الأهلي كبير آسيا، وإن قلت هو عراب الجمال والإبداع في ميادينها الرياضية ففي مثل هذه المقولة قد يجد الباحث ما يود الوصول إليه عن حقيقة دامغة لايزال التاريخ يحفظها ويحتفظ بها ويقدمها في كل مناسبة كوثيقة إنصاف لهذا العملاق ولكل من ينتمي لشعاره. ـ آسيا التي تحمل المساحة الجغرافية الأكبر على كوكب الأرض تعرف الأهلي وتعرف تاريخه وتعرف مع التاريخ حقيقة تلك المنجزات التي لاتزال حاضرة في ذهنية كل من يقطن تراب هذه الجغرافية المترامية الأطراف من حدود سور الصين العظيم وإلى آخر حد فاصل في عمق البحر الأبيض المتوسط. ـ فالأهلي ولد كبيرا واستمر كبيرا وهاهو مع تقادم الأعوام يثبت في كل مناسبة بأن اللغة الجميلة التي تتجاذبها الألسن وتطرب لسماعها القلوب وكيف لا يكون حال الأهلي هكذا وهو اليوم يواصل تفرده الفني ويقرن روعة الأداء بروعة النتيجة؟ ـ بالأمس وفي دبي كان الأهلي في الموعد .. نازل النصر وتفوق وعاد إلى مدينته الحالمة بعدما اقتبس بعضا من روعة ريال مدريد وبعضا آخر من برشلونة. ـ حقيقة لا يقفز عليها إلا هواة التعصب أما الفاهم بعلوم كرة القدم فهو معي يدرك ماذا فعلته أقدام تيسير الجاسم ورفاقه في مهمة بدأت وانتهت ولكن على طريقة عباقرة تناوبوا على ركل تلك المجنونة إلى أن أضحت بين أقدامهم كآلة الفنان الذي يعزف عليها أعذب ألحانه. ـ عودوا معي للقاء .. ركزوا في أحداثه وتمعنوا بالنظر الفاحص في الكيفية التي صاغت الهدف الثاني قبل الأول عندها فقط ستتفقون في الأخير على الكلمة المنصفة بحق فريق هو اليوم كل الاستثناء. ـ في النسخة السابقة حضر الأهلي بكل أدواته إلى أن وصل للنهائي الآسيوي وفي هذه النسخة التي بدأت قبل أسابيع تبدو الصورة مكررة فالأغلبية تخفق فيما نجومه الأفذاذ على طريق الإبداع سائرون فازوا على الغرافة وانتصروا على النصر وأعلنوا بالصوت الواحد (اللي بعده). ـ مبروك لكرة القدم السعودية الأهلي .. مبروك لها هذا الفكر .. مبروك وهنا المهم الأهم لرجل كل المراحل الرمز الكبير والرياضي الخبير الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، هذا الرجل المثالي الذي يقفز عن كل الصغائر ولا يهتم .. يدعم ويحفز ويخطط وفي نظرته الرياضية العميقة مسافة بعيدة يحاول أن يختصر الوصول إليها لتصبح في الأخير مشروعا رياضيا وطنيا ينتج ويثمر ويحقق كل الفوائد ليس للأهلي فحسب بل للمنتخبات الوطنية التي هي الأخرى يضعها هذا الكبير نصب عينيه دائما. ـ بالتوفيق للأهلي .. بل شكرا لهؤلاء الراقين الذين تفانوا بالعمل إلى أن صنعوا لنا فريقا أهلاويا جميلا وممتعا ورائعا في مستوياته ونجومه ونتائجه... وسلامتكم.