في نظري أن الهدف من الأستوديو التحليلي المصاحب عادة للمباريات تثقيفي توعوي سواء بالنسبة للمتلقي أوالمشاهد العادي لإضافة ثقافة رياضية معينة إليه يدرك من خلالها أسباب فوز فريقه أو خسارته خاصة الأخيرة ليكون على قناعة بعيدا عن كيل التهم للآخرين أوبالنسبة للاعب ليقف على أخطائه ويستفيد منها في مباريات قادمة وكذلك الحال للمدرب لكن تحقيق ذلك مرهون بنوعية المحلل وقدرته على تقديم المعلومة بصورة صحيحة ومقبولة.
بعض القنوات الرياضية تلجأ لأسماء معينة معتمدة على نجوميتهم لغرض تسويقي وجلب عدد أكبر من المشاهدين أكثر من تقديمها لفكر رياضي لكنها قد تخسرعلى المدى البعيد وبعض المحللين يتعب في توصيل المعلومة فهو يتحدث كثيرا ويأخذ وقتاً طويلا ليصل إلى هدفه إما بحثاً عن البقاء تحت الضوء وكسب الجو كما يقولون والمشاهد أكبر فترة ممكنة وهذا عيب في ذات المحلل أولعدم قدرته على توصيل المعلومة من أقصر الطرق وأيسرها.
المحلل الناجح هو من يعطي المتلقي جرعات خفيفة وكلمات قليلة يصل من خلالها للهدف بحيث يجبره على المتابعة والتوقف عن البحث عبر الريموت والتنقل بين القنوات كما في الحالة الأولى وقليل من يجيد ذلك ولهذا نشاهد كيف تعمل القنوات المحترفة في الأستوديوهات التحليلية ومع المحللين العالميين.
الحال نفسه ينطبق على الحكام وهو ما نحن بصدد الحديث عنه أكثر إذ أن دوره أكثر أهمية وخطورة فيما يتعلق بالناحية التثقيفية والتوعوية من خلال شرح الحالات التحكيمية لإقناع المتلقي سواء كان مشاهدا عاديا أو منتمياً للنادي أوالإعلاميين.
وإذا كان كل لاعب دولي أو نجم ليس شرطاً أن ينجح كمحلل رياضي فالحال ينطبق أيضا على التحكيم فتوصيل المعلومة وشرح الحالات تختلف من حكم لآخر وخبرة الحكم وارتقائه في سلك التحكيم له دور كبيرفي ذلك ولهذا تخطئ بعض القنوات الرياضية في التعاقد مع حكام ذوي إمكانات متواضعة أويختلف عليهم الجمهور ولهم مواقف معروفة وواضحة من بعض الأندية إذ أن أمثال هؤلاء لايمكن أن يقنعوا المتلقي بآرائهم وتخسرالقناة المتابعة لهذه الفترة.
المشكلة وهو ما أود التركيز عليه عندما يختلف حكام مشهود لهم بالنجاح في مسيرتهم التحكيمية ويقفون على الهرم ولهم قبول وقناعة لدى المشاهد في شرح بعض الحالات التحكيمية وتصبح المشكلة أكثر خطورة عندما تكون مؤثرة وفي سياق القانون مما لايحتاج معه إلى اجتهاد.
هناك حالات تقديرية يكون الاختلاف فيها مقبولاً وهي من طبيعة البشر مما ليس له نص قانوني واضح وصريح لكن أن يتم الاختلاف على إعاقة واضحة أو أن اللاعب وهو في موقع تسلل تداخل مع الحارس وأشغله أم لا؟ وهل الخطأ يبدأ من مكان وقوعه وبدايته مثل الإمساك بلاعب أم من مكان وقوع اللاعب وسقوطه أوأن يختلف هؤلاء المحللون مع ما يصدرمن الاجتماع الشهري للجنة الحكام في مثل هذه الحالات؟
هذه الأخطاء يفترض أن لايقع فيها اختلاف لأنها تؤثرفي سيرالمباراة ونتيجتها وهي تطرح علامة استفهام كبرى حول أسبابها خاصة عندما تحدث بين حكام لهم قيمتهم وتاريخهم وخبرتهم في هذا المجال.
هل هو عدم الفهم بالقانون؟
أم عدم متابعة ما يستجد منه؟
أم أن هناك أسبابا أخرى يصعب الخوض فيها؟
وجود حكام غيرأكفاء كمحللين واختلاف حكام آخرين مشهود لهم بالكفاءة من شأنه أن يحدث نوعاً من البلبلة وردة الفعل لدى الجماهيرالرياضية بما لايخدم المصلحة العامة وينفي الهدف من وجود هؤلاء المحللين.
والله من وراء القصد،،