بعد خسارتنا لخليجي21 وخروجنا المبكر، ظهرتيار ينال من جيل لاعلاقة له بهذه البطولة من مدربين وإداريين ولاعبين كانت خطيئته في نظرهم ــ وهي ليست خطيئة ــ أنهم لم يفوزوا بكأس الخليج أبرزهم خليل الزياني وأحمدعيد وماجدعبدالله وأفراد المنتخب الذين زاملوه أوعاصروا فترته وأنهم لايحق لهم تقييم المنتخب ونقده وهم جيل النكبة على حد وصفهم.
والحقيقة أنني لا أجد مبررا لهذا الموقف من جيل كان لهم الفضل بعد الله فيما وصلت إليه الكرة السعودية لايعيبهم عدم الفوزبدورة الخليج بغض النظرعنها وعن الظروف التي أحاطت بجميع مشاركاتنا وسبق أن تطرقت إليها في زوايا سابقة وأنها ليست مقياسا لتفوق منتخب أوآخرسواء كان المنتخب السعودي أوغيره من المنتخبات المشاركة، إلا أن عدم الفوزبأي بطولة أوالمشاركة فيها مهما كانت ومنها الخليج لايعني عدم القدرة على تقييمها أوطرح رأي فني فيها وفي منتخباتها.
خليل جاء إلى المنتخب كمطلب جماهيري لمن عاصروا تأريخه وظروف تكليفه وحفظ ماء وجه المنتخب في الدورة السابعة (مسقط1984)، وتأهلنا على يده بعد توفيق الله إلى أولمبياد لوس أنجلوس بعد شهرمنها فيما تعارفنا عليه بـ (سنغافورة1) وفزنا على الكويت1/4 وانحلت العقدة الكويتية، ثم فزنا بكأس أمم آسيا الثامنة (سنغافورة2) نهاية العام وخسرنا دورة الخليج (البحرين 1986) وبسبب ظروف أخرى يدركها القريبون من الوضع والذين عايشوا تلك الفترة أسهمت في إسقاطه.
أحمدعيد كان أفضل حارس مرمى في دورة الخليج الأولى رغم النتائج ثم في الثانية وخدم الكرة السعودية مايقارب نصف قرن لاعبا وإداريا ومديرمنتخب ولم يمض على رئاسته الاتحاد رسميا بضعة أيام لايمكن أن يتحمل فيها أخطاء غيره أوأخطاء مرحلة لم يكن واتحاده اللاعب المؤثرفيها.
ماجدعبدالله وجيله أمثال صالح خليفة وعبدالله الدعيع وعبدالجواد ومحيسن وغيرهم هم من زرع البسمة الأولى على شفاه الكرة السعودية بالتأهل للأولمبياد وانضم إليهم النعيمة ويوسف خميس في الفوزبكأس أمم آسيا الثامنة 84 وكرروا الإنجازذاته مع آخرين في أمم آسيا التاسعة 88 وخبراتهم التي تتجاوزثلاثة عقود في الملاعب والأستديوهات التحليلية تشفع لهم بإعطاء الرأي والنقدن ومهما اختلفنا أواتفقنا معهم وقدراتهم إلا أن هذا لايليق بنا أن نصفهم بأنهم (جيل النكبة) وأن غيرهم جيل الانتصارات أوالجيل الذهبي بما يسهم في خلق فجوة بين هذه الأجيال لاتخدم الكرة السعودية.
الانتصارات التي حققها هؤلاء في الخليج أوالتأهل للمونديال هي امتداد لانتصارات أولئك في أمم آسيا والأولمبياد، بل إن تلك الانتصارات هي الأساس وهي القاعدة التي أسست لها وأعطت اللاعب السعودي الثقة في نفسه وصنعت للكرة السعودية هيبتها وشخصيتها في كل الميادين، بل إذا كانت هذه هي نظرتنا لهم فكيف ننظرلمن ملأوا القنوات الفضائية ضجيجا إعلاميا وخروجا عن النص؟ وأيهم أكثرتأثيرا سلبيا على كرة القدم لدينا وعلى المجتمع الرياضي بصورة عامة هؤلاء أم أولئك؟
وإذا كان البعض من ذلك الجيل أوغيرهم أتيحت له الفرصة بالتقد والتحليل وهولايملك أدواتها فهذا لايعني الحكم على الجميع.
الخسارة في دورة الخليج يجب أن لاتكون غشاوة على أبصارنا تحجب عنا رؤية الحقيقة كما هي لا كما نريد.
والله من وراء القصد.