تحدثت في زوايا ماضية من زوايا الجمعة عن النصف الثاني من الثمانينيات الميلادية وأنها كانت فترة تذبذب في الكرة السعودية والخطاب الإعلامي والدورالذي كان يلعبه الشهيد الشيخ فهد الأحمد في تلك المرحلة والاجتماعات التي كان يدعو لها الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) الصحفيين للنقاش حول كثير من الأوضاع وتصحيحها وكان أشهرها ذلك الاجتماع العاصف في بداية 1988 الذي سبق تصفيات أولمبياد سيؤل 88 وإفتتاح ملعب الملك فهد ودورة الخليج الثامنة بالرياض وشدد على أن يقتصر على المشرفين المباشرين على الشؤون الرياضية في الصحف والإذاعة والتلفزيون وتحدثت يوم الجمعة الماضية عن جزء منه، مشيرا إلى تغيب الزميلين محمد العوام وكان في مجلة اليمامة ومبارك الدوسري (جريدة اليوم) حيث أوضح الأستاذ منصور الخضيري مدير عام الإعلام والنشر في رعاية الشباب آنذاك أسباب غيابهم بعد سؤاله من الأمير فيصل والذي كان يجلس وعلى يمينه الدكتورصالح بن ناصروعلى يساره ممثل وزارة الإعلام وختمت بالقول إن الأمير فيصل إلتفت إلى الدكتورصالح وطلب منه أن يبرق لوزير الإعلام بإيقاف الزميلين ثم قال:
نحن نعرف لماذا تغيبوا؟ وتوقفت عند هذه النقطة.
أكمل الأمير كلامه بصوت فيه حدة:
هؤلاء تغيبوا حتى يتخلوا عن المسؤولية ويكتبوا ما يريدون حتى إذا ما سألناهم أو حاسبناهم قالوا ما عندنا خبر ما حضرنا الاجتماع.. إلخ.
أعقب ذلك فترة صمت لبضع ثوان ثم واصل الأمير فيصل حديثه وبنبرة قوية موجهاً حديثه للجميع:
أنتم لا تدركون حجم المسؤولية الملقاة على عواتقكم تنساقون وراء الإثارة ووراء آخرين من الخارج يحركونكم بكلمة أو تصريح دون أن تدركوا أبعاد ذلك وانعكاسه عليكم وعلى مجتمعكم ووطنكم، هذه البلاد التي وحدها الملك عبدالعزيز (رحمه الله) بالسيف والرجال، تريدون أن تهدموها بجرة قلم لا مسؤول .. إلخ من حديث في هذا الإطاروالتوجه وبدا سموه حاضر الذهن ومتابعا لكل ما يكتب وهو يستعرض ما كتبته بعض الصحف من خروج عن النص أو طرح لا مسؤول جريدة جريدة، فكان مما أشار إليه مقابلة نشرتها جريدة الجزيرة ذلك اليوم مع الشيخ فهد الأحمد وكتبت (الجزء الثاني غدا) ووجه كلامه للزميل محمد الكثيري (رحمه الله) قائلا:
ماهي الفائدة من هذه المقابلة وفي هذا الوقت بالذات وما الجديد فيها وماذا لدى الشيخ فهد كل مايقوله كلام مكررلا جديد فيه .. إلخ وبطبيعة الحال لم ينشرالجزء الثاني غدا.
ثم وجه كلامه للزميل عبدالعزيز شرقي رئيس تحرير جريدة "الرياضية" وكانت في بداية عهدها وبها زاوية للأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) على صفحتها الأولى بعنوان (بصراحة) قائلا:
ما الفائدة من هذه الزاوية، وما الذي يكتبه فيها وأنا عندما أقول ذلك فالأميرعبدالرحمن أخي وابن عمي ومن لحمي ودمي ولا خلاف بيني وبينه فقط أختلف معه فيما يطرح ويكتب وأنت كرئيس تحرير هل يرضيك ذلك، ألا تملك الشجاعة على تحديد ما ينشر وما لا ينشر؟ وكانت زاوية ذلك اليوم هي الأخيرة حيث أوقفها الزميل الشرقي.
ظل الأمير يتحدث بهذه اللهجة والنبرة الحادة في الصوت والحديث عن المسؤولية والمصداقية والمواطنة ما يزيد عن نصف ساعة متواصلة.
أنهى الأمير كلامه وساد الصمت المكان لدرجة أنه لو سقطت إبرة على ذلك الموكيت الفاخر في القاعة لسمع صوتها من في القاعة ثم وجه سموه الحديث قائلا:
أحد عنده سؤال؟ فطلبت الكلمة فماذا حدث؟
تفاصيله يوم الجمعة المقبل بإذن الله.
والله من وراء القصد،،،