|


عبدالرحمن الجماز
بياعين الكلام
2011-08-08
ظهور المنتخب السعودي للشباب تحت 20 سنة بمستويات جيدة في الأدوار التمهيدية لمنافسات كأس العالم للشباب في كولومبيا، أفرز أصواتاً عدة تنادي بأهمية الاعتماد الكلي على الأسماء الواعدة التي تضمها قائمة الأخضر الشاب تمهيداً لعملية إحلال واسعة يجب أن تكون في المنتخب الأول الذي يعيش سنوات عجاف كما يرى هؤلاء.
أن تسمع ترديد مثل هذا الكلام من عامة الناس من الجماهير، هو شيء مقبول اعتماداً على العواطف الجياشة والفرح العارم وهي ترى منتخب بلادها يتأهل لدور الستة عشر وهذا من حقها ولا غرابة في الأمر.
لكنه يصبح غريباً ولا يمكن التسليم والقبول به ممن يسمّون أنفسهم نقاداً ومحللين، والذين لم أجد مع الأسف فيما يقولونه ويعلقون عليه سوى تنفيس لرغبات شخصية ولعب بالنار لا يليق بناقد أو محلل وهي أقرب لـ(بياعين الكلام) فقط.
صحيح أن تكوين منتخبات سنية بالشكل الذي رأينا عليه الأخضر السعودي وتقديمها مستويات جيدة هو دليل عافية للحالة الكروية في أي بلد، ولكنه ليس بالضرورة أن تكون انعكاساته ظاهرة على الفريق والمنتخب الأول، بمثل ما يتصوره هؤلاء، بل هي ستظل محدودة لا تتعدى اسمين أو ثلاثة وهي الحقيقة التي يقر بها غالبية المهتمين بالشؤون الكروية والمنغمسين في عالمها.
وهو ما يقودنا للتنبيه والتصدي لتلك الآراء التي تضع حلولاً لمشاكل الكرة السعودية والدفع بها إلى مصاف دول المقدمة عالمياً وتجعله محصوراً فقط على إنشاء الأكاديميات الرياضية.
بقي أن تعرف أن كرة القدم النيجيرية والتي تملك رصيداً جيداً من المنجزات وتقف الند في مواجهاتها مع المنتخبات ذات السمعة في بطولات العالم تحت 17 و20 سنة، وهي لا تقيم مسابقات سنية على المستوى المحلي.
ولا أعتقد أن الوصول إلى العالمية وتحقيق الألقاب بسيط جداً وإنما يحتاج لتوافر ظروف مختلفة وبيئة حاضنة تساعد على تقديم منتج عالي الجودة وهو ما لا يتوافر ليس في السعودية فحسب بل في الجغرافيا الآسيوية جلها.
بقي أن أشير إلى القدرات الكبيرة التي يمتلكها المدرب الوطني خالد القروني وضرورة التمسك به بعيداً عن نتائج الأخضر الشاب في منافسات كولومبيا 2011 رغم ضراوة سهام المنتقدين الذين يضعونه مع بقية المدربين الوطنيين في نفس الكفة بطريقة تفتقد للإنصاف. فالفارق شاسع بين القروني وبقية المدربين الوطنيين، فالأول يملك سجلاً حافلاً وخاض مهمات في الواجهة من خلال قيادته لدفة التدريب في فرق محلية جماهيرية كبرى.
أخيراً إن المواجهة البرازيلية السعودية ستأتي بالخير على المنتخب السعودي وستكون أولى ثمارها الاستفادة القصوى واكتساب الخيرات في مثل هذه المنازلات الكروية وأفضل لنا (مثلاً) من مواجهة شقيقنا العربي المنتخب المصري التي ستجرنا للوراء ولا فائدة مرجوة منها.