الآن وقد حصل ما توقعه العديدون بفوز الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي، وما لم يتوقعه أحد بفوزه منذ الجولة الأولى وبفارق كاسح في الأصوات وصل إلى 20 صوتاً زيادة عما جمعه المرشحان الآخران التايلاندي ماكودي (7) والإماراتي يوسف السركال (6).. والآن وقد فاز الشيخ سلمان أيضا بمنصب عضو المكتب التنفيذي للفيفا على حساب القطري حسن الذوادي الذي ينتظره مستقبل واعد، وهذه المرة بفارق أقل (10 نقاط).. الآن يبرز السؤال: من فاز غير الشيخ آل خليفة ومن خسر غير ماكودي والسركال؟ الفائز الأكبر بدون أي شك هو الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي نجح قبل ذلك مرتين في تهديد نفوذ الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام، حين حشد للمرشح البحريني ذاته 21 صوتاً مقابل 23 للقطري في انتخابات عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا في العام 2009 ويومها شعر ابن همام في قرارة نفسه بالخطر القادم من الكويتي صاحب النفوذ المتصاعد في المجال الدولي وخصوصا في آسيا انطلاقاً من رئاسته للمجلس الأولمبي الآسيوي الذي ورثه عن والده الشيخ فهد الأحمد، وما لهذا المنصب من نفوذ في اللجان الأولمبية الآسيوية وبالتالي في اتحادات كرة القدم بالرغم من أن بعض الدول الآسيوية لا تخضع فيها اتحادات الكرة لنفوذ اللجان الأولمبية، وما لبث هذا الشعور أن تأكد بفوز الأمير علي بن الحسين المدعوم من الفهد على الكوري الجنوبي تشونج المدعوم من ابن همام خلال الانتخابات على مقعد المكتب في (فيفا) عام 2011. والآن ضرب الفهد بقوة في إبقاء المنصب الآسيوي عربياً خلفاً لابن همام وعلى حساب صديقه ومرشحه غير المعلن يوسف السركال وبفارق 27 صوتاً (33 ـ 6) علماً أن رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي كان يضع في جيبه 36 صوتا وليس 33.. في مقابل هذا الفائز الكبير هناك (نصف فائز) وهو الاتحاد القطري لكرة القدم الذي جمع لمرشحه الذوادي 18 صوتا، أي أكثر من مجموع ما حصل عليه السركال وماكودي، وهذا أمر ملفت كون الخصم هنا هو الرئيس الفائز بـ33 صوتاً.. وهذا يعني أن لدى الاتحاد القطري قدرة على تجيير أصواب، وبتعبير آخر قدرة ولو جزئية على اختراق (اللوبي الكويتي)، ولكن وفي هذه العجالة التي لا تسمح بتعداد كل الفائزين والخاسرين، نطرح السؤال أين هو موقع المرشح السعودي المنسحب الدكتور حافظ المدلج؛ هل في عداد الفائزين أو في عداد الخاسرين؟ جوابي أنا هو أن الصديق (أبو راكان) لم ينجح، وذلك كان حصل منذ إعلان ترشيحه الرسمي، ذلك الترشيح الذي أقل ما يقال فيه أنه غير جدي ولا يستوفي شرطاً واحداً لمرشح لمثل هذا المنصب سوى كفاءة الدكتور وصداقته وعلاقته الشخصية بعدد كبير من العاملين في حقل كرة القدم الآسيوية.. كنت أتمنى أن يكون الهدف من هذا الترشح واضحاً ومحدداً، فإذا كان الترشح هو الهدف فيجب تحضير كل المستلزمات والدعم والحملات الانتخابات وعدم الانسحاب لا ربط الرهان "الضمني" بالحصول على مركز نائب الرئيس في حال نجح يوسف السركال في الرئاسة. وإذا كان الهدف هو التحضير للمستقبل، فكان يجب فعل ما فعله القطريون بترشيح الذوادي لمنصب عضوية المكتب التنفيذي للفيفا.. وهنا ينطبق القول على القطري بأنه خسر بشرف، ولم يكن طرح الدكتور حافظ المدلج مرشحاً للانتخابات الحالية تحضيراً للانتخابات المقبلة موفقاً، وكذلك لم يكن (انحياز) المرشح التوافقي لأحد المرشحين جهاراً في محله.. إنه رأي صادق لصديق وانعكاس لآراء أصدقاء آخرين.. إن حافظ المدلج هو أكثر الناس يقيناً بأنه لم يكن مرشحاً جدياً.. ولا مرشحاً مدعوماً.. لذا فهو لم يكن في فريق الرابحين.