في مصر يتفقون على محمود الخطيب لاعب الأهلي على أنه أحد نجوم الكرة المصرية على مدى تاريخها وربما أسطورتها ويتفقون أيضا على فاروق جعفر(الزمالك) كأحد أفضل لاعبي الوسط وطاهر أبوزيد (الأهلي) والمعلم حسن شحاتة (الزمالك) الذي قاد المنتخب مدرباً دون أن يطعن أحد في اختياراته وربطها بالميول رغم التنافس الشديد بين الأهلي والزمالك والتعصب الملحوظ في جماهير الناديين.
وفي الكويت يتفقون على جاسم يعقوب (القادسية) وخرجت فيه عن بكرة أبيها لاستقباله بعد عودته من رحلته العلاجية وتغنت أجمعها (متى يعود الجوهرة الكويت كلها تنطره)، وشكل مع فيصل الدخيل (القادسية أيضا) ثنائيا خطيرا في هجوم المنتخب ويتفقون على العنبري (المخلّص ـ بتشديد اللام ـ) من العربي وعلى هدفه الشهير الرابع في منتخب العراق في دورة الخليج الرابعة 1976 في قطر ولم يأت من يقول إن (الكرة مشت معه) رغم ما بين القادسية والعربي من تنافس وبرز فتحي كميل في نهائي خليجي 1974 في الكويت أمام المنتخب السعودي بعد جاسم وجاء بعده فيصل والعنبري واعتزل هؤلاء وجاء نجوم بعدهم ولم يؤثر هؤلاء على أولئك.
وفي قطر يتفقون على منصور مفتاح وفي الإمارات عدنان الطلياني وغيرهم كثير يتفقون على نجوم معينة تمثل رموزا للوطن رغم اختلاف ميولهم وتوجهاتهم.
وحدنا هنا فقط (لنا خصوصيتنا) نريد أن يكون لنا نجم واحد وأسطورة واحدة على مدى التاريخ دون سواه وليتنا نتفق فكل واحد منا أوكل فئة لها نجمها الذي ترى فيه الأسطورة ولا تريد أن ترى غيره يستحق ذلك بل تسعى لفرض (أسطورتها) على الآخرين وعليهم أن يقبلوا بها في كل الأحوال والظروف.
لاعبنا المفضل هو النجم على مدى العصوروالأفضل على مدى تاريخنا الكروي حتى وإن كنا لم نعاصر من قبله بل ربما أننا لم نشاهده بذاته على الطبيعة ونعيش مرحلته لكننا نحكم من خلال (ثقافة سماعية) وما يقوله الآخرون ومن خلال الميول والانتماء لذات النادي والفريق.
لا نريد للاعب آخر أن يتفوق عليه فنياً أو تاريخياً حتى وإن كانت المستويات والدلائل تشير إلى ذلك وتؤكده الحقائق.
نكيل التهم للاعب الآخر ونجرده من الألقاب ومما يستحق ونشكك في كل إنجازاته ونجاحاته بل ونقف حجر عثرة في طريقه لا نريد له أن ينجح حتى لا يكسب المزيد من نقاط القوة والتفوق على لاعبنا المفضل أو لأنه ينتمي لناد غير مفضل.
والمشكلة ومما يؤسف له أن الذي يقود مثل هذا التوجه ليسوا جماهير مدرجات أو من أصحاب ثقافة محدودة لكنهم محسوبين على المثقفين وقادة الرأي من بعض الإعلاميين والكتاب الذين صنعوا بهذا (ثقافة معينة) أصبحت سائدة في المجتمع الرياضي وللأسف في ظل الإنفتاح الإعلامي الحالي مما أسهم في انتشارها وأصبح هؤلاء النجوم أدوات يتم تحريكها دون علم أو دراية ولا حتى رضا منهم على ما يدور في هذا الوسط، بل إن مثل هذا التوجه أوجد نوعاً من الكره أو العداوة بين هؤلاء النجوم من جهة وبعض الجماهير الرياضية من جهة أخرى وزاد من انتشار التعصب حتى أصبحت الميول تقود الآراء وصارت الأحكام على الآخرين نتاج العواطف.
تتعاقب الأجيال وتظهر نجوم وتختفي أخرى كما هي سنة الله في خلقه ولكننا نرفض سنن الحياة ونواميس الكون ولا نعترف بأن (لكل زمان دولة ورجال) ونريد أن يكون لنا (رجل واحد لكل الدول ولكل الأزمنة).
والله من وراء القصد،،،