تحدثت يوم أمس عن نية الاتحاد السعودي لكرة القدم تحديد سقف أعلى لرواتب اللاعبين المحترفين بدءا من الموسم المقبل موضحاً أن ذلك كان معمولاً به مع بداية عهد الاحتراف ثم تم فتح السقف لتشهد ارتفاعاً ملحوظاً ومبالغاً فيه في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى بدايتها وأسبابها وأن مرد ذلك يعود للأندية التي تزايد على اللاعب حتى لايستفيد منه ناد منافس وإلى وكلاء اللاعبين الباحثين عن مصالحهم الشخصية.
والواقع أن المجتمع في عمومه والرياضي على وجه الخصوص قد انقسم في نظرته لرواتب هؤلاء اللاعبين إلى فريقين:
أحدهما:
يرى المبالغة في هذه الرواتب قياساً ببقية أفراد المجتمع وكبار موظفي الدولة وأنها تصل إلى رواتب بعض الرؤساء التنفيذيين في كبرى المؤسسات المالية والاقتصادية نسبة إلى المؤهلات العلمية والخبرات لدى هؤلاء اللاعبين وفي ظل البطالة التي يعاني منها بعض المؤهلين وأصحاب الشهادات العلمية.
والآخر:
على العكس تماما فهو يراها طبيعية قياساً بمداخيل النجوم في كل أنحاء العالم من فنانين ورياضيين وأن عمراللاعب في الملاعب قصيروبالتالي فهي نوع من ضمان المستقبل كبديل للحقوق التقاعدية وإذا كنا نتفق على ارتفاع دخول النجوم واللاعبين في العالم فإن الواقع يقول متى ما وصلنا إلى مستوى أندية العالم من حيث المداخل والميزانيات والإدارة والاستثمار فإنه يمكن القبول بهذا المفهوم فكلنا يعرف أن ريال مدريد عندما اشترى عقد اللاعب كريستيانو رونالد ومن مانشستر يونايتد بـ 94 مليون يورو استطاع استرداد هذا المبلغ في أقل من شهر من خلال العائدات الاستثمارية للاعب وأنديتنا تدفع لعقد اللاعب عشرات الملايين دون أن تسترد ريالا واحدا من هذه العقود بل ربما ازداد صرفها عليه ولهذا تقع الأندية في أزمات مالية جراء هذه السياسة أما الحقوق التقاعدية فإن ما يحصل عليه موظف كبير في الدولة بعد 40 سنة في الوظيفة لا يكاد يذكرمقابل رواتب وحقوق هؤلاء اللاعبين.
نعم هؤلاء نجوم وهذه أرزاق لكن أن يتقاضى البعض مايقارب ثلاثة أرباع المليون ريال مقابل 3 أو4 ساعات عمل يوميا أي ما يعادل 7آلاف ريال عن الساعة الواحدة في ظل هذه الأوضاع التي تعيشها الأندية دون مردود مقابل عملا بالقاعدة الأساسية في الاحتراف وهي الاستثمار وليس الإنفاق فقط فهو ما يجب إعادة النظر فيه.
وتحديد السقف الأعلى للراتب ليس بدعة محلية كما أشرت يوم أمس فدولة مثل الإمارات العربية المتحدة حددت السقف الأعلى لرواتب المحترفين لديها بمليون ومائتي ألف درهم سنويا أي ما يعادل 100 ألف درهم شهريا (100 ألف ريال) وفي قطر يتم تقييم اللاعب في نهاية الموسم بناء على أدائه وتمثيله للمنتخب وبالتالي تحديد مدخوله السنوي وهما دولتان تنفقان بسخاء على الرياضة أكثر مما ننفق وأنديتها لها مخصصات وميزانيات أعلى من أنديتنا ولديها قنوات استثمارية وأنظمة تحمي حقوقها وهو ما لا يتوفرلأنديتنا المحلية وفي الجزائر تم الإتفاق بين اتحاد كرة القدم الجزائري والأندية على تحديد سقف أعلى للرواتب لا يتجاوز10 آلاف يورو شهريا أي ما يعادل أقل من 60 ألف ريال.
وعالمياً هناك أنظمة وأسس تحكم عقود اللاعبين وقيمة هذه العقود الشرائية وطريقة التفاوض، ففي أوروبا مثلا هناك سعر محدد ومعروف لكل لاعب وأسلوب المفوضات ومن يبدأها وكيف؟ وهناك الطريقة الإيطالية في تحديد قيمة عقد اللاعب وهذا ماسنتحدث عنه غدا بإذن الله.
والله من وراء القصد،،،