ذاب ثلج التصفيات المؤهلة لبطولة أمم آسيا في أستراليا 2015 وسيظهر المرج في بداية سبتمبر، حيث ستكون الفرق العربية الثمانية التي تأهلت كلها من خلال التصفيات أمام التحديات الحقيقية، ولا سيما بوجود أربعة منتخبات تأهلت إلى مونديال البرازيل هي: اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا، وهذه الفرق، باستثناء أستراليا، هي الأكثر فوزاً باللقب الآسيوي بالإضافة إلى المنتخب السعودي، فيما البلد المضيف للبطولة رقم 16 كان وصيف البطولة الأخيرة.
الفرق العربية التي تشكّل نصف فرق النهائيات الآسيوية، حقّقت نتائج باهرة في التصفيات فتزعمت المجموعات، باستثناء واحدة تصدرّتها إيران أمام الكويت، فيما أنهت الإمارات والسعودية التصفيات بلا خسارة، وإضافة إلى إيران كانت الصين وأوزبكستان الفرق غير العربية المتأهلة من التصفيات.
الفرق العربية غابت عن اللقب الآسيوي منذ 1996 أي منذ آخر فوز للسعودية بالكأس، ولم يخترق الاحتكار "الشرقي" سوى العراق في 2007، لتكون الآن أمام الفرص" الضحلة" بوجود "الرباعي المونديالي" وبينه "الضيف الثقيل" على آسيا أستراليا منذ 2006، والذي سيكون "المضيف المخيف" والمرشح الأبرز للفوز باللقب والانضمام إلى الدائرة الضيقة للفائزين ليصبح المنتخب الثامن.
ووفقاً للقول (المكتوب يُقرأ من عنوانه) لم يصّنف أي منتخب عربي في المستوى الأول حسب تصنيف "فيفا"، ولعل التحدي الأكبر سيكون للمنتخب السعودي الذي كانت له مشاركات فعالة ومثمرة 8 مرات ولكن بطولاته الثلاث ووصافته المماثلة عدداً باتت من الأمجاد الماضية، وتأتي بطولة 2015 بعد سلسلة انحدارات للمنتخب "الأخضر" إبتداءً من مونديال 2002، ومن ثم خسارة كأس آسيا أمام العراق في 2007، والخروج من تصفيات مونديال 2010 أمام البحرين في الملحق الآسيوي، والخروج من أمم آسيا في قطر 2011 بثلاث خسارات دفع ثمنها البرتغالي بيسيرو، والخروج من كأس الخليج الـ 21 من الدور الأول بفوز يتيم على الثمين.. وخروج ثانٍ متتالٍ من المونديال في 2014 دون الوصول حتى للمرحلة الحاسمة من دون أن ننسى الفشل في كأس العرب وغرب آسيا... ومن المركز الرابع في الدورة الرباعية في الرياض في سبتمبر 2013 مع هدف يتيم..
هذا السجل المقلق، طوى صفحة فيه الأسباني لوبيز الذي خلف الهولندي ريكارد بتأهله الجيد لنهائيات البطولة الآسيوية، ولكنه سيكون أمام المنعطف الأسترالي بفريق طري العود في مواجهة " ذئاب" الشرق و" كانغورو" أستراليا..
وقد تكون الفرصة أمام السعودية متاحة لتجاوز الدور الأول وهذا ما يعكسه التقييم من قبل بعض المدربين الوطنيين لفرق المجموعة الثانية في ضوء القرعة، حيث تفاوتت الآراء: مجموعة صعبة.. غير صعبة.. جيدة.. متكافئة.. رحيمة.. وسهلة نسبياً، ولكن لوبيز كان منطقياً حين قال إنّ كل الفرق ستكون صعبة وكل المباريات معقدة.. لذا يجب علينا الإعداد بشكل جيّد للغاية.. ولكن المدرب البرازيلي للكويت فييرا كان واقعياً بشكل أكبر حين قال إنه لا يوجد تصنيف معيّن توصف به المجموعات بين القوة والضعف..
وإذا خرجنا عن هذا النص، وللوهلة الأولى، تبدو مجموعة السعودية أقل تعقيداً، فالصيني تأهل من المركز الثالث، وهو عجز عن الفوز على السعودي في تصفيات المجموعات، والأوزبكي تأهل من المركز الثاني وبفارق 5 نقاط عن الإماراتي، والكوري الشمالي ليس من الفرق العريقة في البطولة الآسيوية وقد تأهل بصفته بطل كأس التحدي للعام 2010 وهي بطولة ضعيفة ـ ولكن السعودي له ذكريات أليمة مع هذا المنتخب في تصفيات المونديال.
وفي شكل عام تبدو فرص المنتخبات العربية الثمانية ضئيلة في كأس أمم آسيا ومن المحتمل جداً ألاّ يكون لنا خبز في أستراليا.