للنصر في هذا الدوري فرحتان
فرحة عند فوزه بالبطولة
وفرحة عند التتويج ..
قبل أسبوع جاء (النصر) بـ (النصر) وأعلن أنه بطل دوري 2013ـ2014 وقضي الأمر ..
ومضى كل إلى غايته بين رافع لراية الاستسلام وآخر قانع بما جاءه من نصيب وثالث دخل نفقاً مظلماً ظل يبحث فيه عن بصيص من نور يهتدي به إلى خارجه ليعيش مع النصر موسماً آخر ورابع نال تأشيرة الخروج النهائي وعاد على أقرب رحلة.
فرح النصراويون بمقعدهم في صدارة الدوري ..
وحرصوا أن يكون التتويج متلازماً مع الإعلان ..
وسعوا ليكون أمام المنافس التقليدي لتكون الفرحة فرحتين ..
وراقبوا المنافس عله يتعثر ..
ثم رضوا بما هم فيه ..
واقتنعوا أن هذا قدرهم ..
لكنهم لم يدركوا أن خيرهم فيما استدبروا من أمرهم ..
حتى جاءهم التتويج إلى عندهم ..
فغنى لهم .. وتغنى بمجدهم .
ليفرحوا بالتتويج بعد أن فرحوا بالبطولة ..
وليستعيدوا فرحتهم الأولى ممزوجة بالثانية لتشكل فرحة كبرى بعودة (البطل) إلى الساحة ..
فـ (البطل) لابد أن يعود ..
نعم لابد أن يعود ..
ولابد له من (تتويج) يليق بمقامه
ويليق بمقام هذا الجمهور وانتظاره ..
والذين فرحوا بـ (النصر) البارحة وفرحوا معه نصفهم وربما أكثر لم يفرحوا به ومعه ببطولة كهذه من قبل ..
لذا لاغرابة أن تكون الفرحة بهذا الحجم ..
وأن تكون المشاعر بهذا الفيض ..
هؤلاء هم الذين تجرعوا مرارة الصبر فلابد أن يفرحوا بحلاوة النصر ..
غاب النصر سنوات فاقترحوا عليه البحث عن بطولة سريعة الأثر بعيدة التأثير يبل بها ريق جمهوره المتعطش ..
بطولة قصيرة المدى تتناسب مع إيقاع الزمن ..
لكن (النصر) بعراقته ..
وتاريخه ومكانته ..
يأبى أن يتماشى مع روح العصرعلى حساب الماضي وأصالته ..
غاب النصر سنوات ففرح البعض بمقعده متغنين بلحن الغياب ..
غاب نتائجاً .. وربما مستويات
وغاب بطلاً .. اعتاد المنصات
لكنه ظل حاضرا في الإعلام ..
وهاجساً يطارد الأوهام ..
كانوا يرونه غياباً ..
وكان يراه إعدادا ..
فكان حضورا يشفع لذلك الغياب ..
طالت غيبته فأتى بالغنائم ..
وغنائم النصر كثيرة ..
بطولة النصر ليست فقط كأس ولي العهد ..
ولا في المحك الحقيقي (الدوري)
ولا في قدرته على التنويع بين الإيقاع السريع والنفس الطويل ..
بطولة النصرالحقيقية في الانتصارعلى ذات ظلت منكسرة سنوات ..
على ذات حاول كثيرون وأدها كلما حاولت النهوض ..
وبطولة النصرالحقيقية في القدرة على العودة في وقت كان الآخرون يستبعدونه..
وبطولة النصر الحقيقية في إعادة الساحة إلى طبيعتها والتنافس إلى واقعه ..
وبطولة النصرالحقيقية في إشغال الكل بين مغن معه ومغن له ومتغن به ومشغل نفسه بالبحث عما يشوه جمال اللحن وتناغم الإيقاع ..
بطولة النصرالحقيقية في جمهورقلت عنه عندما فاز بكأس ولي العهد:
(جمهور يتنامى كلما خسر الفريق وهي معادلة استعصت على علماء الرياضيات ومحللي المباريات ومنظري الأستوديوهات)
قكيف ستكون الآن بعد هذا الحضور وهذا (النصر)؟.
[email protected]
تويتر @A_Aldhuwaihy