|


عبدالرحمن الجماز
خارطة جديدة ونظريات تسقط
2011-11-17
بصوت عالٍ يتحدث النقاد والمحللون الرياضيون هذه الأيام عن تحولات تجري على الخارطة الكروية في آسيا، فالصغار ويقصد بها المنتخبات الضعيفة ـ لم تعد كذلك بل وأصبحت الخطر الداهم الذي يهدد بإسقاط منتخبات كبرى تملك تاريخاً طويلاً ومنجزات بطولية مهولة.
ويستشهد هؤلاء بمنتخبات الأردن وتايلاند ولبنان والنتائج التي تحققها في الدور الثالث ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، ولكن ما لا يشير إليه النقاد والمحللون أو أنهم غفلوا عنه، أن صعود تلك المنتخبات (الناشئة) يعني بطلان العديد من النظريات والمفاهيم الرياضية التي يرددونها في كل وقت.
والدوري الضعيف لا يمكن أن يخلق منتخباً قوياً، هو أحد تلك المفاهيم والتي لو افترضنا أنها تستقيم مع حالة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، فإنها لن تكون صالحة للتطبيق مع المنتخب اللبناني (مثلاً). فلا يوجد هناك دوري بالمعنى الحقيقي، فما بالك أن يكون دورياً قوياً.
والذين يغالون في المطالبة بالتوسع في إنشاء الأكاديميات واحتراف اللاعب السعودي خارجياً ويعلقون عليها آمالاً في التخلص من الوهن الذي تعيشه الكرة السعودية (حسب وصفهم) سيكتشفون عدم صواب ما ذهبوا إليه، وأنها مجرد نظريات قابلة للصح والخطأ وليست مسلّمات بشكل مطلق وإلا فإن الحديث فيها سيكون مضيعة للوقت. وكرة القدم ستظل إبداعاً إنسانياً ولحظات تجلي تجلب المتعة والبهجة للشعوب، وتضفي أجواء احتفالية حتى لتلك التي لم تعرف في حياتها سوى التوترات السياسية والحروب والدمار، وليس شيئاً (كثيراً) ما تحظى به كرة القدم من اهتمامات الدول وزعمائها السياسيين، وقبل هذا وذاك مئات الملايين التي تنفق تجاه هذه اللعبة.