لو كان للمراقب والمتابع المحايد من الأمر شيء لمنح لقب بطل كأس ولي العهد لهذا الموسم لفريقي النصروالهلال ولصنع كأساً لكل منهما.
الفريقان قدما مباراة تليق بسمعة الكرة السعودية كما عرفناها.
وتتناسب مع اسم الفريقين وعراقة كل منهما.
وتعيد للأذهان لقاءات الفريقين عبر التاريخ.
مباراة شدت الأنظار وحبست الأنفاس واستمتع الجميع بدقائقها الـ 120 وما بعدها.
لم تكن المباراة قمة في الأداء الفني فقط بل كانت قمة القمم في الأداء وفي الروح الرياضية التي سادت المباراة ومابعد المباراة.
كم نحن بحاجة إلى هذا النوع من اللقاءات لنطمئن على أن كرتنا السعودية بخير.
ولأنها مباراة كأس ونهائي فهي لا تقبل أنصاف الحلول وليست معادلة من طرفين إنها معادلة من طرف واحد محصلتها النهائية فائز واحد فكان الهلال لأنه كان الأكثر خبرة في معرفة الطريق فكان الأقدر في الوصول إلى النهاية.
النصر لم يكسب الكأس لكنه كسب المشاركة.
ولم يفز بالمباراة لكنه فاز فيها.
أولى ثمرات الفوزالنصراوي بل وبوادر النجاحات قناعة النصراويين بالنتيجة وإن لم تكن مرضية لهم وفرق بين القناعة والرضا حتى وإن خرجت بعض الأصوات الباحثة عن مبررات ورمي التهم هنا وهناك فهي لاتمثل الصوت النصراوي الحقيقي الصادق من الذين يزنون الأمور بواقعية ومثل تلك الأصوات موجود في كل ناد.
خروج الجمهور النصراوي يذرف دموع الأسى على الخسارة من عينه اليسرى ويذرف من عينه اليمنى دموع فرح تطمئن على مستقبل الفريق.
غاب النصرعقدين من الزمن عن بطولة محلية كبرى كان أحد فرسانها ذات يوم لكنه ظل حاضرا طوال هذه المدة في قلوب محبيه وأمام ناظري القائمين عليه.
ظل حاضرا في أذهان جماهيره وفي فكر متابعيه.
ظل حاضرا في هاجس منافسيه رغم ضعفه يخشون انتفاضته.
ظل حاضرا في الإعلام طوال تلك المدة إما باحثا عنه أو مطاردا منه.
وهكذا هم الكبارلا يغيبون بأسمائهم وتاريخهم وإن غابت أفعالهم أوتوقفت لظروف معينة لبعض الوقت يظلون في دائرة الضوء لهم أثرهم وتأثيرهم.
النصر هذا الموسم يختلف عنه في المواسم السابقة.
النصر هذا الموسم لم يعد ذلك الفريق الوديع الذي يمشي مطأطأ الرأس.
أصبح يسير رافعاً رأسه بكبرياء وشموخ يبحث عن المنافسين يحسب خطواته ويرسم طريقه نحو قمة سيصلها يوما ما أو بالأحرى سيعود إليها ذات يوم.
عمل النصراويون طويلا خلال السنوات الماضية ومارسوا العديد من التجارب أخطأوا في كثير منها لكنها كانت ناجحة من جانب آخر لأنهم أدركوا من خلالها أنها لاتؤدي إلى الحل الصحيح.
جمهور صابر يتنامى حبه لناديه كلما يخسر.
ويزداد تعلقاً به كلما ابتعد عن المنصات.
ويهيم به عشقاً كلما غاب عن البطولات.
وإدارة تحملت غضب هذا الجمهورونقده.
وتحملت مطالبه ونفاد صبره.
وأدركت إخلاصه وصدقه وآمنت به.
ولاعبون أخلصوا لشعار ناديهم في كل الحالات.
ووقفوا معه في كل الظروف.
وأعطوه بلا حدود.
ناد هذا وضعه لابد أن يجني نتاج صبره وثمرة جهده.
صحيح أن النصر لم يحقق بعد آمال جماهيره ولم يصل إلى مستوى طموحاتهم لكنه أبان عن رغبة صادقة في ذلك من خلال خطوات ثابتة وضعها في المسارالصحيح.
النصراويون الواقعيون هم من ينظرون لنهائي كأس ولي العهد وإن خسروه بركلات الترجيح نظرة تفاؤل لفريق يمنحهم الثقة والاطمئنان أصبح يملك ثقافة المنافسة والقدرة على صناعة التفوق.
والله من وراء القصد،،،