كنت قد تحدثت عن حظوظ الكرة العربية في مونديال 2014 وأن يكون الحضور جيدا حيث تقف 4 منتخبات على أبواب التأهل، ففي آسيا تلعب الأردن الملحق الآسيوي مع أمريكا الجنوبية، وأفريقيا تلعب مصر وتونس والجزائر في الدور النهائي للتصفيات، وقلت إن الفرصة لم تتح كما أتيحت هذه المرة خاصة في أفريقيا.
مصر خسرت من غانا في الذهاب 1ـ6 والأردن من الأوروجواي 0ـ5 ويبدو أنهما أصبحا خارج الحسابات، ولم تكن تونس أوفر حظاً حيث خسرت مساء أمس أمام الكاميرون 1ـ4 في الإياب وغادرت التصفيات ليستمر الحضور العربي في التواضع بل والغياب خاصة آسيا التي كان آخر حضور عربي فيها هو السعودية في مونديال 2006 وليغيب العرب الآسيويون عن مونديال 2010 و2014 وهذا نتاج طبيعي لفارق الإمكانات والتخطيط بين الشرق والغرب الآسيوي.
أفريقيا ..
مثلما فاجأت مصر الجميع بهذه الخسارة وتلعب غدا أمام غانا في القاهرة لحفظ ماء الوجه فقد فاجأت تونس هي الأخرى الجميع بخسارة غير متوقعة أمام الكاميرون في مباراة كان يكفيها التعادل بأي نتيجة من الأهداف حيث تعادلت في الذهاب (0ـ0) وبقيت الآمال العربية معلقة بعد الله في منتخب الجزائر، فبالرغم من خسارتها خارج أرضها أمام بوركينا فاسو2ـ3 إلا أن الأمل مازال معقودا بتأهلها وحفظ ماء وجه الكرة العربية.
الجزائر ـ بوركينا فاسو
بالرغم من خسارة الجزائر في الذهاب 2ـ3 كما أشرت إلا أن حظوظه في نظري تبقى الأفضل بالتأهل للمرة الرابعة للمونديال على التوالي ليصبح المنتخب العربي الرابع الذي يحقق هذا الرقم بعد المغرب والسعودية وتونس.
الجزائر قدم مباراة جيدة في الذهاب وكان ندا لبوركينا فاسوا وصيف كأس أمم أفريقيا الأخيرة بل وتفوق عليه في كثير من دقائق المباراة وخسر منه في الدقيقة 86 من ضربة جزاء غير صحيحة لاصطدام الكرة في صدر اللاعب وكان بإمكانه الخروج متعادلا ويأتي تسجيله هدفين خارج أرضه في الذهاب ليدعم موقفه في الإياب حيث يكفيه الفوز بأي نتيجة على أن لا يلج مرماه أكثر من هدف.
ومع أن الجزائر كانت الأفضل في المباراة وتفوقت بأدائها الجماعي عكس بوركينا فاسو الذي يعتمد على المهارات الفردية للاعبيه إلا أن مدرب المنتخب الجزائري وحيد خاليلوزيتش صرح قبل مباراة العودة المقررة غدا بقوله:
(لا يوجد لدي لاعب جاهز من الناحية البدنية والبعض تنقصه مهارة تكتيكية وغير قادرعلى تقديم الإضافة المرجوة)، مضيفاً شعوره بالحيرة في ذلك وأنه لايوجد لاعب جزائري يشارك 90 دقيقة مع ناديه، مشيرا بذلك إلى المحترفين الجزائريين في الخارج وانتقد فريقه عقب المباراة السابقة التي خسرها 2ـ3 بأن لاعبيه غير منضبطين تكتيكياً داخل الميدان محذرا إياهم من خطوة مهاجم بوركينا فاسو جواناتان ميترويبيا المرشح لجائزة أفضل لاعب في أفريقيا ومع ذلك وإذا ما التزم اللاعبون الجزائريون بتعليمات المدرب واحترموا الخصم فإنني أعتقد أن الجزائر قادرة على كسب المباراة والتأهل للمونديال.
الكرة العربية في أفريقيا وصلت قبل نظيرتها في آسيا متمثلاً ذلك في مصر 1934 ثم المغرب 1970 وباستثناء 1990 فقد ظلت رقماً ثابتاً كأحد ممثلي أفريقيا في المونديال بمنتخب واحد على الأقل عدا 1986 (المغرب والجزائر) و1998 (تونس والمغرب)، أما آسيوياً فقد مثلتها الكويت 1982 والعراق 1986 والإمارات 1990 والسعودية 1994 و1998 و2002 و2006 كآخر حضور لعرب آسيا في المونديال.
والله من وراء القصد،،