ما من متابع لكرة القدم إلاّ ويعرف الكثير عن النجم الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان، ومجرد ذكر بطولاته مع يوفنتوس الإيطالي وفوزه بالكرة الذهبية مرتين وهدفيه الرأسيين في مرمى البرازيل بنهائي مونديال 1998، يكفي لإعطائه صفات الأبطال الذين مروا في تاريخ كرة القدم العالمية المعاصرة.
هذا اللاعب ذو السجل الحافل، يرغب في أن يصبح مدرباً وحوّل رغبته إلى خطوات عملية في شكل منهجي فنال شهادة التخرّج من أكاديمية ليموج الفرنسية وتولى دور مساعد مدرب ريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعد تمرسه في العمل الإداري في النادي الأسباني.. ومؤخراً تداولت الأنباء الصحافية وضع اسم زيدان في رأس قائمة المدربين المحتملين لخلافة الإيطالي رانييري في تدريب فريق موناكو الفرنسي، في حين توقعت وسائل إعلام أخرى انتظار زيدان حتى عام 2016 لتسلّم زمام تدريب ريال مدريد.. دفعة واحدة، زيدان " المبتدئ" يرغب في أن يحذو حذو زميليه السابقين لوران بلان وديدييه ديشان اللذين نجحا في مهامهما التدريبية.. ورونالدو البرازيلي توّقع أن تكون كل الاحتمالات مفتوحة أمام "زيزو" ليتولى تدريب أي فريق في العالم، بل إنه توّقع أن يتولى زمام تدريب منتخب "الديوك"، وحين قيل للبرازيلي الرائع إنّ اللاعبين الكبار لا يصبحون عادة مدربين كباراً قال:" إنّ زيدان بتاريخه وبتجربته الرائعتين سيساعداه في أن يصبح مدرباً كبيراً خصوصاً أنه يتعلّم الكثير من أنشيلوتي".
وزيدان حين يضع هدفاً في أن يصبح مدرباً، يأخذ في الاعتبار نجاح لاعبين سابقين كبار في مهنتهم كمدربين، ولا يذهب بعيداً من برند شوستر الذي فاز بالدوري الأسباني مع ريال مدريد وفرانس بكنباور الذي فاز بكأس العالم مع ألمانيا 1990، ويوهان كرويف الذي نجح مع برشلونة، وبعده فرانك ريكارد، ويورجن كلينسمان الذي نجح مع منتخبي ألمانيا والولايات المتحدة، وميشال بلاتيني مع منتخب فرنسا، ودييجو سيميوني الذي نجح لاعباً ومدرباً مع أتلتيكو مدريد.. ولكن زيدان يضع في الحسبان أيضاً هامش المغامرة مستذكراً فشل مارادونا مع الأرجنتين وماركو فان باستن مع هولندا..
سامي الجابر الابن البار للهلال لاعباً والمدرب الحالي، أين هو من هذه المعادلة؟ لا داعي للتذكير بتاريخ سامي الجابر اللاعب، وهو من هذه الناحية، ينطلق من القاعدة القوية ذاتها التي انطلق منها اللاعبون الدوليون السابق ذكرهم، وهو من ناحية تهيئة نفسه اتخذ الخطوات المنهجية من الدراسة وممارسة العمل التدريبي كمساعد (في أوكسير الفرنسي) وقبل ذلك ممارسة العمل الإداري في فريق الهلال.. هاتان الناحيتان لا جدال فيهما، تبقى الناحية العملية والميدانية كمدرب لفريق كبير ومحصلة الاجتهاد والعمل من حيث النتائج، وهنا تتشعب الآراء وتختلف حول نجاح سامي أو فشله في موسم انتهى محلياً بالنسبة للهلال، وتبقى جبهة وحيدة هي البطولة الآسيوية، ويبدو فيها الهلال في مثل الصورة التي ظهر فيها في المسابقات المحلية لناحية عدم حسمه أي بطولة لمصلحته، فهو الآن وقبل جولة من انتهاء الدور الأول في دوري أبطال آسيا يضع رِجلاً في " البور" ورِجلاً في " الفلاحة"، إذ سيلعب مباراته الأخيرة في أرضه أمام سباهان الإيراني الذي كان فاز في طهران ولكن بصعوبة (3ـ2) وبسبب فارق النقطة لمصلحة الفريق الإيراني لا بد من فوز الهلال، وهنا نذكر أنّ الهلال جمع على أرضه 4 نقاط وخارجها نقطتين من تعادلين، وهنا نشير إلى المفارقة بانتهاء ثلاث من مبارياته بالتعادل (2ـ2) وسجّل الهلال 7 من أهدافه الـ 11 على ملعبه، منها الخماسية في السد القطري..
والحق يُقال، إنّ تجربة الموسم الأول لسامي الجابر مع الهلال مقبولة ومعقولة وتلامس النجاح برغم الخروج من الموسم بلا أي لقب.. فالمتطلبات الشخصية بالنسبة للنموذج المثالي للمدرب كثيرة، منها أن يملك خبرة كافية على المستوى المحلي، وقدرة على التعامل مع الضغوط التي ترافق جميع المسابقات، وترويض صفة " الأنا" عند النجوم وفرض احترامه في غرفة الملابس، إلى جانب التمتع بشيء من التحفّظ الطبيعي. فكم من هذه الميزات والصفات نجدها في الجابر؟.