تشرفت بدعوة كريمة لحضورثلاثية الدكتورعمر بامحسون الثقافية يوم الثلاثاء الماضي التي استضافت الدكتور فهد العليان مدير المسؤولية الاجتماعية بنادي الشباب وفي بنك الجزيرة والناشط المعروف في هذا المجال حيث تحدث في محاضرة قيمة عن هذا الجانب ودورالأندية الرياضية في ذلك، مشيرا إلى بعض الأمثلة الحية من واقع تجربته في نادي الشباب من خلال المركز الصيفي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يقيمه النادي سنويا خلال الإجازة الصيفية.
عاب المحاضرة كما قلت في مداخلة لي بعدها أنها جاءت متزامنة مع النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) مما قلل من عدد الحضور وإن كان في الموجودين بركة لكن هذا لايمنع ـ كما قلت أيضا ـ من إعادتها في توقيت آخر أو بلغة أخرى لأهمية هذا الجانب.
استوقفتني نقطتان هامتان قبل الدخول لما هو أهم:
الأولى:
أن القطاع الخاص وقطاع البنوك على وجه الخصوص لديه الاستعداد لدعم مثل هذه المناشط والإسهام فيها متى ما أدرك المردود الإيجابي منها من خلال القائمين عليها وآلية تنفيذها.
الثانية:
أن ما تقوم به الأندية في هذا الجانب في معظمه ـ وللأسف الشديد ـ نتاج جهود فردية ورغبات أفراد وبالتالي قد تتوقف مثل هذه البرامج بمجرد إبتعاد هؤلاء عن النادي أو تستمر وبصورة أفضل حسب القائمين على النادي ومدى قناعتهم واستعدادهم لتبني مثل هذه النشاطات.
والسبب بكل بساطة أن العمل في أنديتنا الرياضية شأنه شأن كثير من القطاعات ليس عملا مؤسساتيا يرتبط بالكيانات أكثرمن ارتباطه بالأشخاص وإنما اجتهادات ورغبات مرتبطة بأفراد ومدى حبهم ورغبتهم في هذا العمل أو غيره من الأعمال.
وعودة للمركزالصيفي لنادي الشباب لذوي الاحتياجات الخاصة الذي ينظمه نادي الشباب سنويا وقد تحدثت عنه العام الماضي بعد وقوف مباشر على فعالياته فقد أشارالدكتور فهد إلى ثلاث حالات أو مواقف مفرحة مبكية في آن واحد.
مفرحة ..
لأن مثل هذه البرامج وجدت صدى طيباً وتفاعلا من المجتمع بمختلف أطيافه سواء المستهدف أو الداعم أو حتى المتابع.
ومبكية ..
لأن هذه الفئة من المجتمع لاتجد العناية الكافية والاهتمام من رجال الأعمال ومن محبي العمل الخيري وأن هناك حالات كثيرة تقف عاجزة عن الإندماج في مثل هذه البرامج لأنها عاجزة عن استيعابهم ليس لأسباب مالية بقدر ما هي ظروف مكانية.
أما الحالات الثلاث:
فأولاها:
لأم تحضر ابنيها للمركز يوميا من العريجاء في سيارة ليموزين وتنتظرأمام النادي من الخامسة عصرا حتى الثامنة مساء لتعود بهم حيث لاحظ ذلك الدكتور فهد وأوجدوا حلا لمشكلة النقل والمواصلات.
والثانية:
لأخرى لديها ثلاثة أولاد (بنتان وابن) مصابون بفرط الحركة وكانت تخشى على بنتيها من شقيقهم فتظل ملازمة لهم مما أعاقها عن تنفيذ الكثير من واجباتها لهم أو واجباتها الاجتماعية وإنهاء أمورها الخاصة وأمورهم وجاء هذا المركزـ كما تقول ـ ليعطيها فرصة إنهاء هذه الأعمال فترة تواجد الابن فيه.
والثالثة:
لآباء وأبناء تغيرت حياتهم وعلاقتهم فيما بينهم إيجابياً فأصبح الآباء أكثر قرباً وتفهماً لهؤلاء الأبناء ومتطلباتهم وأصبحوا أكثر وعياً بكيفية التعامل معهم.
آباء كانوا يبحثون عن ذلك ويريدونه لكنهم قد لايحسنون صنعاً أو تقف الظروف المادية ـ وهم الغالبية ـ حجرعثرة في طريقهم لأنهم لم يجدوا المراكز المتخصصصة التي تدلهم على ذلك وتعينهم عليه وتخفف الكثير من معاناتهم.
نادي الشباب لا يكفي وأرجو أن يستمر لكن للحديث صلة.
والله من وراء القصد،،،