|


سعيد غبريس
قرعة الخليج لم تعد منتظرة
2012-10-20

وردت هنا في المنامة، عبارة (البحرين مهد دورة الخليج) في كل الوسائل الإعلامية، على اعتبار أن هذه الدورة، التي كانت أساس تطور الكرة الخليجية، انطلقت من هذا البلد الذي يتشوق جمهوره الكروي إلى إحراز اللقب في المرة الرابعة التي تنظم فيها البطولة على أرضه، وذلك للمرة الأولى، لينضم إلى الدول (التقليدية) الخليجية التي فازت كلها باللقب، بالطبع مع اعتبار أن العراق، وخصوصاً اليمن، ليستا من دول مجلس التعاون. دولة البحرين اهتمت في السنوات الأخيرة لتلقف أي دورة يتعذر إقامتها في بلد ما لسبب ما، لتدعم براهينها في أن الأمن مستتب فيها بخلاف ما تروج له بعض الوسائل الإعلامية العربية، لذلك كانت حاضرة جداً ومصرة على أن تحتضن دورة اليمن في 2010 التي ظل الشك في إقامتها يحوم حتى الربع ساعة الأخيرة، ولا سيما أن السبب الذي كان سيحول دون إقامتها في اليمن أمني. وحين لاحت الفرصة من جديد وبسبب أمني أيضاً لم تتأخر البحرين في طلب تنظيم البطولة بدلاً من البصرة في العراق. وتجاوبت الحكومة البحرينية مع كل المتطلبات لتعويض قصر مدة التحضير للبطولة، وجاء المؤتمر الصحافي لرئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وما تلاه من سحب القرعة في اليوم ذاته (أمس) لتكسب البحرين الرهان، وخصوصاً الإعلان عن أن الملعب الرئيسي سيكون جاهزاً قبل البطولة لإقامة مباريات تجريبية. ولكن الجمهور الكروي في البحرين غير راضٍ أبداً عن المنتخب ولا عن مدربه الإنجليزي نايلور بالرغم من الفوز ببطولتين خليجية وعربية، ولكن الإقصاء من المونديال والخسارتين الوديتين، وخصوصاً أمام الإمارات (2ـ6) وضعت المدرب الإنجليزي في مهب الريح، وبدا من بين السطور في كلام رئيس الاتحاد البحريني أن الإقالة تنتظر المدرب، وربما التأخير سببه سحب القرعة. وهذه الإقالة إن حصلت لن تكون في محلها والمنتخب البحريني على أبواب البطولة على أرضه ولا يفصلنا عن صافرة البداية سوى شهرين، ولكن ربما أعادت الجمهور المقاطع إلى الملاعب فينزع بذلك عامل سلبي مفترض سيؤثر على رونق البطولة. المنتخب البحريني بحاجة إلى نزع فتيل التوتر، ولاسيما الآن بعد وقوعه في المجموعة الأصعب إلى جانب عمان وقطر والإمارات، على اعتبار أن المجموعة الثانية ستكون أسهل نوعاً ما بوجود الفريق اليمني، ولكنها في الوقت ذاته مجموعة حاملي الألقاب الكويت والسعودية والعراق (16 لقباً) بينما ألقاب المجموعة الأولى 4 . والحق يقال إن فرق دورة الخليج باتت متوازنة ومتساوية في المستويات باستثناء الفريق اليمني، وباتت هذه الفرق تشكل (ديربيات) متعددة كيفما كان توزيعها في المجموعتين، ومن المنتظر أن يكون مستوى الدورة الـ21 عالياً ولاسيما أن الفرق ستشارك في كأس غرب آسيا في الكويت فتكون على أتم الاستعداد والجاهزية.