فجّر الزميل عمر المديفر في برنامجه الأسبوعي الناجح (لقاء الجمعة) عبر روتانا خليجية قضية من العيارالثقيل تتجاوز أبعادها إطارالقضية نفسها بل يجب أن يكون كذلك إذا كانت المعلومات صحيحة وذلك عندما واجه وزيرالعمل عادل فقيه بسؤال عن الوضع القانوني للاعب الأهلي يونس محمود العراقي الجنسية ودخوله السعودية بمهنة (عامل زراعي) وحاصرالزميل عمر الوزير بالسؤال ليجيب بكل وضوح:
"إذا ثبت أن اللاعب دخل بمهنة (مزارع) أو حضرعلى كفالة فرد بغير مهنته فهذا تزوير وأن من يزور أو من يدعي المهنة ستقيم الوزارة عليه دعوى وقد يتعرض للسجن سنتين وغرامة 300 ألف ريال".
قبل ما يقارب ربع قرن دخلنا عصرالاحتراف لكننا مازلنا غيرمحترفين في أبسط أموره وعندما حضراللاعب غير السعودي لملاعبنا قبل أكثر من 35 عاما مع انطلاق الدوري الممتاز لم يكن لدينا احتراف ولم تكن مهنة لاعب مقبولة أو مرحب بها على الصعيدين الرسمي والاجتماعي لذا كان من المقبول أن يحضراللاعب على كفالة أحد الأعضاء أوالنادي وتحت مسمى عامل أو نجار أو أي مهنة أخرى خضوعا للنظام وهو ما كان ينطبق على عدد من القطاعات وليس الأندية فقط في كثير من المهن أما الآن فقد صارت ممارسة الكرة مهنة ومصدر دخل أو رزق وإذا كانت هذه مهنة ومعترف بها فلماذا لا يتسمى بها من يمارسها؟
يونس محمود لاعب دولي ويملك بطاقة دولية معتمدة من (فيفا) ومن المؤكد أن مهنته في هذه البطاقة (لاعب) لأن (فيفا) يعترف بها كمهنة وسبق له اللعب في قطر فهل دخل قطرلاعبا أم مزارعا كما هو بالنسبة لنا؟ وإذا كان هذا صحيحا فهو يعني أن الأهلي لجأ إليه للخروج من مأزق قانوني في احتمالين اثنين:
الأول:
مايقال بمنع اللاعبين العراقيين من اللعب في الأندية السعودية فجاء وضع المهنة (عامل زراعي) أو الكفيل غيرالأهلي وهذا تزوير صريح وهو ما عناه الوزير فقيه.
الثاني:
في وزارة العمل هناك تصنيف للمهن ولايمكن التعاقد مع أي شخص ما لم يكن مسمى مهنته ضمن هذه التصنيفات فعلى سبيل المثال لايمكن استقدام (مندوب دعاية وإعلان) لكن يمكن تحت مسمى (وكيل إعلاني) وكذلك مصمم إعلانات وغيرها من المهن ويبدو أن مهنة (لاعب) غير مصنفة لدى الوزارة وبالتالي لجأ الأهلي إلى وضع مهنة مصنفة لدى الوزارة.
هذا الاحتمال يدعو إلى قضية أكبر وهو ما عنيته في بداية الحديث وذلك بمراجعة جميع المهن المسجلة في إقامات اللاعبين الأجانب ومن هم كفلاؤهم؟ هل هم على كفالة النادي أم على كفالة أفراد؟
إذا كان جميعهم دخلوا بمهنة لاعب فإن هناك مخالفة صريحة وواضحة من قبل النادي الأهلي أو من أدخل يونس على كفالته إن كانت مهنته (مزارع) أما إذا كان هناك حالات مشابهة فهذا يدعونا لمراجعة أنظمتنا وأهمية أن تتماشى مع روح العصر وأنظمته.
المؤكد أن لجنة الاحتراف تسجلهم كلاعبين وفقاً لما هو في البطاقة الدولية، لكن هل هذا المسمى يتطابق مع المهنة المسجلة في الإقامة؟ وإذا فرضنا جدلا أن يونس أو غيره على غير كفالة النادي الذي يلعب له وتأخرالنادي في دفع حقوقه هل تستطيع اللجنة منعه من تسجيل أي لاعب؟
القضية فيها إن والسؤال:
لماذا لا نعترف بمهنة لاعب طالما أنها ينطبق عليها كل شروط المهنة ونرتاح؟
والمؤكد أن معالي الوزير لن يتمكن من إدانة الأهلي وبالتالي لن يسجن أحدا أو يفرض غرامة وأن القضية ستمر مرورالكرام.
والله من وراء القصد،،،