وضعت مسابقة كأس سمو ولي العهد أوزارها
وطار النصر بكأسها.
وبكى الهلاليون فراقها بعد (عيش وملح) دام سنين.
وبعيدا عن الفوز والخسارة
والرؤية الفنية للمباراة وتحليلها
فقد جاءت هذه المباراة لتؤكد أن فوز النصر ببطولة هو ظاهرة صحية وأن غيابه عن المنافسة يخالف سنن الكون الكروية.
وأن هذه وتلك وما قبلها تؤكد أن الكرة لدينا (نصروهلال) و(هلال ونصر) مع احترامي وتقديري لبقية الفرق.
نعم .. لا ننكر أن هناك منافسات لها طعم خاص وإثارة يستمتع بها المنتمون للطرفين المتنافسين ولها تأثيرها في المشهد الكروي لكن مباريات الهلال والنصرتمتد المتعة بها والاهتمام إلى خارج نطاق المنتمين إليها بل إلى خارج نطاق الوطن.
يبدأ الحديث عنها قبل الحدث ويستمر أثناء الحدث ولا ينتهي بإنتهاء الحدث.
يتابعها الجميع صغاراً وكباراً .. نساء ورجالا .. مهتمين وغير مهتمين .. رياضيين وغير رياضيين.
منهم من يتابع حرصاً على النتيجة ورغبة فيها
ومنهم من يتابع بحثاً عن المتعة ..
ومنهم من لا تهمه النتيجة ولا المباراة لكنه يسأل لمجرد السؤال.
ومنهم من لا تهمه الكرة ولا شؤونها لكن يسأل عن شأنها.
لقد أصبح (النصروالهلال) جزءاً من ثقافتنا الكروية واهتماماتنا الشعبية حتى الذين لا يهتمون بشؤون الكرة وشجونها يسألون عن موعدها من أجل التبضع والنزول إلى الأسواق.
فالهلال والنصر وعلى مدى 50 عاماً من تاريخ المنافسة بينهما يقدمان متعة كروية ترتقي بمستوى الأداء والذائقة الرياضية حتى وهما أو أحدهما خارج إطار المنافسة على كأسها.
ويمدان المنتخبات الوطنية بعناصر مميزة على مستوى الأفراد والقيادات.
ويهدون المجتمع الرياضي نموذجاً لما يجب أن تكون عليه المنافسة الشريفة والبحث عن الألقاب.
وبات لهم حضورهم الدائم والقوي في الإعلام الرياضي فأصبح هذا الإعلام يبحث عنهم دون أن يبحثوا عنه ..
والإعلام الذي أتحدث عنه لا أعني الإعلام المنتمي لكل منهما لكنه الإعلام بعمومه وبمختلف وسائله وقنواته ومكوناته لأن هذا الإعلام وجد فيهما (مادة تسويقية) أو (منتجاً عالي الجودة) يصل من خلاله إلى جمهوره المستهدف وهو المتلقي ويحقق عبره ما يريد
الكاتب يحقق ذاته ويجد له القارئ ويذيع صيته ويصبح واسع الانتشار.
والقنوات الرياضية تصل من خلالهم إلى أكبر قاعدة من المتلقين بما ينعكس على انتشارها ديموغرافيا وبالتالي ارتفاع مداخيلهم الإعلانية.
والصحافة الورقية تعوض من خلالهم ما فقدته بسبب الإعلام الحديث وتسعى إلى إعادة القارئ إلى بلاطها.
نهائي كأس ولي العهد مساء السبت الماضي بطرفيه النصروالهلال أكد لنا أن الكرة السعودية لا زالت بخير ..
وأنها حبلى بالنجوم ..
والنجوم هنا لا أعني على الصعيد الفني فقط .. ولكن حتى على صعيد الثقافة الكروية داخل الملعب والشعور بالمسؤولية والتعامل مع مثل هذا النوع من المباريات.
أداء رائع
وكرة لا تهدأ
وانضباط تكتيكي
وتعامل راق مع كل أطراف المباراة ..
فاز النصر وفرح محبوه وفرح معه كثيرون واستعاد ثقته بنفسه وعاد بطلا من جديد
وخسرالهلال ولم يشعرمحبوه بخيبة الأمل لأنهم قانعون بالنتيجة فكانوا أول المهنئين للنصر.. ولأنهم يدركون أن للمجد بقية.
فاز النصر فتواضع ..
وخسر الهلال وبارك ..
واطمأن الجميع على مستقبل الكرة السعودية وبدأوا من الآن ينتظرون لقاء جديدا يجمع الفريقين ينشدون من خلاله متعة أخرى.
والله من وراء القصد،،،