أعاد معسكر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الاستعدادي لمواجهة المنتخب الإندونيسي اليوم في جاكرتا، طرح عدة تساؤلات عن الفائدة المتوقعة من هذه المعسكرات، ومدى أهميتها خاصة إذا تجاوزت المدد المحددة حسب نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم والذي لم يترك المجال مفتوحاً للاجتهاد، حيث تنص لوائحه على أحقية المنتخب في استدعاء اللاعبين الدوليين قبل المباريات الودية بـ48 ساعة وقبل خمسة أيام من المباريات الرسمية إضافة إلى 14 يوماً تسبق البطولات الرسمية الخاضعة لإشراف FIFA والاتحادات القارية القابعة تحت مظلته. ويشير العديد من نقاد ومحللي كرة القدم إلى أن قوة أي منتخب مرتبطة بوجود دوري محلي قوي وهو ما لا يتحقق وسط معسكرات طويلة تفضي بالطبع إلى توقفات متكررة لمنافسات الدوري كما هو الحال في السعودية. وبعيداً عما جرى بين الاتحاد السعودي لكرة القدم ونادي الهلال من سجالات عبر وسائل الإعلام وشكوى الهلاليين من طول مدة معسكر الأخضر في ماليزيا، فإن التذمر الذي أبداه نادي الهلال تجاه اتحاد كرة القدم مرشح لدخول أطراف أخرى متى ما تداخلت هذه المعسكرات مع ظروف مشاركاتها الخارجية، وهو الأمر الذي يجعل الباب مفتوحاً وعلى الآخر لنشوء علاقة يشوبها التوتر بين الأندية واتحاد الكرة وهو أمر ليس في صالح كرة القدم السعودية التي تئن حالياً تحت وطأة الانكسارات المتوالية. هذا شيء.. أما الآخر فهو قياس الكلفة المالية الباهظة لهذه المعسكرات الطويلة والتي غالباً ما تكون خارج البلاد، وكم من المبالغ التي ستضاف إلى الفاتورة وبالتالي ستضاعف من المشاكل لاتحاد الكرة والذي يعاني أصلاً من عجز مالي يفوق 75 مليوناً وهو ما يصعب من مهمة الاتحاد الجديد في أداء دوره كما يجب خاصة وأن وعوداً كثيرة أطلقت خلال الحملة الانتخابية للرئيس أحمد عيد، والتقصير في الوفاء بتلك الوعود لا يعني سوى الفشل، وأن برنامجه مجرد كلام افتراضي ولا مكان له في أرض الواقع. بقي أن أقول إن مهاجم المنتخب السعودي النجم السابق ماجد عبدالله له رأي أيضاً حول المعسكرات الطويلة للمنتخبات ويطالب باختصارها إلى خمسة أيام فقط، وفقاً للأنظمة المتبعة في FIFA، وتناقلت وسائل الإعلام قوله: "اليومان الأولان في المعسكر هما عبارة عن استعادة لنظام اللاعب في النوم والغذاء، والأيام المتبقية هي لزيادة الاستعداد البدني والذهني في التدريبات للمباراة، وما زاد على ذلك لن يجني منه لاعبو المنتخب السعودي سوى الإرهاق". هذا ما قاله ماجد.. أما أنا فأدعو الله بالتوفيق للمنتخب السعودي اليوم، ولاتحاد الكرة بالسداد بعيداً عن الاختراعات كما هو حاصل الآن.