على مدى43 عاما حيث بدأت مشاركاتنا الخارجية المنتظمة من خلال دورة الخليج تعاقب على تدريب المنتخب السعودي 43 مدربا يضاف لهم المدرب المكلف حاليا لوبيز والذي ستنتهي مهمته بعد شهرين ليخلفه مدرب آخرليصبح العدد 45 أي بمعدل مدرب كل سنة بل إن بعض المدربين لم يكمل سنة واحدة ومنهم من تولى3 ساعات فقط (نعم ثلاث ساعات) وهوالهولندي مارتن كويمان الذي خلف مواطنه فاندرليم فيما دربه الألماني أوتوفيسترمرتين في 98 كواحد من 4 أربعة مدربين تعاقبواعليه في سنة واحدة والثانية في 99 وكارلوس بيريرا في 88 & 98 ومنهم من كانت بوادرنجاحه واضحة مثل لوبينهاكر93 وفاندرليم2002 وكالديرون الذي أوصل المنتخب لمونديال2006وتم استبداله بباكيتا وآنجوس الذي لعب على نهائي أمم آسيا2007 وتم إنهاء عقودهم لأسباب غيرمبررة فيما يعتبرخليل الزياني أول مدرب وطني يتولى تدريب المنتخب وكان ذلك أثناء دورة الخليج (مسقط84) واستمرسنتين حقق خلالهما أول وأفضل الإنجازات (التأهل للأولمبياد وكأس آسيا) لكن مقصلة المدربين (كأس الخليج) أنهت علاقته بالمنتخب في دورتها الثامنة (البحرين86) ويأتي ناصرالجوهركأكثرهم تدريبا للمنتخب (4 مرات) ومحمد الخراشي (3 مرات) وجميعها لاتتجاوزالسنة الواحدة أوبضعة أشهرممايؤكد النظرللمدرب الوطني على أنه مدرب طواريء مهما حاولنا وحاول المسؤول نفي ذلك رغم أن أفضل النتائج تحققت على يده.
ورغم إيماننا وقناعاتنا جميعا وعلى كل المستويات بأهمية الاستقراركعامل مهم في نجاح الفريق ومناداتنا به ووعود المسؤول بذلك إلا أن شيئا من هذا لم يتم بدليل هذا العدد من المدربين ومدد بقائهم مع المنتخب.
لا أريد أن أتحدث هنا عن الخسائرالمادية المترتبة جراء إنهاء عقودهم كالشروط الجزائية وغيرها لكنني أتحدث عن الفكر الذي نديربه شؤون المنتخب.
هذا العدد من المدربين يجعلنا أمام إحتمالين لاثالث لهما:
ــ إما أنهم جميعهم (فاشلون) وهذا يعني أننا رغم تراكم سني الخبرة لدينا على مدى 40 عاما إلا أننا لا نتعلم من أخطائنا ولازلنا عاجزين عن اختيارمدرب كفؤ ومؤهل لتدريب المنتخب.
ــ أو وهذا الأقرب أننا نلجأ لهذا الإجراء كنوع من امتصاص رد الفعل لدى الشارع الرياضي ونرضخ لضغوطات الإعلام باعتبارذلك أسرع وأيسرالحلول دون أن نسعى إلى حلول أخرى تدعم موقف المدرب وتعينه على أداء مهمته على الوجه الأكمل وفي مناخ يساعده على النجاح.
هذا التعامل مع المدربين جعل الاتحاد السعودي لكرة القدم وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها في وضع لايحسد عليه من حيث نظرة الآخرين له خاصة من يحترم ذاته وتأريخه من المدربين العالميين.
مشكلتنا في كثيرمن الأحيان عندما نتعاقد مع المدربين (نسلمهم الخيط والمخيط) دون حسيب أورقيب أومتابعة لعمله أولا بأول ونخضع لكثيرمن شروطهم وإن كانت تعجيزية لأننا نلجأ إليهم في أوقات حرجة يكونون فيها خيارنا الوحيد ولهذا يأتي إلينا من يهدف لحل مشاكله المادية كما صرح بذلك كارلوس بيريرا وفعلا تعاقدنا معه لمونديال 98 ثم أنهينا عقدة بعد ثاني مباراة أو من يبقى عاطلا ويعتبرنا فترة استجمام.
هل تريدون مثالا حيا لاستقرارالمدربين؟
قريبا سأتحدث عنه وقريبا سنتعاقد مع مدرب جديد وستذكرون ما أقول وأفوض أمري إلى الله.
والله من وراء القصد