|


عبدالله الضويحي
خالد القروني 2016 و 2018
2014-01-28

كنت ولازلت عند رأيي أن خالد القروني من أفضل المدربين الوطنيين الذين مروا على الكرة السعودية وربما كان الوحيد من بينهم الذي تنقل في خمس مناطق رئيسة وعدة مدن ودرب عددا من الأندية والمنتخبات وحقق معها نتائج مشرفة تضاف إلى سجله التدريبي، فعدا النتائج الأخرى فقد فاز مع الاتحاد ببطولة دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس السوبر السعودي المصري، وصعد بالوحدة للدوري الممتاز وكذلك بالحزم وقاد منتخب الشباب لمونديال كولومبيا2011 وصعد به للدور الثاني وخرج بشرف من أمام البرازيل الذي توج بالبطولة وتدخل الحظ وظروف أخرى في أن يكتفي بوصافة آسيا للمنتخبات الأولمبية بخسارة النهائي أمام العراق بهدف بعد أن أضاع ضربة جزاء وفقد عددا من لاعبيه بسبب الإصابة واعتذار الأندية.

في بطولة غرب آسيا التي أختتمت قبل أسابيع خرج المنتخب بقيادته من الدورالأول ونالته سهام النقد من كثيرين وجدوا فيه (الشماعة) التي يعلقون عليها الإخفاق وقالوا إنه أعطي أكبر من حجمه ولا أعرف سبباً لهذه الأوصاف هل كان لاسمه؟ أم لهدوئه وصمته؟ أم للنادي الذي تخرج منه؟

الذي أعرفه أن هؤلاء لا يملكون أدوات النقد ومقوماته لأنهم يدركون أن الأندية رفضت السماح للاعبيها بالانضمام للمنتخب لحاجتها إليهم في الدوري ولعدم أهمية البطولة وأن استعداد المنتخب لها لم يتجاوزالساعات وأنه واجه منتخبات تمثلت بلاعبيها الأساسيين وأن مشاركتنا فيها لم تكن قرارا فنياً وهم أنفسهم الذين يطالبون بعدم المشاركة في مثل هذه البطولات غيرالمعترف بها.

وللتأكيد على ما أقول فهؤلاء هم الذين أشادوا بخالد القروني وهو يصل بالمنتخب الأولمبي إلى نهائي آسيا ويخسر بشرف في ظروف تجاوزت الأمور الفنية إلى ما هو أبعد وما لا يقال.

في آسيا خسرمن العراق 1ـ3 ثم فازعلى الصين 2ـ1 وأوزبكستان 1ـ0 ثم أقصى أستراليا من ربع النهائي 2ـ1 والأردن من نصف النهائي 3ـ1 ثم خسر النهائي بشرف أمام العراق بهدف كما أشرت في البداية.

عندما تلتقي خالد القروني ترى في ملامحه الهدوء والتواضع والصمت والحديث الموجزالهامس لكنه في الملعب صاحب رؤية وفكر ورجل قرار يملك الشجاعة والجرأة مشكلة (أبوعبدالرحمن) أنه بعيد عن الإعلام أو لنقل العكس لأنه خريج ناد بعيد عن الأضواء كما هو ولو كان من الأندية ذات الصوت الإعلامي والجماهيري لكان له شأن آخر رغم أنه كما أشرت في البداية قدم نجاحات متعددة على كافة الأصعدة.

جاء فوز المنتخب الأولمبي بوصافة آسيا بعد نتائج مشرفة أمام منتخبات تفوقه خبرة وتجربة ومن قبله تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات آسيا 2015 دون أن يخسر مما يؤكد جدارته وصعوده المتسارع في تصنيف المنتخبات لترسم البسمة على شفاه محبيه ومحبي الوطن وتعيد للكرة السعودية بعضاً من هيبتها وشخصيتها المعروفة وتعزز الثقة بها وتزامنت هذه النجاحات مع إعادة هيكلة اتحاد كرة القدم إدارياً وعناصرياً الذي انعكس بدوره على إعادة هيكلة النواحي الفنية المسيرة لهذه الكرة حيث سار العمل الإداري والعمل الفني في خطين متوازيين يرسمان طريق النجاح والتطلع لآفاق المستقبل.



النقطة الأكثر أهمية

أننا يجب أن ننظر لهذا المنتخب على أنه منتخب أولمبياد 2016 في البرازيل وأنه نواة منتخب مونديال روسيا 2018 وأن نعمل من الآن للإعداد لهاتين المناسبتين على هذا الأساس لنضمن حضورا فاعلا ومؤثرا يعوض غياباً طال انتظاره عن مثل هذه المناسبات.

والله من وراء القصد،،،