تلقيت بعض الاتهامات والملحوظات من متابعين وآخرين حول ما كتبته هنا عبر أكثر من زاوية عن تحفظي على زيادة فرق دوري جميل للموسم المقبل وبالتالي هبوط الاتفاق والنهضة إلى دوري ركاء.
أحدهم سألني:
ماذا لو كان أحد الهابطين من فرق العاصمة هل سيتغير رأيك؟
ورغم أن طرحي كان علمياً مجرداً وبالتالي ينطبق على أي فريق آخر إلا أن تساؤله يحمل مضامين يجب أن ننأى بأنفسنا عنها ولو كان تساؤله (لو كان أحد الفرق الكبيرة بدلا من عبارة فرق العاصمة) لأجبته على تساؤله وآخر اتهمني بأنني ضد أندية معينة وإلا فأين رأيي عندما زيدت إلى 14 فريقاً كما يقول.
والحقيقة ومع تقديري لكل من تابع ما كتبته عن الموضوع متفقا معي أو مختلفا أؤكد أنني لست ضد الزيادة وأدرك إيجابية ذلك وانعكاسه على الكرة عموما ولم أعترض على الـ 14 لأن الظروف تسمح بذلك وإن كانت كما نشاهد الآن لكنني هنا أتحدث بلغة المنطق والواقع في ظل وجود 3 مسابقات محلية كبرى وعدد من المشاركات الخارجية للأندية والمنتخب وعدم استيعاب أجندة الموسم وقد تحدثت عن ذلك مستشهدا بتصاريح مسؤولين في الاتحاد ولجنة المسابقات.
زيادة فرق دوري جميل وبالتالي إلغاء الهبوط ربما كان لمصلحة بعض فرق ركاء الطامحة للصعود لاختصار المنافسة كما سنتحدث بعد قليل وإذا كنت أشرت للعديد من الصعوبات كضغط الموسم وزيادة المباريات والحاجة لكوادرتحكيمية وفنية ... إلخ فإن هناك أمورا أخرى سوف تترتب على ذلك من أهمها:
ـ عدم هبوط فريقين من دوري جميل يعني أن فرق دوري ركاء ستصبح 14 مما يضطرمعه اتحاد القدم إلى تصعيد فريقين بالإضافة إلى الثلاثة الصاعدين (الفيحاء والصفاء والمجزل) ليصبح العدد كما كان 16 فريقاً والأقرب الترجي الذي حل رابعا بعد خروجه من المجزل والخامس من مباراتين فاصلتين (ذهابا وإيابا) بين ضمك ثالث المجموعة الأولى والعيون ثالث المجموعة الثانية وهذا يعني صعود 5 فرق من الدرجة الثانية لدوري ركاء وهو رقم له تأثيره في الدوري وقد يهبط بمستوى التنافس فيه على الأقل على المدى القريب وهو الدوري الذي نعول كثيرا عليه كسند لدوري جميل وهذه الأندية غير مستعدة للاعب الأجنبي وتسجيله لأنه لم يكن واردا في أجندتها.
وأيضا سيضطر الاتحاد لتصعيد فرق أخرى من الدرجة الثالثة إلى الثانية لتعويض النقص ومن دوري المناطق إلى الدرجة الثالثة لتعويض النقص أيضا.
والمشكلة أن جميع هذه الفرق المرشحة للصعود منحت أجهزتها الفنية إجازتها السنوية وأي دوري مصغر أو مباريات فاصلة للصعود ستكون قبل بدء الموسم وليس الآن وفي وقت لن تكون فيه الفرق في كامل جاهزيتها وهذا ما عنيته عندما أكدت على أهمية أن تكون القرارات الإستراتيجية كهذه قبل بدء الموسم وليس بعد نهايته أو قبل مواسم لتكون الفرق على بينة من أمرها.
الرعاة الرسميون
وأعني هنا "ركاء القابضة" التي رمت بثقلها في دوري الدرجة الأولى ومعروف أن السنوات الأولى في أي عقد استثماري هي تأسيسية وفي الوقت الذي ستبدأ فيه الشركة تحقيق الربحية أو على الأقل التوازن يهبط مستوى الدوري وبالتالي متابعته والاهتمام به مما ينعكس على الناحية التسويقية والاستثمارية والسؤال هنا:
هل تم التنسيق مع "ركاء" بمعنى أخذ مشورتهم لأنها مهمة كشريك إستراتيجي؟ والحال نفسه مع عبداللطيف جميل حيث سيزيد عدد فرق الدوري إلى 16 والمباريات من 182 إلى 240 ومن ثم الحضور الجماهيري والنقل التلفزيوني .. إلخ وكلها عوامل قد تستفيد منها الشركة على حساب الدوري والأندية التي يجب أن تتغيرحقوقها للأفضل وقد تتأثرالشركة سلباً وفقاً للمصروفات وهي أمور تحددها الأطراف المعنية وكذلك الحال مع ركاء حيث يهبط مستوى الدوري مما يعني تأثرها استثماريا.
وإذا كنا سنتخذ قرارات مهمة وإستراتيجية بمعزل عن الشركاء الإستراتيجيين والرعاة الرسميين فإننا لن نلوم القطاع الخاص وهو يحجم عن الاستثمار في الرياضة لإنعدام الثقة أو لعدم وجود رؤية واضحة لدى اتحاد القدم على مدى 3 أو5 سنوات على الأقل وحتى على مدى موسم واحد.
والله من وراء القصد،،،