في مثل هذه الأيام من كل موسم تتكررالحكاية وتتحول الأندية إلى خلايا نحل تتحرك في كل اتجاه استعدادا للموسم الجديد. إنهاء عقود ومخالصات وتعاقدات جديدة وسماسرة يجوبون الأندية يتنقلون بين ردهاتها ومنازل أعضاء الشرف، وملايين تتحرك هنا وهناك، وأندية عليها حقوق تجاه لاعبيها ومنسوبيها تشكوا الإفلاس وقلة الحيلة، لكنها تظهرهذه الأيام كأندية غنية وقادرة على الدفع وعقد الصفقات. ــ جمهوريتفاءل وفقا لتحركات ناديه ووعوده. ــ وآخرواقعي ولسان حاله يقول (لننتظر) ــ وثالث يعرف ماضي الزمان فلا يشغل باله بآت العيش قبل الأوان وتنحصرمخاوفه في مغادرة المكان. والأندية كذلك فهي تنقسم إلى فئات ثلاث وبنسب متقاربة قياسا لعدد فرق الدوري. ــ فئة هدفها الخروج بأكبرقطعة من كعكة الموسم بتحقيق بطولة أوأكثرخاصة بطولة الدوري، وأن تنهي الموسم على الأقل بالحد الأدنى من البطولات. ــ وأخرى تسيروسط المعمعة وتعرف ذلك وطموحها محدود يرتقي إلى التمثيل الآسيوي فيما حده الأدنى المشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين. ــ والثالثة تدخل حلبة (الصراع من أجل البقاء) هذا التصنيف تحكمه عوامل عدة من أبرزها خبرة الفريق مع المسابقات وحضوره فيها وإمكاناته المادية والفنية، إلا أن توفركل هذه العوامل لايعني التسليم بتفوق الفريق وتحقيقه البطولة لكنها مسببات قد تؤدي إليها، فالبطل واحد والمتنافسون كثيرون، وقد تتدخل عوامل أخرى في التأثيرعلى مسيرته كالحظ أوأخطاء مدربين أولاعبين أوفي الإعداد والأمورالإدارية، وهي عوامل لا تتكشف إلا عند التطبيق على أرض الواقع ودخول معمعة الدوري، وقد يعود ذلك إلى أن الآخرأفضل إعدادا وقدرة على ترجمة هذا الإعداد. الإعداد هذا الموسم يختلف عن المواسم السابقة بل تعتريه الكثيرمن الصعوبات لعموم الأندية، وهي نتاج ظروف خارجة عن إرادتها، فوجود شهررمضان المبارك خلال فترة الإعداد المفترضة وكون الدوري يبدأ بعده بأسبوعين مما لايعطي المجال لإقامة أي معسكرخارجي في هذه الفترة، جعل بعض الأندية أومعظمها تقيم معسكراتها الخارجية قبل رمضان ولمدد قصيرة لاتتجاوز الأسبوعين أيضا وتتداخل مع بداية الشهرالكريم. المعروف أنه من الناحية الفنية والعلمية يفترض أن يعود الفريق من معسكره مباشرة إلى الدوري، حيث يصل إلى جاهزية معينة لاتقل عن 50 % أثناء المعسكروتتنامى مع مسيرته خلال الموسم. ما يحصل الآن وفي ظل هذا الوضع أن الأندية ستنهي معسكراتها الإعدادية وأعني الخارجية بالذات قبل بدء الدوري بحوالي 6 أسابيع، وهي فترة طويلة تؤثرسلبا على الفريق إما بهبوط أدائه وفقده ما بناه خلال المعسكر، أوأن يصل استعداده إلى درجة أعلى فيما لو واصل استعداداته بنفس القوة وبصورة تصاعدية، مما يعني وصوله إلى الجاهزية التامة قبل الوقت المحدد لها وبالتالي هبوط الأداء الفني لديه قبل نهاية الدوري. هذه أمورفنية لا أستيطع الخوض في تفاصيلها والقائمون على الأندية خيرمن يدركها ويعرفون ماهوأكثر، وبالتالي فهم الأدرى بكيفية إعداد الفريق وتلافي مثل هذه المشكلات، ولذلك فقد جاءت هذه المعسكرات الخارجية في هذا التوقيت لأحد أمرين: ــ إما ترفيهية أكثرمن كونها معسكرات إعداد، بمعنى يغلب عليها الطابع الترفيهي مع الأخذ في الاعتبارالنواحي الأساسية في الإعداد. ــ أو لأن النادي لم يخسرشيئا حيث تكفل عضوشرف بتكاليف المعسكركما قال لي أحد منسوبي أندية دوري جميل (جانا هدية نقول لا). والله من وراء القصد.