يأتي رمضان فتتسامى النفس الإنسانية عن صغائرالأموروترتقي إلى مراتب السمو

يأتي رمضان فترجع النفس المؤمنة إلى ربها راضية آمنة مطمئنة.

يأتي رمضان فتهدأ النفوس وتحفها الطمأنينة وتغلفها السكينة.

يأتي رمضان فتتواضع النفس المتكبرة وتلين القلوب المتجبرة.

يأتي رمضان فتتجلى (إنما يعمرمساجد الله من آمن بالله واليوم الآخروعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) في أروع الصوروأبلغ المعاني.

يأتي رمضان فتشفى الصدوروتجلوا الهموم بربيع القلوب.

يأتي رمضان فتغيب النفس(الأمارة بالسوء) وتحضرالباحثة عن التقى والصلاح.

يأتي رمضان فيتجلى التكافل الاجتماعي في أبهى صوره وأكثرها مصداقية.

يأتي رمضان فتجود النفس سخاء واليد كرما والروح فيضا وعطاء.

يأتي رمضان فتتعلق النفس ببارئها متدبرة في ملكوته مستشعرة عظمته وقدرته.

يأتي رمضان فتتقرب النفوس أكثرإلى خالقها وتتذكره قياما وقعودا وتتفكرفي خلق السموات والأرض (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)

يأتي رمضان ونفوس تعيش أجواء تكيفها وفق ماتريد وطقوس تصنعها كما تشاء.

يأتي رمضان ونفوس تعيش حياة مترفة من المأكل والمشرب ورغد العيش.

يأتي رمضان ونفوس تعيش في بحبوحة من الأمن وواحة من الإطمئنان.

يأتي رمضان ونفوس تعيش تحت لهيب الشمس وحرارة الجو وطقوس تتقلب.

يأتي رمضان ونفوس تبحث عن كسرة خبز تكسر بها صيامها وقطرة ماء تبل بها الريق.

يأتي رمضان ونفوس تعيش بين دوي القنابل وأصوات المتفجرات.

يأتي رمضان ونفوس تفطرعلى مدفع تنبعث الروحانية مع كل طلقة من طلقاته.

يأتي رمضان ونفوس تفطرعلى مدفع تموت أرواح وتقتل مع كل طلقة من طلقاته.

يأتي رمضان ونفوس تبحث عن مساجد تنشرح فيها الصدوروعن (قاريء) تخشع لسماع صوته

يأتي رمضان ونفوس تبحث عن ملجأ تقيم فيه صلاتها لتسمع صوت المؤذن وقراءة الإمام بعيدا عن أزيز الطائرات.

يأتي رمضان ونفوس ينبغي لها أن تشكر الله على نعمة الأمن والأمان والراحة والإطمئنان(لئن شكرتم لأزيدنكم) تخاف زوالها وتخشى الهوان(ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)

يأتي رمضان ونفوس تضرع إلى العلي القدير أن يفرج عنها الهم ويكشف الغم لتعيش كما أراد لها ربها (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) وكما قال عنها نبيها (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها)

يأتي رمضان ونفوس ترقبه تتمنى وصله تحيي ليله بالعباده ونهاره بالقرآن ترفع أكف الضراعة وتذرف دموع الخشية ترجوالجنة والعتق من النار.

يأتي رمضان ونفوس لا تتغيرولا تتبدل لا تشعربوجوده ولا تؤثر فيها طقوسه تصومه عادة ولا تمارسه عبادة.

يأتي رمضان ونفوس تتمنى لوعادت لهذه الدنيا مرة أخرى لتصومه وتعيش أيامه ولياليه.

يأتي رمضان ونفوس فقدناها نتمنى لوكانت معنا نجلس إليها ونجالسها في هذا الشهرالكريم.

يأتي رمضان فتتذكر نفوس أن هناك ربا تعبده وخالقا تؤمن به وقرآنا تتلوه وشهرا تصومة حتى إذا ما انقضى عادت وكأنما كانت في إجازة استثنائية من حياة ظل سعيها فيها وهي تحسب أنها تحسن صنعا.

تتوالى العصوروتتعاقب الأجيال وتتبدل الأمم ويبقى رمضان بطقوسه وقدسيته وروحانيته.

فاللهم إجعل هذا الشهرالكريم شاهدا لنا لاعلينا وإجعل لنا مماقسمته فيه من خيرأوفر الحظ والنصيب واعتق فيه رقابنا ورقاب والدينا ومن نحب من النار.

ألتقيكم الأحد11شوال 18 أغسطس إن شاء الله وكل عام وأنتم بخير.

والله من وراء القصد