|


عبدالله الضويحي
في كل (لائحة) يهيمون
2008-11-05
أذكر أنني وفي منتصف الموسم الماضي.. كتبت مقالاً في هذا المكان عنونته بـ(كلما داويت جرحاً..) في إشارة إلى لائحة الاحتراف.. ولجنته.. وأنها كلما عالجت ثغرة.. ظهرت ثغرة أخرى.. مؤكداً أن كثيراً من هذه الأمور.. لا تظهر جلياً إلا بعد التطبيق على أرض الواقع.
وفي مقالة أخرى.. أشرت إلى أننا لا نقرأ اللوائح.. وإذا قرأنا لا نستوعب.. وإذا استوعبنا.. نتظاهر بعدم الفهم.
وبين هذه وتلك نظل ندور في بعض الأحيان في حلقة مفرغة!! ونقدم للمتلقي رؤى غير واضحة وغير صحيحة.. مما ينعكس بأثره في وضعنا الرياضي بصورة عامة.. ونظرة كل منا للآخر.. وتقويمه لفكره وعطائه.
هذا الموسم.. كان هناك تحرك واسع ومؤثر في تعديل العديد من اللوائح وتطويرها في لجان اتحاد كرة القدم المختلفة، ومنها لجنة الاحتراف التي كانت من أكثر اللجان تحركاً وتعديلاً وفقاً لما تم تدوينه من ملحوظات على اللائحة السابقة، وبناء على آراء المختصين ومقترحاتهم في هذا المجال.
وأكد القائمون على هذه اللجان.. على أن هذه اللوائح ليست مكتملة.. ولابد أن يعتريها النقص، وهذا أمر طبيعي.
فالقوانين الوضعية ليست تشريعات سماوية كاملة.. لا يعتريها النقص.
وما دام أنها قوانين وضعية فهي معرضة للاختراق ـ وعفواً لهذا التعبير ـ لكنه الواقع.
وفي كل اللوائح والقوانين الوضعية في مختلف المجالات يحدث مثل هذا.. ويتم استغلال هذه اللوائح.. إما لتمرير رؤية معينة.. أو تطويعها لمصلحة ما.. سواء كان ذلك بحسن النية.. وتفسير هذه اللوائح وفق رؤى شخصية أو بهدف استثمار الثغرات.. وهذا حق مكتسب ما دام أنه يدور في إطار القوانين والأنظمة.
لكن المشكلة تكمن عندما يتم تجاوز اللوائح.. أو مخالفة صريحة لبنودها.. أو خلط فيما بينها ومن ثم الانتقائية بما يتوافق والمصلحة الذاتية.
هذا الموسم.. وفي بدايته.. ومع بدء تطبيق لائحة الاحتراف بعد تعديلها.. برزت مشكلة جديدة في الاحتراف ولا أقول لائحته.. بطلها نادي النصر من جهة وشركة موبايلي من جهة أخرى وبينهما اللاعب الدولي سعد الحارثي عندما قامت الشركة بتنفيذ إعلان كان ذكياً في طريقة تناوله واختياره لنجومه، حيث اختارت أكثر من لاعب دولي من أكثر من نادٍ، وبشعار مختلف ومتميز بعيداً عن شعارات أنديتهم والمنتخب.
ومن ضمن هؤلاء لاعب النصر الدولي سعد الحارثي.. وفق عقود تم إبرامها بين الشركة وهؤلاء اللاعبين.
بعد ظهور الإعلان ثارت حفيظة النصراويين (كنادٍ)، وأعلنوا رفضهم لهذا التصرف من قِبل موبايلي.. وبدأ يأخذ طابع الرسمية والاحتجاج لدى الجهات المختصة والمسؤولة، ومن الطبيعي أن يصاحب ذلك ردود أفعال من الأطراف الأخرى كل وفق رؤيته للقضية.. أو توجهه وما يحقق مصلحته.
ولكي نقف على أعتاب القضية وسبر غورها لا بد من التعرف في البداية على رؤية كل طرف.. والتي أكد من خلالها سلامة موقفه.
موبايلي:
استندت إلى أكثر من جهة وسبب لتبرير موقفها وتأكيد سلامته.
فقد أكدت على أنها وقعت العقد مع الحارثي قبل بضعة أشهر من توقيع الاتصالات عقداً مع نادي النصر لرعايته في إشارة إلى عدم قانونية وصحة ما أثير حول احتجاج شركة الاتصالات وتدخلها... و... إلخ.
كما أشارت إلى ما تنص عليه لائحة الاحتراف من أحقية اللاعب بممارسة حقوقه الفردية دون العودة إلى ناديه.
واستشهدت أيضاً بعقود مشابهة مع لاعبين آخرين مثل ياسر القحطاني ونواف التمياط المرتبط ناديهما الهلال بعقد مع شركة موبايلي.. وتنفيذها لإعلانات لشركات أخرى.. وميسي لاعب برشلونة وتنفيذه لعقد إعلاني مع شركة منافسة للشركة الراعية لناديه... إلخ.
ـ نادي النصر:
بداية أشار إلى أن عقده مع الاتصالات السعودية يمنع ذلك..
كما استند إلى أن اللائحة تشترط حصول اللاعب على موافقة خطية من ناديه قبل تنفيذ الإعلان.. وهي النقطة التي بدأ التركيز عليها أخيراً، والاعتماد عليها في قضيته.
ـ وكيل اللاعب:
استند إلى أن اللائحة تجيز للاعب ممارسة حريته الفردية في هذه المواقف.. وصورة الفردية في الإعلان ...إلخ.
كما استشهد برأي مدير العلامة التجارية بنادي تشيلسي الإنجليزي أن النادي لا يستطيع منع اللاعب من ممارسة حقوقه الفردية في الظهور الإعلامي حتى وإن كانت الشركة منافسة ...إلخ.
أما الاتصالات السعودية.. فقد نأت بنفسها.. وظلت ترقب الموقف من بعيد.
هذه هي الصورة..
والحقيقة.. أن كلاً من هذه الأطراف يستند إلى حقائق واضحة.
وبالتالي فكل منهم يعتمد على معايير صحيحة وسليمة.
لكن المشكلة.. في آلية التنفيذ وكيفيته.. وهو ما يعيدنا إلى بداية المقال.
وأين تكمن الحقيقة؟!
قبل الإجابة عن هذا التساؤل دعوني أطرح تساؤلاً مهماً:
لو لم تكن الشركة التي نفذت الإعلان.. ترعى نادياً منافساً.. وأنها منافسة لشركة ترعى نادي النصر.. هل سيعترض النصر على الإعلان.
وهل سيأخذ الموضوع هذه الأبعاد؟
وهو تساؤل ممكن أن يوجه إلى الأندية الأخرى.. لو كانت
بالموقف نفسه.
أعود.. إلى الموضوع الأساس.. وحقيقة الموقف.. وما حصل هو أن الأطراف الثلاثة تعاملت مع لائحتي الاحتراف القديمة والمعدلة.. دون النظر إلى وضع اللاعب.
فاللائحة السابقة تمنع اللاعب من هذا الحق إلا بإذن مسبق من ناديه.
والمعدلة أو الحالية تعطيه هذا الحق.
وسعد الحارثي مرتبط بعقد مع ناديه ينتهي بعد نحو شهرين وبالتالي فهو يخضع للائحة السابقة.. التي تمنعه من ذلك بدليل أنه سوف يتسلم مقدم عقده الجديد دفعة واحدة (حسب اللائحة السابقة) حيث تم توقيعه أثناء سريانها عليه.. في حين تنص اللائحة الجديدة على تجزئة المقدم.
وربما يتساءل بعضهم..
وماذا عن اللاعبين الآخرين
ياسر، التمياط، القحطاني، الشلهوب، عطيف.. إلخ وغيرهم!!
هؤلاء..
ـ إما أنهم حصلوا على أذونات مسبقة من أنديتهم رغبة منها في دعمهم. وعدم (قطع رزقهم).. من مداخيل أخرى.. بما يساهم في رفع معنوية اللاعب.. وتنمية دخله.
ـ أو أن بعض هذه الأندية اعتقدت سلامة موقفهم بناء على اللائحة الجديدة.. ناسية اللائحة السابقة.
وهذا ما يدعونا دائماً إلى الاهتمام بوكلاء اللاعبين والمحامين وضرورة وجودهم والتفاهم معهم.. وتنمية فكرهم وثقافتهم وأن يسعوا هم لتطوير أفكارهم وقدراتهم ذاتياً.
كما أنه.. يؤكد ما أشرنا إليه مراراً وتكراراً.. من عدم قراءتنا للوائح.. وفهمها.. واستيعابها وكيفية التعامل معها.
ـ وعوداً على بدء..
فإنني شخصياً أرى (وأعتقد أن هذا ما سيتم).. أن عقد سعد الحارثي مع موبايلي في الإعلان المشار إليه غير صحيح.. وربما غيره أيضاً.. لأنه لم يحصل على إذن مسبق من ناديه وفق اللائحة السابقة المندرج تحت لوائها عقده الحالي.
ويبقى الحل في يد إدارة نادي النصر بالاستمرار على موقفها.. أو غض النظر تقديراً للاعب.. وربما دخلت معه في مفاوضات وتنازلات متبادلة.
ليبقى السؤال الأكثر أهمية:
ماذا لو أن شركة موبايلي بدأت ببث الإعلان بعد شهرين من الآن.. أي بعد سريان مفعول اللائحة الجديدة على الحارثي..؟!
أو ..
انها احتفظت بالإعلان مدة شهرين أو أكثر.. وأرجأت بثه إلى أن توقع عقداً جديداً مع الحارثي.. بعد توقيعه لعقده الجديد مع ناديه.. وفق اللائحة الجديدة.
هل سيكون موقف الشركة سليماً..؟!
وهل سندخل في إشكالات قانونية جديدة وقضية جديدة تشغل وينشغل بها الوسط الرياضي..؟!
والله من وراء القصد

مرة أخرى.. وأخيرة
أتفهم.. أوضح.. وأعتذر
تشرفت بمكالمة هاتفية من الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس مجلس إدارة نادي الهلال هي الأولى إذ لم يسبق لي شرف معرفته عن قرب أو الحديث معه سواء عبر الهاتف أو بصورة مباشرة.. أشار فيها إلى ما تطرقت إليه في منتصف الأسبوع الماضي حول قناة أبو ظبي.. والزميل محمد نجيب.. ومقولة (أندية أمراء وأندية فقراء) التي أكد فيها الأمير ورودها على لسان محمد نجيب ...إلخ.
وأجدني اليوم مضطراً لتوضيح أخير.. تقديراً للأمير.. وكحق من حقوقه.. مؤكداً وواعداً بعد العودة إلى الموضوع مرة أخرى.
أولاً :
أشكر الأمير الكريم على حسن تعامله.. وتفهمه لنقاشي معه.. وهذا ليس بغريبٍ على (عبدالرحمن بن مساعد) وعلى طريقة طرح وجهة نظره.
ثانياً :
إنني اعتمدت في موضوعي الأول (قبل أسبوعين) وكما أشرت في حينه – على ما كتبته الصحف دون أن يلقى ذلك نفياً أو توضيحاً من قناة أبو ظبي أو الزميل محمد نجيب ولمدة أسبوع كامل مما يعني عرفاً أن الموضوع أقرب إلى الصحة منه إلى غير ذلك.
ثالثاً :
اعتمدت في توضيحي السابق على رأي الزميل والصديق صالح الطريقي الذي ما زلت أثق في مصداقيته وحياديته.. عندما نفى أن تكون المقولة (أندية أمراء وأندية فقراء) صدرت من محمد نجيب.. وأنه قال (ليس لدينا ...إلخ).
رابعاً :
في توضيحي السابق قلت ما نصه:
(ما يهمني هو ما أثاره.. أو قاله من أن في السعودية ...إلخ)
فالإثارة غير القول و(أو) هي للشك.
وهذا يعني أنني لم اتهم محمد نجيب مباشرة بأنه قال العبارة..!
ثم إنني اعتذرت.. قائلاً:
(إذا كان فيما قلته مساً لذاته أو تقليلاً من شأنه أو اتهامه بما ليس فيه ...إلخ).
وكان كل حديثي يدور حول هذه النقطة.. نائياً بنفسي عما يُطرح في البرنامج.. بغض النظر عن قناعتي به من عدمها.. ومؤكداً على عدم متابعتي له.. لظروف مختلفة.
خامساً :
بعد مكالمة الأمير عبدالرحمن بن مساعد لي.. وتوضيحه لموقفه.. ووجهة نظره حيال الموضوع وجدت أنه لا خيار أمامي إلا مشاهدة الحلقة والاستماع بنفسي لما دار فيها.. مع احترامي وثقتي لكل الآراء.
وفعلاً.. استمعت إلى الحوار عدة مرات بدءاً من مقابلة الأمير عبدالرحمن.. وحتى انتهاء محمد نجيب من تعقيبه وخرجت من ذلك بما يلي:
أولاً :
أن الأمير عبدالرحمن كان قمة في طرحه وتناوله.. وتعامله مع الزملاء في البرنامج ومع قناة أبوظبي.. حيث احتفظ للجميع باحترامهم وكرامتهم انطلاقاً من (ولقد كرمنا بني آدم.. الآية).
صحيح أنه أكد على اختلافه معهم على طريقة طرحهم وموقفهم من الهلال ومقاطعة الهلال للقناة بسبب ذلك.. لكنه ظل يكرر احترامهم لذواتهم وترحيبه بهم ضيوفاً معززين مكرمين في نادي الهلال.
وأكد على وجود متعصب هلالي لإيجاد توازن في البرنامج ما دام أن هناك متعصبين لأندية أخرى حسب تعبيره، دون أن يمس كرامة.. أو ذات أي من طاقم البرنامج.
ثانياً :
أما الزميل محمد نجيب من جهته.. فقد حاول العزف على وتر المقاطعة وربطها بزيارتهم للنادي.. حيث نفى الأمير عبدالرحمن ذلك.. واعتبر الزيارة قائمة.
وسأل محمد نجيب الأمير عبدالرحمن وبلغة غريبة:
هل يحفظ حقوقك أن اختار هلالياً متعصباً (واحطه) في البرنامج؟!
ورد الأمير:
نعم.. إذا كان الآخرون الذين معك كذلك.
(وما أحرجتني)
وقال نجيب:
إنه تم عرض أسماء هلالية للعمل معه في البرنامج ورفضهم لأنه اكتشف أنهم متعصبون.. وأن الأسماء التي تعمل معه.. اختارهم بعناية بعيداً عن انتماءاتهم لأنديتهم.. وإنما لأنهم كتّاب لا يختلف عليهم أحد في طرحهم ورؤاهم.
كل هذا.. وغيره.. لا يهمني.. ولن أعلق عليه.. كما أشرت في مقالة سابقة.
ما يهم هو (زبدة الموضوع).. حيث قال محمد نجيب بعد انتهاء المقابلة.. وفي تعقيبه على تصريح الأمير:
نرفض الوصاية على قناة أبو ظبي من أي طرف ...إلخ.
.. وأضاف...
مثلما قلت.. ما أتذكر الكلمة التي قالها الأمير.. أو إذا أحد قال نادي أمراء.. وأكمل.. لا يوجد لدينا أندية أمراء وأندية فقراء لدينا أندية رياضية ....إلخ.
بداية الحديث مر سريعاً.. ويبدو أن الزميل الطريقي لم يستمع إليها حيث كانت على عجل.. وبلغة غير واضحة.. واستمع للعبارة الأخيرة.. وهذا ما جعله يؤكد عليها.. مع تأكيدي واحترامي لمصداقيته وثقتي في طرحه.
وتعليقا على ذلك أقول:
إن الأمير عبدالرحمن لم يشر من بعيد أو قريب في تصريحه.. أو يتحدث.. عن أندية أمراء.. أو ما يشابهها.. أو مجرد أن يشير إليها بطريق مباشر أو غير مباشر.
وبالتالي أتساءل:
لا أدري من أين أتى بها الزميل محمد نجيب؟!
هل فهم كلام الأمير بهذه بصورة..؟! فهذا شأنه..
هل خانه التعبير..؟!
وإذا كانت الكلمة.. أو العبارة.. لم تصدر في الأساس فمعنى ذلك أن محمد نجيب ينفي شيئاً لم يكن موجوداً في الأصل.
ونفي شيء لم يكن موجوداً.. هو إثبات له بطريقة أخرى وبالتالي يصبح هو المصدر لهذا الشيء.
أخيراً .. وليس آخراً:
نعم نحن مع الزميل محمد نجيب.. إنه ليس لدينا أندية أمراء.. وأندية فقراء..
لكنني أتساءل:
مَن الذي قال بهذا..؟!
ومَن مصدره..؟!
ما نقلته في السابق.. كان معتمداً بعد الله على التوثيق وأطرحه هنا بكل أمانة.. وأترك لكل راغب في البحث عن الحقيقة أيا كان اتجاهه.. بعيداً عن الميول والإثارة التي لا تخدم القضية.. ولا تخدم رياضتنا الخليجية العودة إلى البرنامج نفسه.. والاستماع إليه بنفسه.. والحكم عليه أيضاً بنفسه.
والله من وراء القصد