل هجوم بالدوري(60 هدفاً) وثاني أفضل دفاع خلف النصر.

ومما لا شك فيه أنّ ضم ناصر الشمراني، برغبة أكيدة من سامي الجابر، أعاد الحيوية لهجوم الهلال خاصة في الوقت الذي بدأ فيه ياسر القحطاني يفقد بعض حماسه وحساسيته في التهديف وكذلك هي الحال بالنسبة للمهاجم الآخر يوسف السالم..

ومع هذه الإيجابيات تبقى البطولة الآسيوية مهمة صعبة جداً للهلال، وإن كان تجاوز الدور الـ 16 بات أسهل بعد الفوز خارج الديار، فإنّ الأدوار التالية ستكون الأصعب بطبيعة الحال، وخصوصاً أنه لا أحد يعرف ما تخبئه القرعة في ضوء نتائج دور الـ 16 ومع مواجهات محتملة مع فرق شرق آسيا" المخيفة".