|


سعيد غبريس
مرشح سعودي ونقطة على السطر
2013-03-22

مثلما مضت كأس الخليج الـ21 في المنامة بكواليسها دون إيجاد أي نقطة التقاء بين المرشحين الخليجيين لمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي.. مضت أيضاً كواليس اجتماع غرب آسيا في عمان دون وجود أي قاسم مشترك بين الثلاثي الخليجي هذه المرة بدخول الدكتور حافظ المدلج المنافسة ولكن بشعار المرشح التوافقي.. ومثلما جرى في المنامة وعمان مرت اجتماعات كوالالمبور بكل كواليسها ولا جديد تحت الشمس.. سوى أن المرشح التوافقي لن يرى النور الآسيوية ويبدو أنه كتب على الدكتور المدلج أن يبقى محارباً بلا سلاح وذخيرة، وأن يؤدي ذلك إلى التفتيش عن مخرج مشرف يحول دون انخراط السعودية في محور ما، اللهم إلا السعي للحصول على بعض المكتسبات في اللجان المختلفة. المعركة حتمية وواقعة باستمرار الشيخ سلمان بن إبراهيم ويوسف السركال والتايلاندي ماكودي واروي، مع عدم التسليم بأن هذا التشرذم في غرب آسيا سيجعل المرشحين العرب خارج الرئاسة فيد السلطان العربي طويلة، وتأكيدات كل من آل خليفة والسركال بالحصول على أصوات وازنة خارج الغرب ليس مبالغاً فيها، ومع أن الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام لا يحرك ساكناً، بصورة علنية، إلا أن تأثيره ما زال موجوداً وإن بفاعلية أقل، وفي المقابل تزداد فاعلية الشيخ أحمد الفهد وتأثيره في الحقل الآسيوي انطلاقاً من موقعه في آسيا وخارجها.. وكلنا نعرف أن لكل من هذين العملاقين العربيين مرشحه الواضح المعروف، ولا يستطيع الشيخ سلمان الخروج من عباءة الفهد ولا السركال بإمكانه التخلي عن مظلة ابن همام. الزخم البحريني يشتد والزخم الإماراتي يتعاظم والمعركة جدية جداً وواضحة المعالم فيما الصوت السعودي بان وكأنه مخنوق فلا صدى ولا وادي يردده.. واستعراض سريع لبداية “حملة” الدكتور المدلج الانتخابية وحتى اليوم يظهر أن هناك مرشحاً سعودياً ونقطة على السطر.. كيف لا و”المرشح” السعودي خرج من المملكة ثلاث مرات، وخلال تواجده في المنامة تلقى نبأ ترشيح بلاده له، وهذه لا تحسب من ضمن الجولات الانتخابية، والتواجد الثاني كان في عمان للتشاور العربي، والتواجد الثالث كان في كوالالمبور لحضور اجتماعات الاتحاد الآسيوي.. وبتعبير آخر لم يتحرك “المرشح” السعودي قيد أنملة في إطار الحملات الانتخابية، حتى بدا الأمر وكأنه غرق في النسيان، أو كأن شيئاً لم يكن في الأساس. ليس هكذا تخاض الانتخابات القارية، صحيح أن تجربة الانتخابات محلياً في بداياتها ولم تخرج المحنكين واللاعبين والمفاتيح الانتخابية، ولكن الصحيح أيضاً أن المملكة خاضت سابقا انتخابات آسيوية ودولية، ولم تكن تجربة الانتخابات المحلية موجودة في الأساس، وأطلت بعد عقود من الزمن.. بعد كل هذا الجمود وعدم الوضوح في موضوع ترشيح الدكتور حافظ المدلج لرئاسة الاتحاد الآسيوي يحق للمتابع أن يسأل: هل كان هناك قرار جدي وحقيقي في خوض الانتخابات، وإذا كان الجواب إيجابياً فليبين أحد ما هي الخطوات المتخذة، وإذا لم يكن هناك قرار ولطالما أن الترشيح قائم بدون آلية وآلات تنفيذية.. فلماذا لا يعلن الانسحاب؟ لا يستحق الدكتور حافظ المدلج أن يوضع بهذا الموقف، ولا يمكن أن يستمر الأمر بهذا اللا موقف.