يصنف لويس فيليب سكولاري كواحد من أفضل المدربين في العالم في الفترة الحالية فقد قاد المنتخب البرازيلي للفوز بكأس العالم 2002 انتقل بعدها إلى البرتغال وقادها لنهائي كأس الأمم الأوروبية 2004 وحلت وصيفا بعد اليونان الوحيدة التي هزمت البرتغال في تلك التصفيات في مباراتين إحداهما في مرحلة المجموعات والثانية على النهائي كما وصل بها إلى المركز الرابع في مونديال 2006 بعد أن أقصت كلا من إنجلترا وهولندا في البطولتين. والحقيقة أنني لم أتعاطف مع منتخب مثلما تعاطفت مع البرتغال 2004 كمنتخب يستحق بطولة تليق بتأريخه ونجومه وقائده تلك الفترة لويس فيجو الذي كان يستحق أن يتوج تأريخه ببطولة كبرى شأنه شأن نجوم عالميين لا يقل عنهم مستوى وشهرة ونجومية ومع سكولاري الذي كان سيجمع أكبر بطولتين (المونديال وأوروبا) كأول مدرب لكنه عوضها بكأس القارات بعد أن صنع فريقا يجمع بين الأداء والمتعة ومرشح أقوى لمونديال 2014. عمل سكولاري في المملكة مرتين أولاها عندما درب الشباب في أول عقد له خارج البرازيل في موسم 1984ـ85 وتصدر به الدور الأول الذي أقيم بدون لاعبي المنتخب وفاز في أولى مباريات الدور الثاني على الهلال الوصيف 3ـ2 وفي منتصف الدور الثاني خسر من النصر1ـ0 وواصل تعثره ليحل وصيفا بعد الهلال الذي واصل تألقه ليكسب بطولة الدوري والثانية 1991ـ92 مع الأهلي وتصدر المرحلة التمهيدية لدوري كأس خادم الحرمين الشريفين وحل ثالثا بعد المربع الذهبي. حقق سكولاري أول إنجاز له في تأريخه 1989عندما فازمع القادسية الكويتي بكأس الأمير وعلى صعيد المنتخبات مع منتخب الكويت الذي فاز بكأس الخليج 1990 في غياب السعودية والعراق التي انسحبت أثناء البطولة. يتحدث كثيرون عن سكولاري هذه الأيام وكيف فرطت أنديتنا فيه وأتساءل إلى أي مدى يمكن اعتبار هذا حقيقة؟ إن مراجعة تأريخ هذا المدرب يمكن أن تجيب على هذا التساؤل وغيره من التساؤلات المشابهة. بدأ فيليب سكولاري مسيرته التدريبية 1982 وتنقل بين عدد من الأندية والمنتخبات في آسيا وأوروبا والبرازيل ولم يحقق أي منجز على صعيد الأندية غير كأس أمير الكويت مع القادسية 1989 وكأس البرازيل1991مع كريسوما وكلاهما مسابقتا كأس بل إنه بعد منتخب البرتغال درب تشيلسي اللندني وتمت إقالته بعد7 أشهر كانت الأسوأ في تاريخ النادي وفي موسم1997 أقيل من فريق جوبيلو الياباني فيما كانت إنجازاته على صعيد المنتخبات وهو ما يقودنا إلى نقطة هامة عند التعاقد مع المدربين إذ ليس كل مدرب ناجح مع منتخب يمكن أن ينجح مع ناد والعكس كذلك. مدرب المنتخب لديه العديد من الخيارات في ضم العناصر التي يرى أنها تناسب طريقته في الملعب إذ أن لكل مدرب طريقة يرتاح لها ويجيد تنفيذها. فيما الخيارات أمام مدرب النادي محدودة ومن مهامه البحث عن العناصر المناسبة لسد هذا النقص وتغيير طريقة اللعب بما يعوضه كما يقع تحت كثير من الضغوطات مثل إيقافات اللاعبين وإصاباتهم في ظل محدودية البدلاء. فيليب سكولاري يمثل النموذج الأول فيما يمثل كابيللو النموذج الثاني فقد نجح مع إي سي ميلان وريال مدريد على الصعيد المحلي والأوروبي فيما أخفق مع منتخب إنجلترا ولا زالت تجربته مع روسيا غير واضحة. وقليل من يجمع بين هذه وتلك ولعل ديل بوسكي خير مثال حيث فازمع ريال مدريد بـ 7بطولات محلية وأوروبية ومع منتحب أسبانيا بكأس العالم وأوروبا كأول مدرب يحقق هذا الإنجاز. والله من وراء القصد