مفارقة غريبة، في الوقت الذي يتصدر فيه الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر قائمة الترتيب في دوري أندية عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين، تشهد المباريات التي يخوضها الفريق تناقصاً ملحوظاً في أعداد الجماهير الحاضرة، وجماهير النصر التي عرفت فيما مضى من مواسم بكثافتها فشلت حتى الآن في احتلال مركز الوصافة بعد الهلال الذي سجلت جماهيره حضوراً لافتاً خلال كل المواسم وها هي تواصل نفس الحضور الباهي جعلها تتربع الصدارة وبلا منافس. وبلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تعرف طريقاً للتدليس فقد تخطى جمهور الهلال حاجز المائة ألف متفرج، كما جاء في رصد زميلنا عبدالرحمن مشبب ونشرته "الرياضية" في عددها الصادر أمس الإثنين. وأنقل عنه أيضاً: "أن الهلال الذي حل في صدارة الأندية الأكثر حضوراً جماهيرياً بـ100573 وبفارق كبير عن وصيفه الاتحاد الذي بلغ عدد حضور جماهيره 75039 متفرجاً، وتصدرت مباراة الهلال والشباب قائمة الأكثر جماهيرية في الجولة الثامنة بحضور 17295 متفرجاً في الوقت الذي حلت فيه ثالثاً على مستوى مباريات الدوري خلف مباراتي الهلال والاتحاد، والاتحاد والأهلي، وبلغ عدد الحضور الجماهيري 237208 متفرجين". ورغم كثرة الحديث والطهبلة عن جماهير الشمس، تكشف الأرقام الحقيقية التي لا تقبل الشك، وهو ما يعيد للمشهد تلك المغالطات والانتقادات الشنيعة التي طالت شركة زغبي العالمية حينما وضعت الهلال الأول في الشعبية والجماهيرية المطلقة على المستوى المحلي. وهو أيضاً يعطي دلالة واحدة على الفارق الكبير بين زعيم الأندية السعودية والآسيوية وبقية أقرانه من الأندية الأخرى. بعد هذا كله ليس غريباً أن يكون نادي الهلال الوحيد الذي يحظى بوجود راعٍ بحجم شركة موبايلي، في الوقت الذي تئن فيه الأندية الكبار من وطأة الأزمات المالية المتلاحقة بعد فض الشراكة مع الراعي والشريك الإستراتيجي والاتحاد خير شاهد ودليل. وبلا شك أن الجماهير الهلالية ظلت وطول تاريخها شاهداً آخر على عظمة النادي العريق وبطولاته المتواصلة التي جعلته زعيماً لكل الأندية رغم المحاولات الطائشة والإسقاطات الفارغة التي تحاول ربط منجزات الهلال بالتحكيم تارة، والنفوذ تارة أخرى، ولكنها الأرقام التي تفصل ما بين الحقيقة والكذب.