أعرف أن عنواناً كهذا لم يعد جاذباً، بل ربما كان طارداً للقارئ كموضوع متكرر وملّ الكثيرون طرحه، والحديث عنه فيما يتعلق بوصف الأندية الرياضية لدينا واللوحة التي تزين مدخلها لكنني لن أتحدث عن مطالبة الأندية بتنفيذها بقدر التساؤل عن جدواها والتوقف عندها.
هذا الشعار أو الوصف للأندية هو أحد الأسس التي يقوم عليها النادي ووفق الترتيب أعلاه ويمنح بموجبه الترخيص حسب لائحة الأندية الرياضية قبل نصف قرن من الآن.
ويبدو أن نظرة المجتمع للأندية في ذلك الوقت جعلت رعاية الشباب تؤكد على هذه الناحية وبذات الترتيب للدلالة على الهدف الرئيس من وجود الأندية وربما لعدم وجود منتديات تعنى بالأمور الثقافية والأدبية تابعة لرعاية الشباب وكون الأندية أماكن تجمع شبابية أرادت أيضاً أن تستغل ذلك لتكون منابر توعية لهم ووضعت نقاطاً مقابل تنفيذ أي نشاط ثقافي أو اجتماعي أو رياضي تتحدد على ضوئها إعانة النادي في نهاية الموسم.
وفعلاً بدأت بعض الأندية تفعيل ذلك ليس بهدف الإعانة فقط التي يمكن الحصول من خلال تنظيم أو إقامة العديد من المحاضرات والندوات (على الورق)، وإنما كان ذلك التنظيم بقناعة ذاتية من القائمين عليها في ذلك الوقت وظروف المرحلة مما يؤكد أن وجودها كان صورياً لعدم قناعة بعض الأندية بهذه البرامج والنشاطات ورغم أن دور الأندية في هذا الجانب أصبح غير واضح وربما شبه غائب، بل لم يعد لها دور في هذا المجال -وهذا سيكون له حديث مستقل بإذن الله ذات جمعة- إلا أن تقييمها ظل قائماً وبالتالي إعانتها في هذا المجال وفي النشاط الاجتماعي الذي كان يتركز في أسبوع الشجرة وأسبوع المرور والكشافة ومشاركتهم في الحج... إلخ من نشاطات لا نرى لها وجوداً على أرض الواقع عدا ما تنظمه بعض الأندية ولا زالت من نشاطات رمضانية أو مسابقة للقرآن الكريم بل إن أندية كانت مشهورة ببرامج رمضانية معينة أوقفت هذه البرامج والنشاطات.
قبل سنوات انتقلت الثقافة كاملة بميزانيتها وموظفيها ونشاطها إلى وزارة الإعلام التي أصبحت وزارة الثقافة والإعلام ومرة أخرى تم تقديم "الثقافة" ولكن على الإعلام هذه المرة.
بعد نقل "الثقافة" من رعاية الشباب إلى الإعلام.
وفي ظل الوضع القائم حالياً أعتقد أن المسمى أعلاه لم يعد وصفاً صحيحاً ينطبق على الأندية وبالتالي لابد من إعادة صياغة هذا النوع من النشاط غير الرياضي قيها لكنني قبل الحديث عن هذا الجانب لابدّ من التأكيد على دور الأندية في تثقيف منسوبيها ولاعبيها وتوعيتهم في مجالهم وواجباتهم وحقوقهم والقوانين واللوائح، واعتبار ذلك شرطاً أساسياً في لائحة الاحتراف وهذا ليس مجال حديثنا، أما ما يتعلق بالنشاط الثقافي والاجتماعي خارج النشاط الرياضي فأعتقد أننا أمام خيارين:
ـ إما دعم هذين النشاطين معنوياً ومادياً وبالكوادر المتخصصة وتفعيله تفعيلاً حقيقياً من خلال التفاهم والتناغم مع الأندية الأدبية وتبادل المناشط بهدف الوصول إلى المجتمع الرياضي وكذلك تفعيل المسؤولية الاجتماعية في الأندية وتحديد مواسم لهذه النشاطات.
ـ أو أن نكون صريحين وواضحين ونعلن أن الأندية رياضية فقط، ونرفع عنها الحرج ونترك لها حرية ممارسة هذه الأدوار وفق ما تراه يتناسب ودورها في المجتمع دون أن نغفل جانباً مهماً وهو أن المسؤولية الاجتماعية تظل قائمة وإن كان النادي رياضياً فقط.
والله من وراء القصد،،،