هكذا نحن في تعاملنا مع قضايانا بصورة عامة والرياضية على وجه الخصوص
وهكذا نحن في ممارستنا للنقد.
نخرج عن الموضوعية ومناقشة الفكر إلى نقد الأشخاص في ذاتهم وهيئاتهم أو لباسهم وحتى في نقدنا الإيحابي وأعني تبيان المحاسن والإيجابيات نعمد إلى تاريخهم أو مواقف معينة لهم لاعلاقة لها بفكرهم وتنظيرهم ونعتمدها كأساس في النقد والأمرلا يقتصر هنا على الأفراد وحتى الكيانات لها من ذلك نصيب.
عندما نصل إلى هذه المرحلة وهذا الأسلوب من التقييم فإننا بهذا قد دخلنا (منطقة التعصب).
تعاقدت الشركة العالمية للدعاية والإعلان الناقل للدوري السعودي مع ماجد عبدالله كمحلل فني لمباريات دوري جميل للمحترفين إلا أن هذه الخطوة لم تعجب البعض لعدم قناعتهم بماجد كمحلل أو لأسباب شخصية وبدأوا في انتقاد قيمة العقد وأنه لا يستحق هذه القيمة لأنه لا يقدم فكراً تحليلياً .. إلخ.
أن يستحق قيمة العقد أو لا يستحق وسواء كان ماجد أو غيره فالذي يقرر ذلك هو الشركة التي ستدفع قيمته وهي التي تنظر لمبدأ الربح والخسارة ولولا قناعتها لما أقدمت على خطوة كهذه.
وماجد كغيره من المحللين يختلف حوله الكثير ويتفق عليه آخرون ولايوجد محلل يتفق عليه الجميع لأن العملية نسبية وتوافق رؤى.
في الطرف الآخر دافع محبو ماجد عنه بالتسفيه بمنتقديه وتحقيرهم وكأن ماجد لا يجوز مسه أو أنه منزه عن الخطأ.
أولئك لم يقنعوا المتلقي بوجهة نظرهم بتفنيد آراء ماجد وتحليلها بدلا من شخصه، وهؤلاء لم يدافعوا عنه بحجة واضحة ومقنعة في قدرته على التحليل لأن كلا منهم ينطلق من توجهات معينة.
ماجد من أفضل الذي مروا على الملاعب السعودية أداء وخلقاً ومثالية، وأحد الذين صنعوا مجد الكرة السعودية ولا يمكن أن يذكر تاريخها دون أن تكون له فيه صفحة بيضاء لكنه يظل بشراً يخطئ ويصيب وتختلف حوله الآراء.
والحل نفسه مع سامي الجابر بعد أن تعاقد معه الهلال كمدرب في خطوة وصفها البعض بأنها جريئة وتحفظ للمدرب الوطني قيمته لكن البعض واجهها بنوع من السخرية والتقليل من قيمته وبحثوا عن مبررات وإسقاطات لهذا التعاقد خارج الإطار الفني وأنه لا يملك تاريخاً أو مقومات تؤهله لذلك وعندما فاز وبدأت بوادر النجاح توجهوا إلى (قميصه) وبدأوا نسج الحكايات عليه ولماذا يلبس بدلة رسمية؟ ولماذا لا يلبس بدلة تدريب؟ علماً أن جميع المدربين يلبسون بدلا رسمية حتى في الملاعب السعودية دون أن يتوجه هؤلاء إلى نقد الفكرالتدريبي لدى سامي وما يقدمه للفريق، ومن الطبيعي أن تكون هناك ردود فعل مضادة تبرر لنجاحاته وتمهد لها أو تصرفاته ومظهره الشخصي.
أستثني البعض هنا وهناك ممن يملكون وسيلة الإقناع ويناقشون على هذا الأساس من الطرفين وتجاه الطرفين لكنني هنا أتحدث عن غالبية مؤثرة للأسف وتؤسس لثقافة معينة تكرس مبدأ التعصب الرياضي.
ماذا نستفيد كوسط رياضي من قيمة عقد ماجد أوالمظهر الشخصي لسامي؟ بل ماذا يستفيدان هما من التركيز على هذه الجوانب وماهي الإضافة التي نقدمها أو تعين كلا منهما على النجاح في عمله؟
نفتقد كثيرا ـ وللأسف ـ لأسلوب النقد المبني على أسس معرفية الذي نصل من خلاله إلى قناعات مشتركة بين كل الأطراف بما يحقق الهدف الإيجابي منه بما يفيد الوسط الرياضي ويحقق المصلحة وتستفيد الأطراف الأخرى أو المنقودة كذلك وأعرف أن كثيرين سيقرأون موضوعي هذا بعيون ملونة.
والله من وراء القصد،،