(سعد الحارثي يسلك طريق الهداية بعد كرة القدم) هذا العنوان ورد في صحيفة إلكترونية مرفقاً ببعض الصور لسعد مع داعية وشيخ مشهورنكن له كل محبة وتقدير واحترام وتناقلته صحف أخرى بنفس الصيغة مضيفة (حيث استبشرالجميع بتداول صوره)، كما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء هاشتاق خاص بذلك في تويتر وهناك من دعا بالهداية للاعبين الآخرين ولسعد بالثبات ومن أقحم النصروالهلال في الموضوع .. إلخ عندما تقرأ العنوان تشعر وكأن (سعد) كان مشركاً أو ضالاً فهداه الله وكأن ممارسة كرة القدم يخرج عن الملة. تداول الخبر بهذه الصورة وكأن الأمرغريبا كشف أن البعض منا لديه ضعف في فهم الإيمان على حقيقته والهداية كما ينبغي وأن المظهر هو الدليل حيث تم التركيز على(لحية سعد) وهوالمعروف بالتزامه عندما كان لاعبا وإعفاء لحيته في بعض الأحيان ولو كان المظهر الذي يرى هؤلاء هو دليل الاستقامة لكان معظم المسلمين ومعظم أبناء هذا الوطن ضالين أو غير مهتدين ناسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى صدره ثلاث مرات (التقوى ها هنا). (اهدنا الصراط المستقيم) قالها هادي البشرية عليه الصلاة والسلام وأصحابه ويقولها كل مؤمن في اليوم عدة مرات وفي فاتحة كل صلاة فالدعاء بالهداية والثبات لكل شخص مهما كانت درجة إيمانه والتزامه والتي تحددها علاقته بربه وليست للمقصرين فقط كما هم في نظرنا وكلنا مقصرون. وعندما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أينا لم يظلم نفسه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "ليس كما تظنون إنما قال لقمان لابنه (يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)، ومعنى الآية أن الذين أخلصوا العبادة لله ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة. الموقف حدث مع ممثلين ومطربين لمجرد أنهم التقوا مشايخ أو دعاة وكلنا يذكرأشهر هذه المواقف عنما تلا محمد عبده آخر سورة البقرة ورفع صوته بالأذان وكيف كانت ردود الفعل في حينه. البعض يخطئ من حيث لايعلم ويعتبرالاحتفاء بهذه المواقف وهؤلاء النجوم نوعاً من (التسويق) للدين وهو براء من استغلال مثل هذه الظروف ووجود هؤلاء واعتبارهم قدوة للنشء شيء جيد ومطلوب لكن ما الذي يمنع أن يكون في أماكن عملهم ونجوميتهم لتكون الرسالة أبلغ. الرياضة خاصة كرة القدم لم تكن ذات يوم ملهاة أو وسيلة (ضياع) وإن وجدت بعض الحالات فهي ليست الأنموذج الحقيقي فهم جزء من هذا المجتمع إذ نجد فيها أيضا القدوة الصالحة واستثمارها لهذا الهدف أسمى وأفضل من اعتبارها وسيلة ضلال أو إشعارالمجتمع بذلك والتعامل مع الحدث بهذه الصورة يجعل البعض ينظر إليها من هذا الجانب. كلنا إن شاء الله مؤمنون ـ ولا نزكي أنفسنا ـ أيا كان العمل الذي نمارسه وكلنا خطاؤون (وخيرالخطائين التوابون) ونفرح عندما نكون إلى الله أقرب لكن هذا لايعني دونية النظرة لفئة ما أو تضخيم بعض الأحداث. وأختم بسؤال: هل تعرفون آرنود فاندور؟ إنه الهولندي الذي أسهم في إخراج الفيلم المسيء للرسول وقد أسلم وزار مكة والمدينة وذرف الدموع على قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وقابل بعض الذين قابلهم سعد الحارثي ومع ذلك لم نرَ تلك الاحتفائية به كما حدثت مع سعد فأيهما أحق بالعنوان أعلاه وبالاحتفاء؟ والله من وراء القصد،،