في الزاويتين السابقتين تحدثت عن الإستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية في المملكة بعد دعوة كريمة وشرح مفصل عنها مدعوم بالأفلام والرسومات البيانية من المشرف التربوي الأستاذ خالد الخريجي أحد العاملين في هذه الإستراتيجية. وحواري معه حولها وحول البنية التحتية لتنفيذها وما لاحظته من اعتماد الدراسة المقارنة على إحصائيات قديمة لكنها لم تمنع أن تعطي رؤية معينة حول الوضع وقلت في زاوية أمس إن افتقادنا للعمل المؤسساتي في كثيرمن القطاعات والفكرالقيادي في بعضها يعيق تنفيذ مثل هذه الإستراتيجيات.
في " الملخص التنفيذي " للإستراتيجية الذي أهداني الأخ خالد منه ورد الكثيرمن الأسس التي قامت عليها وأهدافها وخططها، ولعل من أبرزالأسباب التي دعت لها وتنفيذها:
ــ إن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث السمنة والبدانة بين البالغين من سكانها تصل إلى 35.6% وهي في نظري نسبة كبيرة جدا وخطيرة في بلد يمثل الشباب فيه ثلثي السكان.
ــ إن الممارسين للرياضة خارج حصة التربية البدنية لايتجاوز8% من الطلاب ولاشك أنها نسبة متدنية جدا وأعتقد أن عدم وجود البيئة المناسبة وكذلك عدم وضوح الهدف منها أوعدم الاهتمام بها من أسباب ذلك.
ـ إن المملكة رغم إمكاناتها لم تحقق سوى ميداليتين على صعيد الدورات الأولمبية وهورقم لايتناسب مع طموحاتنا وإمكاناتنا المادية والميداليتان كما هومعروف هما فضية 400 م موانع في أولمبياد سيدني 2000عن طريق هادي صوعان وبرونزية أولمبياد لندن 2012 للفرق في سباق الفروسية حواجز.
ــ في هذا الملخص وبعد المقدمة مباشرة وتحت عنوان (عملية تطويرالإستراتيجية) ورد مايلي:
(إن نطاق العمل لبناء الإستراتيجية الوطنية لتطويرالرياضة المدرسية أعد في وثيقتين رئيستين هما:
" صياغة الإستراتيجية " و " الخطة التنفيذية " والتي لأسباب عملية نشرت في أربعة مجلدات)
وفي آخرصفحة (الاستنتاج) ورد أن (تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتطويرالرياضة المدرسية يتمحورحول إيجاد مستقبل مختلف للمملكة العربية السعودية بشكل عام وطلابها بشكل خاص .. إلخ) وينتهي الملخص بالقول:
(يجب أن يفهم بأن الإستراتيجية الوطنية لتطويرالرياضة المدرسية ليست إلا أداة إن استعملت بالطريقة المناسبة فإنها ستأخذ الرياضة المدرسية في المملكة إلى طاقتها الكاملة)
الملخص التنفيذي للإستراتيجية جاء في 20 صفحة وفيه هذا الكم من التنظيروالحديث الطويل حولها وأهدافها وتطلعاتها فما بالكم بأربعة مجلدات، ولهذا قلت في زاوية أمس إن هذه الإستراتيجية تحتاج لفريق عمل ليس لتنفيذها فقط ولكن أيضا ــ وهذاهوالمهم ــ للمتابعة وضمان هذا التنفيذ.
لا أريد أن أكون متشائما في تنفيذ كل ماجاء في هذه الإستراتيجية لأن هناك أمورقد تصطدم بكثيرمن العقبات والبيروقراطية، لكن هذا لايعني التوقف وإنما نعمل بالقاعدة (مالا يدرك كله لايترك جله).
النقطة الأخرى الأكثرأهمية حول متابعة التنفيذ هي التقييم الدوري مع نهاية كل عام دراسي للوقوف على ماتم إنجازة والمعوقات التي تعترضه، وأن تكون لغة التقييم صادقة سواء من قبل الشريحة المستهدفة أومن يقوم بالعملية.
أشكرفريق العمل في الإستراتيجية ممثلا في المشرف التربوي الأستاذ خالد الخريجي على دعوتهم واطلاعي على هذه الإستراتيجية التي استفدت منها كثيرا، ومن الواضح إنهم يقدمون عملا كبيرا وجهدا مميزا يجب أن يشكرون عليه.. وغدا بإذن الله نكمل (خالد الفيصل) وهذه الإستراتيجية.
والله من وراء القصد.