تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً من مباراة نورمبيرج أمام فريدربريمن التي جرت السبت الماضي في الجولة 24 من الدوري الألماني يحتسب فيها الحكم ضربة جزاء لمصلحة لاعب فريدربريمن أرون هانت إلا أن اللاعب اعترض على قرارالحكم معترفاً بأنه سقط متعثرا وليس بسبب مشاركة المدافع فألغى الحكم قراره واحتسبها ضربة مرمى.
هذا الموقف من اللاعب أشعل الصحافة الألمانية والأوروبية ومواقع التواصل إشادة باللاعب وروحه الرياضية العالية وأنه نموذج للاعب المثالي.
ضربة الجزاء جاءت وبريمن متقدما 2ـ0 وهي النتيجة التي إنتهت إليها المباراة مما جعل البعض يتساءل:
ماذا لو حدثت ضربة الجزاء والنتيجة تعادل أو وفريقه خاسرا بهدف وبغض النظر عن هذا التساؤل الذي يدخلنا في النوايا إلا أننا يجب أن نأخذ الجانب الإيجابي من الحادثة، ففريق بريمن احتل بعدها المركز11 بـ 28 نقطة ونورمبيرج المركز14 بـ 23 نقطة وهو مؤشر يؤدي لحسن نية اللاعب.
الألماني ميروسلاف كلوزه سبق مواطنه هانت الموسم الماضي عندما سجل هدفا بيده على طريقة مارادونا في الدوري الإيطالي لصالح فريقه لاتسيو أمام نابولي وكانت النتيجة التعادل بدون أهداف وأثار ضجة حيث لم يتنبه له الحكم ولا المساعد إلا أن اللاعب اعترف للحكم بأنه سجل الهدف بيده فألغاه الحكم.
موقف أرون هانت ومن قبلة كلوزه ذكرني بموقفين مشابهين:
الأول
مارادونا عندما سجل هدفا بيده (خطافية) في مونديال المكسيك 86 يعتبر الأشهر وكان سبباً رئيسياً لإقصاء إنجلترا من الدور ربع النهائي حيث سجل مارادونا هدفه الثاني الذي كان تاريخيا وإعجازيا لتنتهي المباراة 2ـ1
الثاني:
في مباراة لمنتخبنا أمام فريق برازيلي أثناء معسكر له في الطائف قبل أكثر من 30 عاما كانت المباراة تسير للتعادل بدون أهداف وفي الدقيقة الأخيرة احتسب الحكم وكان سعوديا ضربة جزاء غير صحيحة للمنتخب فطلب فهد المصيبيح تنفيذها ولعبها متعمدا بعيدا عن المرمى فصاح به زملاؤه اللاعبون:
ـ حرام عليك طيرت المكافأة، حيث كان المنتخب يتلقى مكافآت عند فوزه في أي مباراة تشمل الجهازين الفني والإداري واللاعبين فقال فهد:
ـ أنتم اللي حرام عليكم المكافأة .. ضربة الجزاء غيرصحيحة.
وعودة لموضع (هانت) فإن كثيرين تساءلوا:
ماذا لو حدثت ضربة الجزاء هذه للاعب سعودي في الدوري المحلي؟ وأضيف أيضا هدف كلوزه؟
ودونما أجيب فإن ما يحدث أمامنا يغني عن الإجابة فهناك العديد من الأهداف الحاسمة تم تسجيلها باليد وركلات الجزاء غيرالصحيحة بل إن كثيرا من اللاعبين يسعى لتعمد السقوط ليحصل على ضربة جزاء أو على الأقل لإثارة الجماهير على الحكم.
والذين علقوا على واقعة هانت تحدثوا عن القيم والمبادئ وتعاليم الإسلام المطبقة في أوروبا على طريقة الشيخ محمد عبده عندما زار أوروبا في نهاية القرن الـ 19 فقال قولته المشهورة (وجدت إسلاماً بلا مسلمين) وأعتقد بالإضافة إلى ذلك أن الأمر يتعلق بذات الشخص وتربيته على القيم والمبادئ وزرع ثقافة التنافس الشريف ومعنى طبيعة التنافس.
حرصنا على الفوز أيا كان والتقليل من الآخر مهما حقق من نتائج ونجاحات حتى وإن كانت عن جدارة هو ما جعل التنافس لدينا يأخذ منحى آخر وجعلنا نبحث عن الفوز وإن كان بطرق غير مشروعة.
اللاعب هو اللاعب سواء كان في أوروبا أو أمريكا الجنوبية أو هنا أو في أي بقعة من العالم لكن الفرق يكمن في ثقافته ونظرته إلى المعنى السامي من التنافس الشريف.
والله من وراء القصد،،،