|


عبدالله الضويحي
النصر والأهلي
2014-01-01

لو أن الذي أدار مباراة النصر والأهلي الأخيرة حكما سعوديا كيف سيكون الوضع وكيف سيتم التعامل معه؟

هل يتجرأ ويطرد حارس النصر في وقت مبكروهو خاسر بهدف ومتصدرا الدوري وينظر لهذه المباراة كنقطة تحول فيما لو خسرها وكيف ستكون ردة الفعل تجاهه؟

وكيف ستكون النظرة إليه عندما طرد مدافع الأهلي محمد أمان التي كانت نقطة التحول في المباراة ثم طرد لاعبا آخر(السوادي) في آخرها هل ستعتبر طبيعية أم نوعا من التوازن؟

لا أعترض على أي من هذه القرارات فكلها في نظري صحيحة لكنها فقط تساؤلات يطرحها غيري ولايأت من يقول لوكان الحكم سعوديا لإتخذ نفس القرارات لأن القانون هو القانون.

نعم القانون هو القانون لكن المهم آلية التطبيق والجرأة في اتخاذ القرار.

المباراة شهدت قرارات تحكيمية وتحولات دراماتيكية ومخاشنات خاصة من قبل لاعبي الأهلي لم يكن لها ما يبررها وانتهت دون تعليقات أو نقد للحكم وقراراته بل إن الانتقاد الوحيد طال الحكم الرابع (سعودي) عندما منع لاعب النصرالجيزاوي من المشاركة بسبب (القزع) وهو بذلك يطبق التعليمات والقانون المحلي.

لنترك التحكيم وننتقل لموضوعنا حيث قدمت المباراة درساً عبر نموذجين مختلفين جديرين بالوقفة والتأمل وفي كيفية التعامل مع الحدث.



الأهلي

فريق لا يعيش تحت ضغط النتيجة ويتقدم بهدف مبكر إلى ماقبل نهاية الشوط الأول ويتفوق عناصريا بطرد حارس الفريق المقابل ويطرد منه لاعب وهوبهذه الحالة ثم يفقد التركيز ويخسر 1 ـ3 ويطرد منه لاعب آخر.



النصر

يعيش تحت ضغط النتيجة ومطارة غريمه الهلال ويتأخربهدف ويطرد حارس المرمى فتلوح بوادرالخسارة في الأفق ومع ذلك يحتفظ بتوازنه ويقلب النتيجة لصالحه 3ـ1

لن أطيل الحديث عن الأهلي فقد خصصت له زاوية الأمس لكن اللافت للنظر أن مدربا بحجم وخبرة بيريرا ولاعبين بخبرة هوساوي والجاسم وغيرهم .. كلها تقف عاجزة عن استثمار فرصة جاءتها على طبق من ذهب مما يؤكد أن القضية ليست عجزا بقدرماهي خلل في المنظومة الأهلاوية أو(قل دبره) على حد تعبير المثل الدارج.

أما النصر فقد أثبتت المباراة أنه الأجدر حتى الآن ببطولة الدوري وأقول حتى الآن. وأذكر أنني بعد نهاية الدورالأول أعطيت النصرنسبة 60% والهلال 40% إلا أن هذه المباراة في نظري رفعت نسبة النصر قليلا.

قدمت لنا هذه المباراة فريقاً يملك شخصية البطل واكتسب ثقافة الفوز التي أصبحت تتنامى معه بعد كل مباراة فصنع له هيبة بين الفرق وقدمت مدربا يعرف كيف يستثمر إمكانات الفريق وكيف يتعامل مع المواقف ولاعبين على مستوى المسؤولية.

طرد لاعب قد لايؤثرعلى تبديلات الفريق وربما تتم معالجته من خلال التعديل في طريقة اللعب لكن طرد الحارس معناه إجراء تبديل وتغيير.

نزول الحارس يترتب عليه خروج لاعب من الفريق وبالتالي التعديل في طريقة اللعب وقليل من المدربين من يجيد التعامل مع مثل هذا الموقف.

إخراج محمد نور عندما وجد المدرب نفسه أمام خيار لابد منه بعد طرد الحارس كان أمرا صعبا خاصة وأنه ـ أي نورـ كان يقدم أداء رفيعاً ويقود الفريق شاعرا أنها مباراته وهو ما كان واضحا من ردة الفعل عليه عند تبديله لكنه احترم القرار.

فرق بين مدرب (كارينيو) يتراءى أمامه الإحباط فيمنعه من الوصول للاعبيه متحملا المسؤولية ويخرجهم من ظلمات الهزيمة إلى نور الانتصار.

وآخر(بيريرا) يرى الإحباط في وجوه لاعبيه وترتسم عليهم علامات الفوز ونشوة الانتصار ويعجز عن استثمارها.

فرق بين فريق محبط وآخر يلعب بشخصية البطل.



والله من وراء القصد،،،