|


عبدالله الضويحي
(الصندوق الأسود)
2013-06-30

"الصندوق الأسود"


لانسمع عنه إلاعندما تحصل كارثة جوية لاسمح الله، وهوكما هومعروف صندوق صغيرالحجم يوضع في الطائرة لتسجيل الحوارات والمكالمات داخل الطائرة أوالكبينة وبينها وبين برج المراقبة للوصول من خلاله إلى معرفة أسباب الكارثة.


والحقيقة أن لون الصندوق ليس أسودا وإنما برتقالي أوأصفرليسهل تمييزه بين أنقاض الطائرة وسمي كذلك ربما لصعوبة تحطمه وغموض مافيه من معلومات، فهومصنوع من عنصرالتيتانيوم تحيطه مادة عازلة ويتحمل درجات الحرارة إلى مافوق 1000 درجة مئوية وقوة تفوق أضعاف الجاذبية الأرضية .. إلخ.


والحديث عنه يطول وليس موضوعنا وإنما تذكرته وغموضه عندما فكرت في كتابة هذه الزاوية عن (صندوق الوفاء) أو(صندوق اللاعب) كما كان يسمى سابقا.


ومنذ أن دخلت هذا المجال ومع بدايات الدوري الممتازوأنا أسمع عن صندوق اللاعب أوالصندوق الرياضي كما كان يعرف وحسب علمي أنه يقتطع نسبة 5% من قيمة التذكرة (أي من دخل المباراة) لصالح الصندوق، وفي العام الماضي أعلن الأميرنواف بن فيصل عن تحويله إلى "صندوق الوفاء" وتبرعه جزاه الله خيرا بمليون ريال لصالح الصندوق.


والصندوق يذكرني بـ "صندوق الطالب" عندما كنا ندرس في الجامعة الذي يقتطع من مكافآتنا 12 ريالا في العام وتخرجنا ولم أسمع أن طالبا استفاد منه.


والحال ينطبق على "الصندوق الرياضي" الذي لا أحد يعرف الآلية التي يداربها أوأهدافه، غيرأننا نسمع أنه لمساعدة اللاعبين والرياضيين عند حاجتهم لذلك.


ولسنا في حاجة لمتخصص في المحاسبة أومبدع في الرياضيات لنعرف أونقف على كم المداخيل المالية التي وردت إلى الصندوق على مدى 40 عاما تقريبا إذا كانت تمثل 5% من دخل المباريات منذ ذلك التأريخ.


هذه المداخيل لم نرلها أي أثريذكرتجاه اللاعبين القدامى وغيرهم، خاصة أولئك الذين عاشوا زمن الهواية وكانوا يصرفون من جيوبهم لإعداد أنفسهم ولشراء ملابسهم وكانوا لايتقاضون أجورا ولامكافآت على إبداعاتهم، وكان بعض من دخل الصندوق من مبارياتهم أولئك الذين خدموا الكرة السعودية وضحوا من أجلها سنوات وكانوا مثالا للإخلاص والعطاء داخل الملعب.


نتألم كثيرا عندما نرى لاعبا مثل محمد سعد العبدلي يتعلق أمله في الحياة بعد الله بزراعة كلية لاتكلف شيئا مقارنة بمداخيله أومن تبرع الأميرنواف للصندوق، بل إن نسبة لا تكاد تذكرمن هذه المداخيل كفيلة بحل مشاكل جميع الرياضيين ممن توفاهم الله فأصبح أولادهم بحاجة للرعاية أوأصيبوا بأمراض أقعدتهم عن الحركة أوظروف الدهرونوائبه ممن يصعب حصرهم فيما لوأردنا تعدادهم يستجدون الصدقة وينشدونها عند أهل الخير.


الصندوق كله خيرومردوده عظيم وعند الله أعظم، وإبعاده عن (البيروقراطية) تفعيل لهذا الدوروتحقيق لأهدافه من خلال فصله عن جهازرعاية الشباب وتشكيل لجنة إشرافية عليه تضم رياضيا قديما وشخصية اجتماعية ذات خبرة في الأعمال الخيرية ومن متخصصي الشريعة والقانون والاجتماع المشهود لهم بالأمانة والكفاءة ووضع آلية واضحة ومحددة لموارده ومصاريفه ودراسة الحالات الواردة إليه بسرية تامة بعيدا عن الإعلام وفق مراقبة وكشف حساب سنوي للصندوق.


لاعب اليوم قد لايكون بحاجة للصندوق خاصة إذا ماتم التأمين الإلزامي وفق مقتضيات الاحتراف، لكننا نتحدث عن جيل الأمس جيل الإخلاص والولاء وضيق ذات اليد.


الصندوق الرياضي .. صندوق اللاعب .. صندوق الوفاء .. لاتهم التسمية المهم أين هو؟ وماهو دوره؟


والله من وراء القصد.