لا أحد ينكر الدور الكبير والملموس الذي يقوم به الأمير خالد بن سلطان الرئيس الفخري لنادي الشباب في دعمه للنادي ورعايته حتى أصبح (الأب الروحي) للنادي كما يحب الشبابيون أن يطلقوا عليه هذا الوصف.
كذلك ما يقوم به خالد البلطان رئيس مجلس الإدارة من جهود بمؤازرة من أعضاء المجلس، وهي جهود تتعدى إطار الاهتمام بفريق كرة القدم إلى السعي لتقديم النادي كمؤسسة اجتماعية وحضارية، مما جعله من أفضل الأندية إن لم يكن الأفضل.. لا من حيث الحضور الرياضي فحسب بل وأيضا على مستوى التنظيم الإداري.. واحترام العقود.. والتعامل مع الآخر.. ووضوح الرؤية والمنهج.
هذه الجهود والأدوار والسعي لصناعة (شباب حديث) يساير العصر بكل متطلباته وآلياته.. لا يمكن إلا أن تكون امتداداً لجهود سابقة.. ولا تنسينا أدوارا فاعلة لرجال كانت لهم بصمتهم الواضحة على مسيرة النادي، أثق أن الشبابيين يدركونها ويقدرونها.
الأمير خالد بن سعد – على سبيل المثال – عاصر النادي ثلاثين عاماً.. وربما أكثر منذ أن كان نائباً للرئيس في عهد إدارة الأمير فهد بن ناصر (رحمه الله) في النصف الثاني من عقد التسعينات الهجرية (السبعينات الميلادية) من القرن الماضي، واستطاع الخروج به من عنق الزجاجة.. ومعايشة هبوطه وصعوده.. حتى استطاع أن يقف به على قدميه ويسير بخطى واثقة نحو المستقبل.
محمد جمعة الحربي (أبو حامد) أعتقد أنه الشبابي الوحيد ـ حالياً ـ الله يعطيه الصحة والعافية.. الذي عاصر الشباب منذ ولادته قبل ستين عاماً. وتربى معه لاعباً.. ومشجعاً.. وإدارياً.. وعضواً ورئيس مجلس إدارة فهو (تاريخ الشباب).. بل إنه أول رئيس وضع النادي على درب البطولات بعد أربعة وثلاثين عاماً من البحث عن الذات.
أذكر.. وقد قلت ذلك أكثر من مرة.. وسأظل أكررها كلما كانت هناك مناسبة لها إنه في موسم 1409هـ ـ 1989م قدم الشباب مستوى متميزاً في دوري ذلك العام.. وتم توجيه سؤال لمحمد جمعة وكان رئيساً للنادي:
(متى يحقق الشباب بطولة..؟!) والسؤال بناء على تاريخ وعراقة النادي.. وربما كان له أبعاد أو مسببات أخرى قال أبو حامد إجابة على ذلك:
ـ بعد سنتين..
لم تمض سنتان.. وحقق الشباب بطولة الدوري موسم 1411هـ ـ 1991م وأتبعها بالموسمين التاليين في إنجاز غير مسبوق.. ولتكون انطلاقة الشباب نحو عالم البطولات وليحقق رقماً قياسياً.. نسبة لبدء تاريخه مع هذا العالم.
تلك الإجابة كانت تمثل بعد النظر لدى محمد جمعة وفكره التخطيطي.!
طبعاً.. لا ننسى ونحن نتحدث عن رجالات الشباب.. مؤسس النادي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد.. وعبد الله بن أحمد.. صالح ظفران.. علي مكي.. عبد الحميد مشخص.. عبد الله التويجري.. وغيرهم.. رحم الله من قضى منهم.. ومتع الآخرين بالصحة والعافية.. لكنني أتحدث عن شباب العصر الحالي للكرة السعودية في عهدها الحديث منذ بداية الدوري الممتاز قبل ثلاثة عقود.!
ـ ما الذي دعاني لهذا الحديث الآن؟!
الحقيقة.. وإن كان ظاهره شبابياً.. إلا أن باطنه شمولياً.. وعاماً بكل الأندية.
وكمعاصر للكرة السعودية على مدى ثلاثين عاماً في مجال الإعلام.. وربما أكثر كمتابع.. ألحظ كثيراً تهميش أدوار أمثال هؤلاء وعدم إنصافهم عند الحديث عن نجاحات الأندية أو ما تقوم به من أدوار..
أثق أن هذا يأتي من باب حسن النية لدى المتحدث ربما لعدم وجود البعد الثقافي لديه في التعاطي مع مثل هذه الأمور أو لعدم معاصرتها.. أو.. الخ!
إن كثيراً من الزملاء عندما يتحدثون عن مثل هذه الجوانب.. أو بعض الإداريين هم من جيل ما بعد حرب الخليج..
(أصبحت حدثا يؤرخ به).. أو ما قبلها بقليل.. وهؤلاء لم يعيشوا تلك المرحلة.. أو يعايشوها..! وطبيعة النفس البشرية.. النظر لما هو حادث أمامها.. والتعامل معه..!
صحيح أن (لكل زمان دولة ورجال).. لكن تقادم الزمن لا يلغي أدوار الرجال.. فهي ليست ديونا معدومة تسقط بالتقادم.. بل أفعال مشهودة تزداد رسوخاً مع مرور التاريخ.
الأمير طلال بن منصور مثلا.. حاول ومع بدايات الدوري الممتاز أن يعيد الاتحاد إلى سابق مجده.. ودفع من ماله وجهده مبالغ لو ترجمت إلى لغة اليوم والقوة الشرائية لفاقت ما دفعه بعض رؤساء النادي في العصر الحالي.. وقبله يوسف الطويل (رحمه الله).. وقدم الدكتور عبدالفتاح ناظر (رحمه الله).. أنموذجاً حقيقياً لتطوير الفكر الإداري عبر نادي الاتحاد.
والأمير خالد بن عبد الله عاصر الأهلي أربعين عاماً.. وربما أكثر.. لاعباً.. ثم رئيساً مع بداية الدوري الممتاز.. وداعماً ومتابعاً طوال تاريخه.
أحمد الزامل في القادسية..
طبعاً لن أنسى عبد الله عريف في الوحدة.. وأبو عبد الله الصائغ في أهلي الرياض.. (الرياض حاليا).
وغيرهم كثير.. لا أريد أن أسترسل حتى لا أقع في المحظور فأنسى آخرين.. أثق أنهم قدموا الكثير.. وربما أكثر مما قدم هؤلاء.. لكنني طرحت نماذج ممن عاصرتهم ووقفت على جهودهم.
مثل هذه النماذج.. يجب أن يحفظ لها حقها المعنوي والأدبي.. ونحن نتحدث عن الأندية وعطاءاتها.
المشكلة أن الذين يتعاطون مع الحدث.. أو يتحدثون عن إنجازات الأندية وتاريخها.. فئتان:
ـ الأولى :
وللأسف.. فئة تبحث عن مصلحتها الشخصية.. وتربط التاريخ.. أو النجاح بهذا النوع من العلاقات والمصالح.. وبالتالي فهي تنسب النجاحات.. والعطاءات.. أو تحصر هذا كله في شخص هذا الرئيس.. أو العضو.. حتى وإن كان تاريخه معه لا يتجاوز ثلاثة.. أو خمسة بالمائة من عمر النادي وإنجازاته، وتاريخه، وتنسى أو تتناسى أدوار أولئك.. رغم إدراكها لهذه الحقيقة
ـ الثانية : لم تعاصر تلك المرحلة وهذه نفترض فيها حسن النية.. لكن هذا لا يعفيها من أن تعيها وتدركها.. فالحقائق التاريخية.. خاصة المعاصرة.. ونسبة الفضل لأصحابه جزء من ثقافة الإنسان.. وتكوين شخصيته.. يجب ألا ترتبط بمعاصرته للأحداث.. أو معايشته لها.
والإعلام يتحمل جزءاً من ذلك.. لكنني أعتقد أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأندية! بحفظ حق هؤلاء الأدبي والمعنوي.. وتقديمهم إلى المجتمع الرياضي.. وتعريفه بهم من خلال تكريمهم بالاحتفاء بهم عبر احتفال سنوي.. أو استثمار إحدى مناسبات النادي لهذا الهدف..!
وكذلك إطلاق أسمائهم على مرافق ومنشآت النادي..
ووضع صورهم وتعريف بهم.. والسيرة الذاتية لكل منهم في قاعة النادي.. أو الصالة الرئيسية ليطلع عليها الجميع.
اللاعب.. يتقاضى أجراً على مشاركته مع النادي..
ويلعب بمقابل وعائد مادي متفق عليه.. ويحصل أحياناً على أضعافه تحت مسميات أخرى.
واللعبة.. أصبحت وظيفة رسمية بالنسبة له.. كمحترف.. ومع ذلك يتم تكريمه والاحتفاء به عندما يعتزل.
لكننا نقف عاجزين أن نفرد لأولئك بعضاً من الدين!!
وهي ديون مادية ومعنوية بذلوها في وقت كانت فيه المادة شحيحة.. وكانت الظروف تتطلب الانصراف لأمور حياتية أكثر أهمية ورئيسية في ذلك الوقت.
لا أطالب بحفلات تشبه حفلات الاعتزال..
لكن الكلمة الطيبة.. والاحترام.. والتقدير.. وتكريمهم في المحافل هو جزء من الواجب.
لقد طالبنا.. وما زلنا نطالب بتكريم الرموز الحقيقية للرياضة السعودية.
وإذا كانت الأندية تتحمل جزءاً من هذا التكريم فيما يخص كلا منها كحالات فردية.!
فإن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتحمل المسؤولية الجماعية في تكريم هؤلاء.. وفي كل المجالات.. وليس خدمة الأندية فقط!
لقد قامت الرئاسة بمبادرة من هذا النوع قبل عدة سنوات عندما استضافت المملكة الدورة الإسلامية للألعاب الرياضية لكن كثيراً من الرموز الحقيقية للرياضة السعودية غابت عن هذا التكريم.. أو غيبت!!
ووعدت الرئاسة.. باستمرار التكريم.. وأن هذه هي البداية.
ونأمل أن يكون هناك حفل سنوي تتبناه الرئاسة أو اللجنة الأولمبية السعودية لتكريم المبرزين خلال الموسم وأن يشمل تكريم هؤلاء!! لا.. أن ننتظر دورة رياضية بذلك الحجم.. لتكريمهم..
والله من وراء القصد
كماتشو:
هل أنت (حمار) ؟!
طالعتنا الزميلة جريدة (الجزيرة) في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي وفي الصفحة الأولى من الملحق الرياضي بتصريحات غريبة أدلى بها للصحافة البرازيلية اللاعب البرازيلي كماتشو المحترف في صفوف نادي الشباب حاليا.. وفي نادي الهلال سابقاً.
ما قاله عن رأيه في الكرة السعودية ومقارنتها بالكرة القطرية والإماراتية يظل رأياً شخصياً.. لا تعليق عليه.. لكنني هنا سأتحدث عما هو أكثر أهمية.
يقول كماتشو :
(من المشاكل التي تواجهه عدم احترام زوجته في المملكة ويريد العودة بها للبرازيل لإراحتها من الضجر الذي تعيشه فهي مجبرة على لبس البرقع إذا خرجت ولا تستطيع قيادة السيارة لأنها أجنبية).
ويضيف : (الرواتب تأتي متأخرة وهم يماطلون وإن كانوا يدفعون في النهاية.. وسبق أن حدثت مدير أعمالي ليجد لي عرضاً آخر لكنها ضعيفة مقارنة بما أجده هنا وسأكون حماراً (لاحظوا الوصف) لو وافقت عليها ولو أن القطريين أعطوني عرضاً لبقيت معهم ولكن لم يوجد عرض أفضل من السعودية).
وأضاف : (أشكر قدمي التي قدمت لي هذه الأموال فبالرغم من تأخر الرواتب إلا أنني بفضل المبالغ التي جمعتها لا أعاني من هذا الأمر وسأبقى هنا مدة أطول رغم المعاناة التي تجدها زوجتي).
هذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق فهو يعبر عن نفسه لكنني مضطر للتوقف عند بضع نقاط هامة فيه ولو بإيجاز:
أولاً :
ليس غريبا أن يصدر هذا الكلام من كماتشو.. لكن الغريب أن يتحدث عن موضوع زوجته بهذه الصورة وهو الذي عاش بيننا خمس سنوات ـ على ما أعتقد ـ وهو يدرك أن النساء الأجنبيات ـ خصوصاً ـ يتمتعن بكافة الحرية في التحرك والخروج دون محارم.. وفي كشف الوجه.. بل والرأس أيضا دون مضايقة.. إلا إذا كان يريد لها أن تسير في شوارع الرياض كما تسير على شواطئ كوبا كابانا.. فهذا أمر آخر..!
أما قيادة السيارة فلم تكن عائقاً أمام الأجنبيات من العيش هنا.. والتأقلم مع ظروف وتقاليد البلد وعاداته.
ثانياً :
أكد أن عقده مع القطريين.. عندما كان يلعب للهلال غير صحيح.. وأن هدفه مساومة الهلال فقط!
وهذا يدعونا أيضا للتفكر في كثير من العروض.. ومدراء الأعمال.. ومساومة اللاعبين الأجانب لأنديتهم.
ثالثاً :
أعرف أن نادي الشباب أكثر الأندية احتراماً.. وتقديراً للعاملين لديه.. وأعتقد أنه النادي الوحيد المنتظم في صرف مرتبات العاملين لديه.. ولا أتذكر أن لاعبا أجنبيا أو سعودياً.. اشتكى أو تذمر من التعامل المالي من نادي الشباب أو تأخر حقوقه.
رابعاً :
إذا كان يعتبر نفسه (حماراً) فهذا شأنه.. ويكفي أنه (يشكر قدمه) بدلا من شكر الله.. وهو يعرف ذلك ويفترض أن يكون تفاريس (لاعب الهلال) قدوته ويكفي أنه أيضا سيضحي بسعادة زوجته.. وراحتها.. ومعاناتها.. من أجل المادة.. التي (تفيض) عن حاجته.. كما يقول!!
اختصاراً ..
فإن إعادة قراءة التصريح.. والتمعن فيه.. ومضامينه.. وتناقضاته.. تعطي رؤية حقيقية وصادقة عن كماتشو.. ووجه الحقيقة.. بعد أن (شبع) ولدينا مثل شعبي في هذا الخصوص.. لا أريد أن أقوله.. لكنه أشار إليه دون أن يدري!
والله من وراء القصد.
كذلك ما يقوم به خالد البلطان رئيس مجلس الإدارة من جهود بمؤازرة من أعضاء المجلس، وهي جهود تتعدى إطار الاهتمام بفريق كرة القدم إلى السعي لتقديم النادي كمؤسسة اجتماعية وحضارية، مما جعله من أفضل الأندية إن لم يكن الأفضل.. لا من حيث الحضور الرياضي فحسب بل وأيضا على مستوى التنظيم الإداري.. واحترام العقود.. والتعامل مع الآخر.. ووضوح الرؤية والمنهج.
هذه الجهود والأدوار والسعي لصناعة (شباب حديث) يساير العصر بكل متطلباته وآلياته.. لا يمكن إلا أن تكون امتداداً لجهود سابقة.. ولا تنسينا أدوارا فاعلة لرجال كانت لهم بصمتهم الواضحة على مسيرة النادي، أثق أن الشبابيين يدركونها ويقدرونها.
الأمير خالد بن سعد – على سبيل المثال – عاصر النادي ثلاثين عاماً.. وربما أكثر منذ أن كان نائباً للرئيس في عهد إدارة الأمير فهد بن ناصر (رحمه الله) في النصف الثاني من عقد التسعينات الهجرية (السبعينات الميلادية) من القرن الماضي، واستطاع الخروج به من عنق الزجاجة.. ومعايشة هبوطه وصعوده.. حتى استطاع أن يقف به على قدميه ويسير بخطى واثقة نحو المستقبل.
محمد جمعة الحربي (أبو حامد) أعتقد أنه الشبابي الوحيد ـ حالياً ـ الله يعطيه الصحة والعافية.. الذي عاصر الشباب منذ ولادته قبل ستين عاماً. وتربى معه لاعباً.. ومشجعاً.. وإدارياً.. وعضواً ورئيس مجلس إدارة فهو (تاريخ الشباب).. بل إنه أول رئيس وضع النادي على درب البطولات بعد أربعة وثلاثين عاماً من البحث عن الذات.
أذكر.. وقد قلت ذلك أكثر من مرة.. وسأظل أكررها كلما كانت هناك مناسبة لها إنه في موسم 1409هـ ـ 1989م قدم الشباب مستوى متميزاً في دوري ذلك العام.. وتم توجيه سؤال لمحمد جمعة وكان رئيساً للنادي:
(متى يحقق الشباب بطولة..؟!) والسؤال بناء على تاريخ وعراقة النادي.. وربما كان له أبعاد أو مسببات أخرى قال أبو حامد إجابة على ذلك:
ـ بعد سنتين..
لم تمض سنتان.. وحقق الشباب بطولة الدوري موسم 1411هـ ـ 1991م وأتبعها بالموسمين التاليين في إنجاز غير مسبوق.. ولتكون انطلاقة الشباب نحو عالم البطولات وليحقق رقماً قياسياً.. نسبة لبدء تاريخه مع هذا العالم.
تلك الإجابة كانت تمثل بعد النظر لدى محمد جمعة وفكره التخطيطي.!
طبعاً.. لا ننسى ونحن نتحدث عن رجالات الشباب.. مؤسس النادي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد.. وعبد الله بن أحمد.. صالح ظفران.. علي مكي.. عبد الحميد مشخص.. عبد الله التويجري.. وغيرهم.. رحم الله من قضى منهم.. ومتع الآخرين بالصحة والعافية.. لكنني أتحدث عن شباب العصر الحالي للكرة السعودية في عهدها الحديث منذ بداية الدوري الممتاز قبل ثلاثة عقود.!
ـ ما الذي دعاني لهذا الحديث الآن؟!
الحقيقة.. وإن كان ظاهره شبابياً.. إلا أن باطنه شمولياً.. وعاماً بكل الأندية.
وكمعاصر للكرة السعودية على مدى ثلاثين عاماً في مجال الإعلام.. وربما أكثر كمتابع.. ألحظ كثيراً تهميش أدوار أمثال هؤلاء وعدم إنصافهم عند الحديث عن نجاحات الأندية أو ما تقوم به من أدوار..
أثق أن هذا يأتي من باب حسن النية لدى المتحدث ربما لعدم وجود البعد الثقافي لديه في التعاطي مع مثل هذه الأمور أو لعدم معاصرتها.. أو.. الخ!
إن كثيراً من الزملاء عندما يتحدثون عن مثل هذه الجوانب.. أو بعض الإداريين هم من جيل ما بعد حرب الخليج..
(أصبحت حدثا يؤرخ به).. أو ما قبلها بقليل.. وهؤلاء لم يعيشوا تلك المرحلة.. أو يعايشوها..! وطبيعة النفس البشرية.. النظر لما هو حادث أمامها.. والتعامل معه..!
صحيح أن (لكل زمان دولة ورجال).. لكن تقادم الزمن لا يلغي أدوار الرجال.. فهي ليست ديونا معدومة تسقط بالتقادم.. بل أفعال مشهودة تزداد رسوخاً مع مرور التاريخ.
الأمير طلال بن منصور مثلا.. حاول ومع بدايات الدوري الممتاز أن يعيد الاتحاد إلى سابق مجده.. ودفع من ماله وجهده مبالغ لو ترجمت إلى لغة اليوم والقوة الشرائية لفاقت ما دفعه بعض رؤساء النادي في العصر الحالي.. وقبله يوسف الطويل (رحمه الله).. وقدم الدكتور عبدالفتاح ناظر (رحمه الله).. أنموذجاً حقيقياً لتطوير الفكر الإداري عبر نادي الاتحاد.
والأمير خالد بن عبد الله عاصر الأهلي أربعين عاماً.. وربما أكثر.. لاعباً.. ثم رئيساً مع بداية الدوري الممتاز.. وداعماً ومتابعاً طوال تاريخه.
أحمد الزامل في القادسية..
طبعاً لن أنسى عبد الله عريف في الوحدة.. وأبو عبد الله الصائغ في أهلي الرياض.. (الرياض حاليا).
وغيرهم كثير.. لا أريد أن أسترسل حتى لا أقع في المحظور فأنسى آخرين.. أثق أنهم قدموا الكثير.. وربما أكثر مما قدم هؤلاء.. لكنني طرحت نماذج ممن عاصرتهم ووقفت على جهودهم.
مثل هذه النماذج.. يجب أن يحفظ لها حقها المعنوي والأدبي.. ونحن نتحدث عن الأندية وعطاءاتها.
المشكلة أن الذين يتعاطون مع الحدث.. أو يتحدثون عن إنجازات الأندية وتاريخها.. فئتان:
ـ الأولى :
وللأسف.. فئة تبحث عن مصلحتها الشخصية.. وتربط التاريخ.. أو النجاح بهذا النوع من العلاقات والمصالح.. وبالتالي فهي تنسب النجاحات.. والعطاءات.. أو تحصر هذا كله في شخص هذا الرئيس.. أو العضو.. حتى وإن كان تاريخه معه لا يتجاوز ثلاثة.. أو خمسة بالمائة من عمر النادي وإنجازاته، وتاريخه، وتنسى أو تتناسى أدوار أولئك.. رغم إدراكها لهذه الحقيقة
ـ الثانية : لم تعاصر تلك المرحلة وهذه نفترض فيها حسن النية.. لكن هذا لا يعفيها من أن تعيها وتدركها.. فالحقائق التاريخية.. خاصة المعاصرة.. ونسبة الفضل لأصحابه جزء من ثقافة الإنسان.. وتكوين شخصيته.. يجب ألا ترتبط بمعاصرته للأحداث.. أو معايشته لها.
والإعلام يتحمل جزءاً من ذلك.. لكنني أعتقد أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأندية! بحفظ حق هؤلاء الأدبي والمعنوي.. وتقديمهم إلى المجتمع الرياضي.. وتعريفه بهم من خلال تكريمهم بالاحتفاء بهم عبر احتفال سنوي.. أو استثمار إحدى مناسبات النادي لهذا الهدف..!
وكذلك إطلاق أسمائهم على مرافق ومنشآت النادي..
ووضع صورهم وتعريف بهم.. والسيرة الذاتية لكل منهم في قاعة النادي.. أو الصالة الرئيسية ليطلع عليها الجميع.
اللاعب.. يتقاضى أجراً على مشاركته مع النادي..
ويلعب بمقابل وعائد مادي متفق عليه.. ويحصل أحياناً على أضعافه تحت مسميات أخرى.
واللعبة.. أصبحت وظيفة رسمية بالنسبة له.. كمحترف.. ومع ذلك يتم تكريمه والاحتفاء به عندما يعتزل.
لكننا نقف عاجزين أن نفرد لأولئك بعضاً من الدين!!
وهي ديون مادية ومعنوية بذلوها في وقت كانت فيه المادة شحيحة.. وكانت الظروف تتطلب الانصراف لأمور حياتية أكثر أهمية ورئيسية في ذلك الوقت.
لا أطالب بحفلات تشبه حفلات الاعتزال..
لكن الكلمة الطيبة.. والاحترام.. والتقدير.. وتكريمهم في المحافل هو جزء من الواجب.
لقد طالبنا.. وما زلنا نطالب بتكريم الرموز الحقيقية للرياضة السعودية.
وإذا كانت الأندية تتحمل جزءاً من هذا التكريم فيما يخص كلا منها كحالات فردية.!
فإن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتحمل المسؤولية الجماعية في تكريم هؤلاء.. وفي كل المجالات.. وليس خدمة الأندية فقط!
لقد قامت الرئاسة بمبادرة من هذا النوع قبل عدة سنوات عندما استضافت المملكة الدورة الإسلامية للألعاب الرياضية لكن كثيراً من الرموز الحقيقية للرياضة السعودية غابت عن هذا التكريم.. أو غيبت!!
ووعدت الرئاسة.. باستمرار التكريم.. وأن هذه هي البداية.
ونأمل أن يكون هناك حفل سنوي تتبناه الرئاسة أو اللجنة الأولمبية السعودية لتكريم المبرزين خلال الموسم وأن يشمل تكريم هؤلاء!! لا.. أن ننتظر دورة رياضية بذلك الحجم.. لتكريمهم..
والله من وراء القصد
كماتشو:
هل أنت (حمار) ؟!
طالعتنا الزميلة جريدة (الجزيرة) في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي وفي الصفحة الأولى من الملحق الرياضي بتصريحات غريبة أدلى بها للصحافة البرازيلية اللاعب البرازيلي كماتشو المحترف في صفوف نادي الشباب حاليا.. وفي نادي الهلال سابقاً.
ما قاله عن رأيه في الكرة السعودية ومقارنتها بالكرة القطرية والإماراتية يظل رأياً شخصياً.. لا تعليق عليه.. لكنني هنا سأتحدث عما هو أكثر أهمية.
يقول كماتشو :
(من المشاكل التي تواجهه عدم احترام زوجته في المملكة ويريد العودة بها للبرازيل لإراحتها من الضجر الذي تعيشه فهي مجبرة على لبس البرقع إذا خرجت ولا تستطيع قيادة السيارة لأنها أجنبية).
ويضيف : (الرواتب تأتي متأخرة وهم يماطلون وإن كانوا يدفعون في النهاية.. وسبق أن حدثت مدير أعمالي ليجد لي عرضاً آخر لكنها ضعيفة مقارنة بما أجده هنا وسأكون حماراً (لاحظوا الوصف) لو وافقت عليها ولو أن القطريين أعطوني عرضاً لبقيت معهم ولكن لم يوجد عرض أفضل من السعودية).
وأضاف : (أشكر قدمي التي قدمت لي هذه الأموال فبالرغم من تأخر الرواتب إلا أنني بفضل المبالغ التي جمعتها لا أعاني من هذا الأمر وسأبقى هنا مدة أطول رغم المعاناة التي تجدها زوجتي).
هذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق فهو يعبر عن نفسه لكنني مضطر للتوقف عند بضع نقاط هامة فيه ولو بإيجاز:
أولاً :
ليس غريبا أن يصدر هذا الكلام من كماتشو.. لكن الغريب أن يتحدث عن موضوع زوجته بهذه الصورة وهو الذي عاش بيننا خمس سنوات ـ على ما أعتقد ـ وهو يدرك أن النساء الأجنبيات ـ خصوصاً ـ يتمتعن بكافة الحرية في التحرك والخروج دون محارم.. وفي كشف الوجه.. بل والرأس أيضا دون مضايقة.. إلا إذا كان يريد لها أن تسير في شوارع الرياض كما تسير على شواطئ كوبا كابانا.. فهذا أمر آخر..!
أما قيادة السيارة فلم تكن عائقاً أمام الأجنبيات من العيش هنا.. والتأقلم مع ظروف وتقاليد البلد وعاداته.
ثانياً :
أكد أن عقده مع القطريين.. عندما كان يلعب للهلال غير صحيح.. وأن هدفه مساومة الهلال فقط!
وهذا يدعونا أيضا للتفكر في كثير من العروض.. ومدراء الأعمال.. ومساومة اللاعبين الأجانب لأنديتهم.
ثالثاً :
أعرف أن نادي الشباب أكثر الأندية احتراماً.. وتقديراً للعاملين لديه.. وأعتقد أنه النادي الوحيد المنتظم في صرف مرتبات العاملين لديه.. ولا أتذكر أن لاعبا أجنبيا أو سعودياً.. اشتكى أو تذمر من التعامل المالي من نادي الشباب أو تأخر حقوقه.
رابعاً :
إذا كان يعتبر نفسه (حماراً) فهذا شأنه.. ويكفي أنه (يشكر قدمه) بدلا من شكر الله.. وهو يعرف ذلك ويفترض أن يكون تفاريس (لاعب الهلال) قدوته ويكفي أنه أيضا سيضحي بسعادة زوجته.. وراحتها.. ومعاناتها.. من أجل المادة.. التي (تفيض) عن حاجته.. كما يقول!!
اختصاراً ..
فإن إعادة قراءة التصريح.. والتمعن فيه.. ومضامينه.. وتناقضاته.. تعطي رؤية حقيقية وصادقة عن كماتشو.. ووجه الحقيقة.. بعد أن (شبع) ولدينا مثل شعبي في هذا الخصوص.. لا أريد أن أقوله.. لكنه أشار إليه دون أن يدري!
والله من وراء القصد.