في زاوية سابقة (الأحد الماضي) تحدثت عن غياب اللاعب السعودي الهداف في هذا الموسم وبروزلاعبين أجانب في الصدارة مشيرا في ذلك إلى معلومات دقيقة عن الهدافين لا تتعلق فقط بعدد الأهداف قدرتعلقها بمعدل التسجيل وعدد الدقائق ألتي لعبها طوال الموسم مستندا في هذه المعلومات إلى موقع على الشبكة العنكبوتية يطلق عليه (إحصائيات الدوري السعودي) وهوموقع متميز ومهم جدا ليس فقط للباحثين عن معلومة ولكن لمن يريدون تحليلها والخروج منها بنتائج تقوم عليها دراسات سواء ما يتعلق بالأفراد أوالكيانات. الموقع يعطي إحصائيات دقيقة عن كل لاعب وطريقة تسجيله الأهداف بأي القدمين أوبالرأس وبأي شوط وبعدد مشاركاته والتمريرات وصناعة الأهداف وعن الفرق وترتيبها كل أسبوع خلال جولات الموسم ومقارنات كثيرة لوقمنا بتحليلها لأمكن الخروج منها بمعلومات وحقائق يمكن الاستناد إليها في تقيم أداء اللاعب والفريق ومكامن الخطورة ونقاط ضعفه .. وأمور أخرى يمكن الخروج بها من هذه المعلومات. الحقيقة أنني لا أعرف القائمين على الموقع وهم يستحقون الثناء والإشادة ويدل على عمل إحترافي نابع من فكر واع ومدرك لمتطلبات المرحلة بما يتماشى مع كرة القدم العصرية ومن المؤكد أنهم شباب من الجيل المعاصرالذي استثمرموهبته وهوايته في آن واحد لعمل منجز أتصور أنهم عندما فكروا فيه لم يدرفي خلدهم هذا النجاح الذي حققه وما يقدمه من خدمة لم تستثمر بعد. أستغرب أن معلومات كهذه تغيب عن موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم أو رابطة دوري المحترفين التي تكتفي بنشرجداول الدوري ونتائج الموسم بل إن نتائج أرشيفية سابقة لا تجدها في هذه المواقع. ولعل هذا يجرنا للحديث عن الزميل عبدالله المالكي من جريدة الجزيرة وهويقدم لنا سنويا "حصاد الموسم" وفق إحصاءات دقيقة يتضح من خلالها الجهد المبذول في إعدادها وتدقيقها ليس في مجال كرة القدم فقط ولكن في مختلف الألعاب وهوحصاد أرى لوتم وضعه في كتيب سنوي لكان أجدى لسهولة حفظه والعودة إليه كمرجع وهي فكرة أطرحها على الزميل وعلى الإخوة الزملاء في جريدة الجزيرة. أتلقى بين فترة وأخرى اتصالات من أصدقاء أومعارف عبرمواقع التواصل الاجتماعي أوبصورة مباشرة يسألون عن معلومة معينة أويتأكدون من صحة أخرى وصدقها ودقتها ومن مختلف الميول من المهتمين بالرصد والتوثيق. وأعرف وكلنا كذلك زملاء إعلاميين يهتمون بهذا الجانب ويملكون كما كبيرا من المعلومات في هذا المجال وهناك آخرون لديهم هذا الاهتمام من خارج هذا الوسط. كل هذه النماذج المهتمة بهذا الجانب يجمعها حب العمل والصبرإذ أن أعمالا كهذه لا يمكن إنجازها بسهولة وعلى طريقة الرغبة في إنهاء العمل دون تركيزعلى جودة الإنتاج لأنها نابعة في الأساس من الهواية بعيدا عن المردود المادي. نحن الآن في عصرالمعلومة وقد أصبح التوثيق والإحصاء علما قائما بذاته تقوم عليه دراسات وتبنى عليه خطط وبرامج إلا أننا لازلنا بعيدين عن هذا الجانب فتأريخنا الرياضي غيرمكتوب ويتعرض للعبث والمعلومات عن برامجنا ودورياتنا الرياضية ولاعبينا غيرموجودة أويصعب الوصول إليها. ولدينا من الكفاءات والطاقات الشابة القادرة على القيام بهذه الأعمال ماهو(خيروبركة). أثق تماما أن إدراك أهمية ذلك لا تنقصنا ولا القناعة بهذه الأهمية .. ما ينقصنا حقيقة هو تفعيل ذلك وترجمته على أرض الواقع. والله من وراء القصد