نشرت الزميلة الاقتصادية في صفحاتها الرياضية يوم الخميس الماضي موضوعين.. أو بالأحرى حديثين يحملان من الأهمية الشيء الكثير.
الأول.. شاركتها فيه جميع الصحف باعتباره يحمل طابعاً رسمياً.
والثاني.. كان خاصاً بها.. كعمل صحفي جيد.
وبقدر ما يحمل الموضوعان من أهمية.. فقد حملا أيضا الكثير من التناقض. الذي ربما أضفى عليهما مزيداً من الأهمية.
والتناقض هنا لا يعني اختلاف الهدف أو التوجه..
وتناقض الرؤى أو تناول شأن واحد.. بقدر ما يحمله من ردة فعل لدى المتلقي.. ونظرة لواقعنا الكروي.
بين نظرة تفاؤلية.. وأخرى غير ذلك..
بين استشراف المستقبل.. وغموضه..
بين الأمل.. والخوف..
ولأننا نؤمن بالتفاؤل.. وندعو له.. دعونا نبدأ بالأول منهما.. لأنه الأكثر أهمية أيضاً.
أحدهما:
إعلان الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب رئيس الاتحاد السعود لكرة القدم ورئيس هيئة دوري أندية المحترفين السعودي عن خطة ومشروع كبير للنهوض بالدوري السعودي في مختلف الاتجاهات فنيا.. وإدارياً.
والآخر :
مقابلة مع عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم.. أكد من خلالها سلبيتنا في التعامل مع ما يخدم الكرة السعودية وتاريخها.. وحضورها العالمي في هذا المجال.
ولحسن الحظ.. تدخلت أمور فنيه.. ولم تضع الموضوعين في صفحتين متواجهتين من الملحق الرياضي للجريدة.
ـ ولأننا نؤمن بالتفاؤل وندعو له، دعونا نبدأ بالأول.. ولأنه الأكثر أهمية أيضاً.
فقد أعلن الأمير نواف يوم الأربعاء الماضي عبر مؤتمر صحفي عن خطة تتكون من أربعة أهداف، تهدف إلى تطوير الدوري السعودي والنهوض به، مما يؤهله ليكون واحداً من أفضل عشرين دوري في العالم على المدى القريب.
الخطة كانت مفاجئة.. في مضمونها.. لكنها لم تكن كذلك في مصدرها.. إذ إن اهتمام المسؤول.. واهتمام اتحاد كرة القدم وحرصه على دعم الأندية والنهوض بكرة القدم ليس غريبا.. ولم يكن جديداً على المتابع لشأن الكرة السعودية.
وقبل الدخول في التفاصيل.. لعلي أشير هنا، وباختصار شديد إلى إبراز ما تضمنته الخطة، وما يهمني التعليق عليه.. والإشارة إليه.. فقد تضمنت العديد من البرامج والمحفزات سواء للأندية.. أو اللاعبين.. أو الحكام.. وإعداد الكوادر ...الخ.. من أبرزها:
ـ تطوير الكوادر السعودية في دوري أندية المحترفين من خلال إرسالهم في بعثات لدراسة الماجستير المعتمدة من فيفا للعمل كمدراء فنيين في الأندية، أو في دورات تأهيلية في الخارج، وكذلك ابتعاث عدد من الشباب السعوديين للتدريب على الإحصاء والإعلام، وستكون هناك مراكز إحصاء في الملاعب بإشراف هيئة المحترفين عن طريق لجنة الإحصاء والإعلام في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ـ تطوير مداخيل الأندية في دوري المحترفين.. وشمل ذلك رصد مكافآت مالية ضخمة عن كل فوز وللعب النظيف وأفضل فريق خلال الأسبوع، ولأفضل لاعب خلال الأسبوع وإعانة لكل ناد ليس له راع رسمي ولكل فريق يصعد للدوري.. وكذلك للحكام..
ـ "تم الأخذ في الحسبان التقنية المتقدمة للارتقاء بمستوى التنافس، وستقوم الهيئة بعمل بنية أساسية تساعد في دخل الأندية".
ـ تسويق منتجات الأندية، حيث من المتوقع أن ترتفع المداخيل إلى الضعف، ولهذا الغرض "سيتم تشكيل لجنة مكونة من التسويق والمشغل التجاري والمستشار التسويقي وممثلي الأندية".
هذا.. عدا البنود الخاصة بتطوير الحكام.. والاستشارات الإدارية بالأندية وتحمل الهيئة لهذه المصاريف.
ـ والحقيقة..إن هذه الخطة تمثل نقلة نوعية كبرى في مسيرة الكرة السعودية.. ونقطة تحول ضمن النقلات الكبرى التي شهدتها على مدى تاريخها.. إن لم تكن من أهم هذه التحولات.. وخاصة في الفترة الأخيرة، بل إنها خطوة غير مسبوقة على الصعيد الإقليمي والعربي.. وربما القاري.. بل إنها كذلك إذا ما نظرنا إلى الدعم الرسمي للأندية والمساهمة في تحمل أعبائها.. في عدم قدرتها على ذلك.
في نهاية الأسبوع الماضي عندما أعلن الأمير نواف عن هذه الخطة كنت في الكويت.. وسمعت بها عن طريق أحد الزملاء القطريين وكنا في جلسة (مساء الخميس) ضمت العديد من الزملاء من دول الخليج ومختلف الدول العربية.. الذين تواجدوا هناك لحضور المؤتمر الرابع عشر للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية.. وكان الحديث عن هذه الخطوة.. عندما أثارها ذلك الزميل.. أجمع الزملاء على أنها خطوة غير مسبوقة.. وأن الكرة السعودية تسير في الاتجاه الصحيح.. وقال أحدهم:
الكرة الآن في ملعب الأندية.. بأن تتواكب مع هذه التطلعات والعطاءات.
وليس المجال هنا لذكر ردود الفعل وتعليقات الزملاء، لكنها كانت جميعها تصب في مسار واحد.. وشعرت حينها بالفخر.. والزهو بين الزملاء.. على هذا التوجه للكرة السعودية، واتجهت بعد أن انفض المجلس بنا إلى الإنترنت للاطلاع على التفاصيل، وهكذا بعد عودتي من هناك!! لأجد مقابلها الموضوع الآخر وأنا أتصفح الجرائد..!
وأعتقد أن المسئولية أصبحت الآن على الأندية أن ترتقي بمستوى أدائها وكوادرها ونظامها إلى هذه التطلعات ومستوى هذه العطاءات.
أن ترتقي بمستوى تنافسها.. وفكرها..
أن ترتقي بمستوى وعيها.. وتعاملها..
إلى مستوى الفكر الاحترافي الحقيقي.. لتمارس دورها وفق هذه التوجهات بما يساهم في تطوير الكرة لدينا.. والارتقاء بمستوى الدوري.. إلى مستوى التطلعات..
وهذا لن يتأتى إلا بتجاوب الأندية وتعاونها مع هيئة دوري المحترفين.. وابتعاد العناصر غير القادرة على مسايرة التطور والتماشي معه.
ـ على أن ما هو أكثر أهمية من هذا كله، هو آلية تنفيذ هذه الخطة، ووضعها حيز التنفيذ في أسرع وقت، ولا أقول أقرب فرصة.
مشكلتنا في التعامل مع كثير من خططنا ومشاريعنا البطء في تنفيذها.
وتأخير التنفيذ يؤثر سلبا على الواقع الحالي.
أذكر وغيري كثير.. أن المناداة بحماية حقوق الأندية ظل سنوات طويلة مطلباً ملحاً..
وسبق لي أن طالبت بذلك في أكثر من محفل وزمن.. وغيري كذلك.
ورعاية الشباب أعلنت قبل عدة أشهر أن هناك خطوة ما في هذا الاتجاه.. وأنه سيتم مخاطبة الجهات المسؤولة، كوزارة التجارة، والإعلام وغيرها بحماية حقوق الأندية.
واليوم.. سيتم تشكيل لجنة لهذا الغرض.. وستحتاج اللجنة وقتا ليتم تشكيلها ووقتا آخر لتجتمع وتضع دراستها لكيفية الحماية، ووقتا لمخاطبة الجهات المسؤولة، ووقتا للرد، واتخاذ القرار ومن ثم تنفيذه.
وخلال هذه الفترة ستثري جهات عدة على حساب الأندية، وستضيع حقوق هذه الأندية.
وأذكر بداية العام الدراسي أنني قرأت إعلانا في بعض الصحف عن حقائب مدرسية تحمل شعارات أندية معينة.. هكذا.. دون حسيب أو رقيب.. وغير الحقائب الكثير من القمصان بأرقام لاعبين.. وبعض الأدوات والمقتنيات.
والمشكلة التي ستواجه اللجنة وغيرها.. وقد سبق أن ناقشتها وتطرقت لها.. هي من الجهات المسؤولة مثل وزارة التجارة..
كيف ستتعامل هذه الوزارة مع الأندية، وعلى أي أساس؟!
الأندية وسبق أن وصفت وضعها.. بأنها تقع في منزلة بين المنزلتين.
فهي ليست قطاعا حكوميا.. يندرج تحت لوائها ويحتكم بقوانينها.
وليست قطاعاً خاصا.. تنطبق عليه لوائح القطاع الخاص وأنظمته.
ولهذا تضيع حقوقها.
ويجد البعض الفرصة للهروب منها.
وأعتقد أن الخطوة الأولى التي يجب أن تتم هي تصحيح هذا الوضع، واتخاذ قرار جريء. واستثنائي يعين على حفظ حقوقها، ويجبر الجهات المسؤولة على حماية هذا الحق.
والمسألة لا تتعلق بالمنتج فقط.
فهناك ما يندرج تحت مسؤولية الهيئة.. واتحاد القدم والمتعلق بحقوق المباريات، من النقل التلفزيوني والإعلان، بما يتوازى وحجم ما تقدمه الأندية، والاستثمار من ورائها لهذه الجهات.
وهناك تذاكر المباريات..
ولعلناغ نتساءل..
لماذا لا يتم ترقيم المقاعد.. بحيث يختار الجمهور أو المشجع المقعد الذي يريد وفق خريطة توضح مكان ونوعية المقاعد، كما هو معمول به في ملاعب العالم، وبحيث يحضر في الوقت الذي يريد، بدلا من التدافع والخروج في ساعات مبكرة.. وما لهذا من انعكاسات اجتماعية.. وصحية.. وربما نفسية ذات آثار سلبية على هذه الجماهير.
ولماذا.. لا يتم تنفيذ التذاكر بطرق حديثة كالتذاكر الممغنطة.. أو غيرها.. التي تتحكم آليا في منافذ الدخول وتنتهي صلاحيتها باستخدامها مرة واحدة كما هي الملاعب العالمية.. ومحطات القطارات وغيرها؟
إن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تحفظ حقوق الأندية وتساهم في حفظ الأمن.. وتعطي الفرصة لشركات التسويق بطباعة العدد المناسب من التذاكر.. بدلا مما يحصل حاليا في عدم وجود مقارنة منطقية بين الحضور الجماهيري المعلن، والحضور على الطبيعة.
ـ أخذني تداعي الحديث عن نقطة لا تقل أهمية.. فنحن نتمنى أن تتحقق تطلعات الأمير نواف بأن يكون دوري المحترفين السعودي من أفضل 20 دورياً في العالم خلال أربع سنوات أو خمس..
ونحلم بأن يتحقق ذلك بل وأن نكون ضمن العشرة..
لكن.. وهذه حقيقة..
إن هذه الأمور كلها.. وإن اجتمعت لن تصنع أفضل دوري في العالم.. ولا يمكن لها أن تصنعه..
إن أفضل دوري.. لا يتأتى بنوعية الأندية.. ولا بقوتها المادية.. ولا الفنية فقط.
الدوري الجيد.. بالإضافة لذلك كله هو الدوري المنتظم في بداياته.. ونهاياته.
والواضح في برامجه ومبارياته.
والملاحظة المسجلة على الدوري السعودي، في كل زمان ومكان عدم الانتظام.
لا في بدايته..
ولا في نهايته..
ولا حتى في تنظيمه.. وجدولة مبارياته.
نحن لا نطالب أن نكون كالدوري الإيطالي مثلا.. والذي يبدأ في 1 أغسطس من كل عام.. وينتهي في الحادي والثلاثين من مايو من العام الذي يليه.. (عشرة أشهر).
لأننا ندرك أن ظروفنا تختلف..
وأن وضعنا يختلف..
وهناك أمور خارجة عن الإرادة..
لكننا نبحث عما هو أفضل..
ونحن مقبلون على رفع عدد أندية الدوري.. وهذه ستسبب إرباكاً أكثر.. سنضطر معها لحلول أخرى.
والحل الوحيد.. إذا ما أردنا دوريا ناجحاً.. ومنتظما إلى جانب الخطوات التي تم اتخاذها في تقنين المشاركات وتحديد الممثلين.. وهي أمور لا تكفي.. أو تفي بالغرض..
الحل هو..
في قرار جرئ بتقليص عدد مسابقات الموسم وتقنينها!!
فأربع مسابقات في ظل هذه الظروف تعتبر كثيرة وتعيق من نجاح الموسم!!
ولا يوجد اتحاد لديه مثل هذا العدد من المسابقات، ناهيك عن المشاركات الخارجية المعتمدة عبر آسيا والخليج والعرب والأولمبياد وكأس العالم.
وأعتقد أن مسابقة كأس الأمير فيصل (يرحمه الله) هي أكثر المسابقات ترشيحا للتعامل معها بما يساهم في نجاح الدوري، وقد سبق أن تحدثت عن ذلك قبل حوالي عشر سنوات في مقال تحت عنوان (إعادة صياغة للموسم) هذه المسابقة يفترض أن نعيد النظر فيها بما يحفظ للأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) حقه وقيمته الاعتبارية، وبما يعين على نجاح الموسم ومسابقاته
إما:
بإلغائها والاكتفاء بها على مستوى أندية الدرجة الأولى وتسمية مسابقتي ناشئي وشباب الممتاز باسمه (دوري الأمير فيصل لشباب الممتاز) و (دوري الأمير فيصل لناشئي الممتاز)
أو:
بتعيين الفئة العمرية للمسابقة وتحديدها بما دون الـ23 وعدم وجود أي استنثاء لأي عدد، بحيث تكون مسابقة مستقلة بنظامها ولوائحها، وبهذا تصبح القاعدة لبناء منتخب أولمبي يكون الأساس والرديف للمنتخب الوطني.
أما:
ما يتعلق بحديث عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للإحصاء، وما أكده من سلبية في تعاملنا معه ومع التوثيق، فلهذا حديث آخر آمل أن يكون في منتصف الأسبوع المقبل.
والله من وراء القصد
الأول.. شاركتها فيه جميع الصحف باعتباره يحمل طابعاً رسمياً.
والثاني.. كان خاصاً بها.. كعمل صحفي جيد.
وبقدر ما يحمل الموضوعان من أهمية.. فقد حملا أيضا الكثير من التناقض. الذي ربما أضفى عليهما مزيداً من الأهمية.
والتناقض هنا لا يعني اختلاف الهدف أو التوجه..
وتناقض الرؤى أو تناول شأن واحد.. بقدر ما يحمله من ردة فعل لدى المتلقي.. ونظرة لواقعنا الكروي.
بين نظرة تفاؤلية.. وأخرى غير ذلك..
بين استشراف المستقبل.. وغموضه..
بين الأمل.. والخوف..
ولأننا نؤمن بالتفاؤل.. وندعو له.. دعونا نبدأ بالأول منهما.. لأنه الأكثر أهمية أيضاً.
أحدهما:
إعلان الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب رئيس الاتحاد السعود لكرة القدم ورئيس هيئة دوري أندية المحترفين السعودي عن خطة ومشروع كبير للنهوض بالدوري السعودي في مختلف الاتجاهات فنيا.. وإدارياً.
والآخر :
مقابلة مع عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم.. أكد من خلالها سلبيتنا في التعامل مع ما يخدم الكرة السعودية وتاريخها.. وحضورها العالمي في هذا المجال.
ولحسن الحظ.. تدخلت أمور فنيه.. ولم تضع الموضوعين في صفحتين متواجهتين من الملحق الرياضي للجريدة.
ـ ولأننا نؤمن بالتفاؤل وندعو له، دعونا نبدأ بالأول.. ولأنه الأكثر أهمية أيضاً.
فقد أعلن الأمير نواف يوم الأربعاء الماضي عبر مؤتمر صحفي عن خطة تتكون من أربعة أهداف، تهدف إلى تطوير الدوري السعودي والنهوض به، مما يؤهله ليكون واحداً من أفضل عشرين دوري في العالم على المدى القريب.
الخطة كانت مفاجئة.. في مضمونها.. لكنها لم تكن كذلك في مصدرها.. إذ إن اهتمام المسؤول.. واهتمام اتحاد كرة القدم وحرصه على دعم الأندية والنهوض بكرة القدم ليس غريبا.. ولم يكن جديداً على المتابع لشأن الكرة السعودية.
وقبل الدخول في التفاصيل.. لعلي أشير هنا، وباختصار شديد إلى إبراز ما تضمنته الخطة، وما يهمني التعليق عليه.. والإشارة إليه.. فقد تضمنت العديد من البرامج والمحفزات سواء للأندية.. أو اللاعبين.. أو الحكام.. وإعداد الكوادر ...الخ.. من أبرزها:
ـ تطوير الكوادر السعودية في دوري أندية المحترفين من خلال إرسالهم في بعثات لدراسة الماجستير المعتمدة من فيفا للعمل كمدراء فنيين في الأندية، أو في دورات تأهيلية في الخارج، وكذلك ابتعاث عدد من الشباب السعوديين للتدريب على الإحصاء والإعلام، وستكون هناك مراكز إحصاء في الملاعب بإشراف هيئة المحترفين عن طريق لجنة الإحصاء والإعلام في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ـ تطوير مداخيل الأندية في دوري المحترفين.. وشمل ذلك رصد مكافآت مالية ضخمة عن كل فوز وللعب النظيف وأفضل فريق خلال الأسبوع، ولأفضل لاعب خلال الأسبوع وإعانة لكل ناد ليس له راع رسمي ولكل فريق يصعد للدوري.. وكذلك للحكام..
ـ "تم الأخذ في الحسبان التقنية المتقدمة للارتقاء بمستوى التنافس، وستقوم الهيئة بعمل بنية أساسية تساعد في دخل الأندية".
ـ تسويق منتجات الأندية، حيث من المتوقع أن ترتفع المداخيل إلى الضعف، ولهذا الغرض "سيتم تشكيل لجنة مكونة من التسويق والمشغل التجاري والمستشار التسويقي وممثلي الأندية".
هذا.. عدا البنود الخاصة بتطوير الحكام.. والاستشارات الإدارية بالأندية وتحمل الهيئة لهذه المصاريف.
ـ والحقيقة..إن هذه الخطة تمثل نقلة نوعية كبرى في مسيرة الكرة السعودية.. ونقطة تحول ضمن النقلات الكبرى التي شهدتها على مدى تاريخها.. إن لم تكن من أهم هذه التحولات.. وخاصة في الفترة الأخيرة، بل إنها خطوة غير مسبوقة على الصعيد الإقليمي والعربي.. وربما القاري.. بل إنها كذلك إذا ما نظرنا إلى الدعم الرسمي للأندية والمساهمة في تحمل أعبائها.. في عدم قدرتها على ذلك.
في نهاية الأسبوع الماضي عندما أعلن الأمير نواف عن هذه الخطة كنت في الكويت.. وسمعت بها عن طريق أحد الزملاء القطريين وكنا في جلسة (مساء الخميس) ضمت العديد من الزملاء من دول الخليج ومختلف الدول العربية.. الذين تواجدوا هناك لحضور المؤتمر الرابع عشر للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية.. وكان الحديث عن هذه الخطوة.. عندما أثارها ذلك الزميل.. أجمع الزملاء على أنها خطوة غير مسبوقة.. وأن الكرة السعودية تسير في الاتجاه الصحيح.. وقال أحدهم:
الكرة الآن في ملعب الأندية.. بأن تتواكب مع هذه التطلعات والعطاءات.
وليس المجال هنا لذكر ردود الفعل وتعليقات الزملاء، لكنها كانت جميعها تصب في مسار واحد.. وشعرت حينها بالفخر.. والزهو بين الزملاء.. على هذا التوجه للكرة السعودية، واتجهت بعد أن انفض المجلس بنا إلى الإنترنت للاطلاع على التفاصيل، وهكذا بعد عودتي من هناك!! لأجد مقابلها الموضوع الآخر وأنا أتصفح الجرائد..!
وأعتقد أن المسئولية أصبحت الآن على الأندية أن ترتقي بمستوى أدائها وكوادرها ونظامها إلى هذه التطلعات ومستوى هذه العطاءات.
أن ترتقي بمستوى تنافسها.. وفكرها..
أن ترتقي بمستوى وعيها.. وتعاملها..
إلى مستوى الفكر الاحترافي الحقيقي.. لتمارس دورها وفق هذه التوجهات بما يساهم في تطوير الكرة لدينا.. والارتقاء بمستوى الدوري.. إلى مستوى التطلعات..
وهذا لن يتأتى إلا بتجاوب الأندية وتعاونها مع هيئة دوري المحترفين.. وابتعاد العناصر غير القادرة على مسايرة التطور والتماشي معه.
ـ على أن ما هو أكثر أهمية من هذا كله، هو آلية تنفيذ هذه الخطة، ووضعها حيز التنفيذ في أسرع وقت، ولا أقول أقرب فرصة.
مشكلتنا في التعامل مع كثير من خططنا ومشاريعنا البطء في تنفيذها.
وتأخير التنفيذ يؤثر سلبا على الواقع الحالي.
أذكر وغيري كثير.. أن المناداة بحماية حقوق الأندية ظل سنوات طويلة مطلباً ملحاً..
وسبق لي أن طالبت بذلك في أكثر من محفل وزمن.. وغيري كذلك.
ورعاية الشباب أعلنت قبل عدة أشهر أن هناك خطوة ما في هذا الاتجاه.. وأنه سيتم مخاطبة الجهات المسؤولة، كوزارة التجارة، والإعلام وغيرها بحماية حقوق الأندية.
واليوم.. سيتم تشكيل لجنة لهذا الغرض.. وستحتاج اللجنة وقتا ليتم تشكيلها ووقتا آخر لتجتمع وتضع دراستها لكيفية الحماية، ووقتا لمخاطبة الجهات المسؤولة، ووقتا للرد، واتخاذ القرار ومن ثم تنفيذه.
وخلال هذه الفترة ستثري جهات عدة على حساب الأندية، وستضيع حقوق هذه الأندية.
وأذكر بداية العام الدراسي أنني قرأت إعلانا في بعض الصحف عن حقائب مدرسية تحمل شعارات أندية معينة.. هكذا.. دون حسيب أو رقيب.. وغير الحقائب الكثير من القمصان بأرقام لاعبين.. وبعض الأدوات والمقتنيات.
والمشكلة التي ستواجه اللجنة وغيرها.. وقد سبق أن ناقشتها وتطرقت لها.. هي من الجهات المسؤولة مثل وزارة التجارة..
كيف ستتعامل هذه الوزارة مع الأندية، وعلى أي أساس؟!
الأندية وسبق أن وصفت وضعها.. بأنها تقع في منزلة بين المنزلتين.
فهي ليست قطاعا حكوميا.. يندرج تحت لوائها ويحتكم بقوانينها.
وليست قطاعاً خاصا.. تنطبق عليه لوائح القطاع الخاص وأنظمته.
ولهذا تضيع حقوقها.
ويجد البعض الفرصة للهروب منها.
وأعتقد أن الخطوة الأولى التي يجب أن تتم هي تصحيح هذا الوضع، واتخاذ قرار جريء. واستثنائي يعين على حفظ حقوقها، ويجبر الجهات المسؤولة على حماية هذا الحق.
والمسألة لا تتعلق بالمنتج فقط.
فهناك ما يندرج تحت مسؤولية الهيئة.. واتحاد القدم والمتعلق بحقوق المباريات، من النقل التلفزيوني والإعلان، بما يتوازى وحجم ما تقدمه الأندية، والاستثمار من ورائها لهذه الجهات.
وهناك تذاكر المباريات..
ولعلناغ نتساءل..
لماذا لا يتم ترقيم المقاعد.. بحيث يختار الجمهور أو المشجع المقعد الذي يريد وفق خريطة توضح مكان ونوعية المقاعد، كما هو معمول به في ملاعب العالم، وبحيث يحضر في الوقت الذي يريد، بدلا من التدافع والخروج في ساعات مبكرة.. وما لهذا من انعكاسات اجتماعية.. وصحية.. وربما نفسية ذات آثار سلبية على هذه الجماهير.
ولماذا.. لا يتم تنفيذ التذاكر بطرق حديثة كالتذاكر الممغنطة.. أو غيرها.. التي تتحكم آليا في منافذ الدخول وتنتهي صلاحيتها باستخدامها مرة واحدة كما هي الملاعب العالمية.. ومحطات القطارات وغيرها؟
إن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تحفظ حقوق الأندية وتساهم في حفظ الأمن.. وتعطي الفرصة لشركات التسويق بطباعة العدد المناسب من التذاكر.. بدلا مما يحصل حاليا في عدم وجود مقارنة منطقية بين الحضور الجماهيري المعلن، والحضور على الطبيعة.
ـ أخذني تداعي الحديث عن نقطة لا تقل أهمية.. فنحن نتمنى أن تتحقق تطلعات الأمير نواف بأن يكون دوري المحترفين السعودي من أفضل 20 دورياً في العالم خلال أربع سنوات أو خمس..
ونحلم بأن يتحقق ذلك بل وأن نكون ضمن العشرة..
لكن.. وهذه حقيقة..
إن هذه الأمور كلها.. وإن اجتمعت لن تصنع أفضل دوري في العالم.. ولا يمكن لها أن تصنعه..
إن أفضل دوري.. لا يتأتى بنوعية الأندية.. ولا بقوتها المادية.. ولا الفنية فقط.
الدوري الجيد.. بالإضافة لذلك كله هو الدوري المنتظم في بداياته.. ونهاياته.
والواضح في برامجه ومبارياته.
والملاحظة المسجلة على الدوري السعودي، في كل زمان ومكان عدم الانتظام.
لا في بدايته..
ولا في نهايته..
ولا حتى في تنظيمه.. وجدولة مبارياته.
نحن لا نطالب أن نكون كالدوري الإيطالي مثلا.. والذي يبدأ في 1 أغسطس من كل عام.. وينتهي في الحادي والثلاثين من مايو من العام الذي يليه.. (عشرة أشهر).
لأننا ندرك أن ظروفنا تختلف..
وأن وضعنا يختلف..
وهناك أمور خارجة عن الإرادة..
لكننا نبحث عما هو أفضل..
ونحن مقبلون على رفع عدد أندية الدوري.. وهذه ستسبب إرباكاً أكثر.. سنضطر معها لحلول أخرى.
والحل الوحيد.. إذا ما أردنا دوريا ناجحاً.. ومنتظما إلى جانب الخطوات التي تم اتخاذها في تقنين المشاركات وتحديد الممثلين.. وهي أمور لا تكفي.. أو تفي بالغرض..
الحل هو..
في قرار جرئ بتقليص عدد مسابقات الموسم وتقنينها!!
فأربع مسابقات في ظل هذه الظروف تعتبر كثيرة وتعيق من نجاح الموسم!!
ولا يوجد اتحاد لديه مثل هذا العدد من المسابقات، ناهيك عن المشاركات الخارجية المعتمدة عبر آسيا والخليج والعرب والأولمبياد وكأس العالم.
وأعتقد أن مسابقة كأس الأمير فيصل (يرحمه الله) هي أكثر المسابقات ترشيحا للتعامل معها بما يساهم في نجاح الدوري، وقد سبق أن تحدثت عن ذلك قبل حوالي عشر سنوات في مقال تحت عنوان (إعادة صياغة للموسم) هذه المسابقة يفترض أن نعيد النظر فيها بما يحفظ للأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) حقه وقيمته الاعتبارية، وبما يعين على نجاح الموسم ومسابقاته
إما:
بإلغائها والاكتفاء بها على مستوى أندية الدرجة الأولى وتسمية مسابقتي ناشئي وشباب الممتاز باسمه (دوري الأمير فيصل لشباب الممتاز) و (دوري الأمير فيصل لناشئي الممتاز)
أو:
بتعيين الفئة العمرية للمسابقة وتحديدها بما دون الـ23 وعدم وجود أي استنثاء لأي عدد، بحيث تكون مسابقة مستقلة بنظامها ولوائحها، وبهذا تصبح القاعدة لبناء منتخب أولمبي يكون الأساس والرديف للمنتخب الوطني.
أما:
ما يتعلق بحديث عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للإحصاء، وما أكده من سلبية في تعاملنا معه ومع التوثيق، فلهذا حديث آخر آمل أن يكون في منتصف الأسبوع المقبل.
والله من وراء القصد