|




علي الزهراني
من غيب ماجد وسامي؟
2010-06-23
كفلت البرازيل حق أسطورتها بيليه واهتمت الأرجنتين بعملاقها مارادونا وبنفس الدرجة دعم الفرنسيون نجمهم بلاتيني إلى أن وصل رئيساً للاتحاد الأوروبي.
ـ وقس على ذلك ما سبق وأن حدث لبيكنباور وكرويف وتلك البقية التي أكملت مسيرتها الرياضية ولكن على طريقة السفير المنتدب لتمثيل وطنه.
ـ في كل أصقاع الدنيا وتحديداً المتقدمة منها هنالك رؤية شمولية تستهدف البناء الصحيح لمستقبل كرة القدم وكل من يصنع عطاء الاستثناء وفق هذه الرؤية يحظى بمن يدعمه ويحفزه ويقدر له جهده لكي يستمر حتى بعد أن يترك مهمته كلاعب، فبيليه بات سفيراً للبرازيل منذ عقود وكذلك بيكنباور وبلاتيني وإن قلت دونجا ومارادونا فهذا الثنائي لا يزال يسير في إطار الاهتمام والدعم والرعاية أولاً من منطلق التحفيز والتكريم وثانياً من منطلق تلك المقولة التي تشير إلى أن ابن البلد أولى من غيره.
ـ هذه الحقيقة التي يؤمن بأهميتها الأوروبيون قبل غيرهم هي بالنسبة لنا ميتة فلا هي الأندية اهتمت ولا هو اتحادنا الموقر اهتم لتصبح العملية مجرد مرحلة تنتهي وتتلاشى وتموت مع نهاية المواهب الفذة وتوقف ركضهم على ميادين كرة القدم.
ـ أين ماجد ولماذا غيب سامي الجابر؟ بل إن السؤال الجدير بالنقاش هو إلى متى ونحن في هذا الوسط الجميل ميالون فقط للأجانب فيما القدرات الوطنية نتعامل معها بنظرة قاصرة لم ترق بعد إلى درجة الكمال؟
ـ أسئلة فرضت نفسها وأخرى أجبرتنا كأس العالم على التذكير بها أما الأجوبة فالأمل كل الأمل في أن تكون سبباً في صناعة مرحلة مفصلية بين ماض تولى ومستقبل آت.
ـ مرحلة ندعم بها نجوم الاستثناء من لاعبين وحكام وإداريين حتى يجدوا من الفرص ما يكفي لتوثيق نجاحاتهم في المحافل والمناسبات والأحداث العالمية الكبيرة وعلى غرار ما أفرزته صافرة حكمنا القدير خليل جلال هناك في جنوب أفريقيا.
ـ فهل نفكر صح لننطلق صح أم أن المبدع الرياضي من جيل الغد لن تختلف نهايته عن نهاية ماجد وسامي؟!
ـ عموما قبل أن نهتم بتصحيح الخطة والتكتيك علينا الاهتمام أولاً وأخيراً بتصحيح المفاهيم، أعني تلك المفاهيم المرتبطة بنسيجنا الرياضي الذي توغلت فيه عقدة الأجنبي منذ عقود فخسر الكثير وربما سيخسر أكثر إذا لم نسارع في استعادة ثقته المفقودة.
ـ ما فعلته نيوزيلندا أمام حامل اللقب إيطاليا يعطي دلالة على أن كرة القدم لعبة ثقة ولعبة إصرار وبمقدور أي منتخب أو فريق أن يكسب طالما حمل هاتين الخصلتين.
ـ العرب وكرة العرب دائما ما تذهب إلى مثل هذه المناسبات ولكن بثقة معدومة وإصرار مفقود ولهذا سرعان ما تخرج وتودع وإن تعادلت أو تحصلت على نقطة ففي هذه النقطة تهتز الأرض فرحاً.. إنه باختصار طموح المنكسرين دائماً.. وسلامتكم.