في منتصف السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، خرجت الإدارة العامة لرعاية الشباب من عباءة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتحولت إلى جهاز مستقل بمسمى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ثم أصبح رئيسها العام بدرجة وزير.
هذه الاستقلالية والصلاحيات التي تزامنت مع وجود شخصية فيصل بن فهد أسهمت في تحركها أفقيا وعموديا في حركة إنماء وتطورتسابق الزمن.
في ذلك الوقت كان ضمن جهازها إدارة العلاقات العامة والنشريتولاها الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن السحيباني ويساعده الأستاذ علي بن عبدالله آل علي (رحمهما الله جميعا) فأصدرالأميرفيصل قرارا بفصلها إلى إدارتين إحداهما خاصة بالعلاقات العامة(عبدالله السحيباني) والأخرى بالإعلام والنشر(علي آل علي).
قضى آل علي قرابة خمس سنوات في الإدارة أوأقل.. تميزت بتحرك إعلامي واسع على النطاقين الداخلي والخارجي، وفيها برزت نواة جمعية الصحفيين الرياضيين، كما صدرت مجلة الجيل وكان لي شرف الإسهام فيهما ووضع لبناتهما الأولى .
توفي آل علي (رحمه الله) وتولى الإشراف على الإدارة الأستاذ منصورالخضيري وفي عهده رأت الجمعية النوروتحولت الجيل إلى مجلة بعد أن كانت تصدر بحجم التابلويد، ثم انتفلت المسؤولية إلى الأستاذ خالد الحسين، وكان لإدارة الإعلام دور كبير في دعم الإعلام الرياضي وترسية قواعده وتقديم رعاية الشباب إلى الواجهة.
بعد 35 عاما من هذا التأريخ عادت إدارة الإعلام والنشرإلى العلاقات العامة ضمن التغييرات الجديدة في جهازالرئاسة.
هل كان هذا القرار صحيحا؟
ربما كان لرعاية الشباب رؤيتها الخاصة، لكن المعروف لدى المختصين والمهتمين أن ثمة فرقا كبيرا بين العلاقات العامة والإعلام، وتخطيء كثيرمن الجهات في الخلط بين المفهومين وإدراجهما تحت جهازواحد، بل إن سوء الفهم هذا أدى إلى أن تصبح العلاقات العامة علاقات الوزيرأورئيس الجهة والإعلام كذلك .
العلاقات العامة كما هومعروف فن قائم على أسس علمية لبحث أنسب طرق التعامل الناجحة المتبادلة بين الجهازوجمهوره الداخلي والخارجي، ولايقتصردورهاعلى التعريف بالجهازونشاطاته بقدرمايمتد إلى استقبال المعلومات من الجمهور ليعمل من خلال ذلك على تطويرنفسه فهي إذاً تقوم بدور تبادلي.
والإعلام يقوم بتزويد المتلقي بأكبرقدرمن المعلومات الصحيحة، فيعتمد على التنويروالتثقيف، بمعنى أن هناك رسالة إعلامية تنتقل في اتجاه واحد من مرسل إلى مستقبل أي حديث من طرف واحد.
وإذا كانت رعاية الشباب ترى أن استقلال الاتحادات الرياضية واعتماد الصحف والقنوات الإعلامية على ذاتها في متابعة الأحداث تخفف العبء عليها ولم تعد في حاجة لإرسال مندوبيها بالأخباروالصورلوسائل الإعلام فإنها تعني قصورا في فهمها لأهمية الإعلام لأي جهاز.
اعتقد أن رعاية الشباب في مرحلتها المقبلة وتوجهها للشباب وبرامجه بحاجة أكثر إلى التوسع في رسالتها الإعلامية وفي دورالعلاقات العامة بها، ودمج العلاقات والإعلام في إدارة واحدة من شأنه أن يؤثرسلبا على المهام المنوطة بكل منهما وقد يتغلب جانب على آخر.
أثق تماما في قدرات وكفاءة الأستاذ محمد أبوعميرالذي أسندت إليه هذه المهمة، لكنني أعتقد أنه وهوالمتخصص في هذا المجال يتفق معي فيما ذهبت إليه وما تحتاجه رعاية الشباب في المرحلة المقبلة.
والله من وراء القصد.