|


عبدالله الضويحي
السير أليكس فيرجسون
2013-05-20

 



هل ارتبط النجاح به؟ أم ارتبط هوبالنجاح؟


حكاية تستحق أن تروى وأسطورة تحتاج أن نتوقف عندها طويلا لنتعرف على النجاح كيف يكون وكيف تتم صناعته.


لم يكن فيرجسون لاعب كرة قدم مشهورا أومتفوقا، لكنه كان واحدا من أفضل المدربين في العالم إن لم يكن الأفضل.


بدأ فيرجسون مسيرته التدريبية عام 1974 في أسكتلندا وعمره 32 عاما مع فريق إيست سترلينغشاير ومكث فيه 4 أشهرفقط حقق خلالها نتائج طيبة ثم انتقل إلى سنت مورين (1974-1978) وصعد به للدرجة الأولى عام1977، وفي 78 درب أبردين وفازمعه في الموسم التالي بلقب الدوري الأسكتلندي ثم كأس أسكتلندا وكأس الكؤوس الأوروبية عندما هزم بايرن ميونيخ ثم ريال مدريد على النهائي، وحقق مع الفريق 10 بطولات قبل أن ينتقل إلى مانشستريونايتد عام 1986 ويستقرفيه حتى اعتزل التدريب قبل أيام عن72 عاما بعد27عاما حافلة بالعطاء، حقق خلالها 35 بطولة محلية وخارجية، ولاتذكربطولة على مستوى الأندية أيا كانت محلية أوقارية أوعالمية وعلى مستوى الكؤوس والدوري وبمختلف المسميات إلا وقد وضع عليها بصمته إضافة إلى البطولات العشرمع أبردين، ليعتزل التدريب عن 45 بطولة في 39عاما.


كانت بدايته مع مانشسترمتعثرة حيث كان الفريق يفتقد الانضباط وعدد من لاعبيه يتعاطون الكحول، ففرض عليهم الانضباط وحق المركز11 في أول موسم له مع الفريق ثم الوصيف في الموسم التالي ثم عاد للمركز11 ثم 13، حيث شنت عليه الصحافة الإنحليزية هجوما لاذعا ذلك العام. وفي موسم 90 ـ 91 حقق المركز السادس ووصل لنهائي كأس الكؤوس الأوروبية وحقق أول بطولة له مع مانشستر في92 ـ 93(بطولة الدوري) بعد7سنوات قضاها في الفريق.


نخلص من قصة فيرجسون إلى نتائج عديدة من أبرزها ثلاث:


الأولى:


 أن ليس كل لاعب كرة قدم ناجح أومشهوريصلح أن يكون مدربا والعكس صحيح إذ ليس كل لاعب غيرناجح أولم يحقق النجومية لايصلح أن يكون مدربا ناجحا فالتدريب علم وفكروتطبيق، وكثيرمن المدربين العالميين الناجحين لم يكونوا نجوما في حياتهم الكروية.


الثانية:


الاستقراروالصبرعلى النتائج عاملان مهمان لنجاح المدرب ولنا في بدايته مع مانشسترخيردليل إذ لوكانت هذه البداية مع فريق آخروخليجي بالذات لتم إنهاء عقده من الموسم الأول أوالتالي على أفضل الأحوال.


الثالثة:


قدرة المدرب على تطويرذاته ونجاحه في مسايرة المدارس التدريبية المختلفة، فعلى مدى أربعة عقود قضاها في التدريب ظهرت العديد من المدارس والخطط التدريبية من 4:3:3 التي كانت سائدة في إنجلترا وعموم أوروبا و4:2:4 البرازيلية ثم الكرة الشاملة الهولندية والكاتتيناتشيو وتحولات اللعب والخطط من الهجوم إلى الدفاع، ومع ذلك استطاع أن يسايرجميع هذه التحولات وينجح مع الفريق في توظيف قدراته وعناصره حسب الظروف.


فيرجسون


امتازبقوة الشخصية وقدرته على انتقاء العناصرالتي يحتاجها الفريق وفي ذات الوقت مراعاة النواحي النفسية للاعب والتربوية.. وهذا ماساعده على النجاح. درب طوال حياته 4 أندية، منها ناد قضى فيه 4 أشهرفقط، لم ينه عقده أي منها سوى سنت مورين رغم أنه صعد به إلى مصاف الدرجة الأولى، لكن يبدو أن قوة شخصيته وفلسفته التدريبية أدخله في خلافات مع الإدارة التي أنهت عقده.


يبقى السؤال:


ماذا لوبقي في سنت مورين؟


أترك الإجابة مفتوحة.


والله من وراء القصد.