جاءت مشاركة الكرة السعودية في بطولتين بدون لاعبي المنتخب الأول الذي خاض تصفيات كأس العالم، لتفسح المجال أمام المشارك بكأس العرب وكله من اللاعبين غير الأساسيين أو من المنتخب الأولمبي، والفريق المشارك في تصفيات كأس آسيا تحت سن 22 عاما، قدما حتى الآن ما يؤهلهما ليكونا نواة منتخب جديد للمستقبل يمحو الصورة القاتمة لكرة القدم السعودية الغائبة عن المونديال الثاني على التوالي والخارجة من الدور الأول لكأس آسيا بأسوأ النتائج. الفريق السعودي المشارك بكأس العرب، وفي ضوء مباراته الأولى، يبشر بالخير بهذه المجموعة المتجانسة، وبهذا الثنائي المهاجم الخطير: المحياني – السهلاوي، ومهما قيل إن الفريق الكويتي بضعفه أتاح هذه النتيجة الكبيرة بالأهداف الأربعة مناصفة بين المحياني والسهلاوي، لكن يجب أن نعترف أن اللاعبين السعوديين تمتعوا بالحماس والحيوية وباللعب المنظم. والفريق السعودي تحت 22 عاماً يسير بنجاح في التصفيات الآسيوية ولو أنه لم يفز في مباراتيه الأوليين بأكثر من هدف ولابد أن يبرز منه عناصر واعدة لن تتأخر كثيراً لتنضم إلى الفريق الأول. إذاً، لم يعد هناك منتخبا أول، على حد قول محمد المسحل رئيس إدارة شؤون المنتخبات في الاتحاد السعودي، الذي أعلن أن لجنة مختصة قررت حل المنتخب الأول، مما يعني أن المنتخب الأول سيتشكل من المجموعات الثلاث. ونجاح المنتخبين في الطائف – جدة وفي الرياض، سيساعد في تأليف المنتخب الجديد حسب ما يظهر على أرض الواقع، وخصوصاً أن المنتخب متحرر من الاستحقاقات، وأمام المدرب الهولندي ريكارد الوقت الكافي للاختبار وللاختيار. ولكن هل بمجرد التوصل على تشكيلة جديدة من عناصر كفؤة، نغير وجه الكرة السعودية. لا، فالمشوار طويل وشاق، والعمل موزع على جبهات عدة، ولابد من اتحاد ثابت بعد مرحلة المؤقت، ليس اتحاداً (يتزاحم) أعضاؤه للظهور في الصورة على منصة التتويج، وليس اتحاداً غير مؤهل تحت عباءة الانتخابات. ولا تستطيع رابطة المحترفين مهما كانت كفاءة مسيريها، إن توصلنا إلى دوري قوي ينتج منتخباً قوياً، إنها تقوم بعمل جيد، ولكنها لا تستطيع أن تعطي الحلول الجذرية للكرة السعودية. الكرة السعودية تحتاج الكثير الكثير من مستلزمات التطوير، ولنذكر شيئاً واحداً بطريقة التساؤل: هل يعقل أن تمر كل هذه السنوات وجدة وليس فيها سوى ملعب واحد والرياض سوى ملعبين. هذا السؤال يطرح بقوة حيث نعلم أن اللجنة المنظمة لكأس العرب التاسعة أرسلت بعض الفرق إلى الطائف لضرورة إقامة مباريات في وقت واحد.