|




عدنان جستنية
يحسدون الأعمى على وسع عيونه
2013-11-05

لمجرد أن نادي الفيصلي وأندية أخرى من أندية الدرجة الممتازة التي تلعب في دوري جميل أوضاعها المالية (على قد حالها) قامت برفع أسعار التذاكر للمباريات التي تقام على أرضها وبين جماهيرها، ثارت ثورة الأندية الكبيرة المعروفة باسم (الهوامير)، معربة عن رفضها لهذا التجاوز ومقدمة احتجاجها على هذا السلوك غير الأخلاقي والمنافي لأنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال تصريحات نارية مطالبة (بالمساواة)، وسبق لهذه الأندية الهوامير أن كان لها موقف أيضا من الأندية (الغلبانة) حينما طالبت رابطة المحترفين (بالمساواة) أيضا في توزيع (الثروة) فيما يتعلق بالحصص المالية المخصصة من مداخيل النقل التلفزيوني وغيرها وذلك من منظور رؤية (ضيقة) تدعو إلى التفرقة بين النادي الكبير ذي الشعبية الجماهيرية (البياع) في سوق الدوري السعودي والنادي الصغير (المغمور) تقديرا لميزانيات عالية جدا لايمكن مقارنتها بميزانيات ضئيلة جدا. - في الحقيقة هذه المواقف الصادرة من بعض الأندية (الغنية) على الرغم من منطقية تستند عليها في اعتراضاتها بكلتا الحالتين إلا أنها بالفعل ذكرتني بالمثل القائل (يحسدون الأعمى على وسع عينه)، فالأندية على قول جدتي (ياحسرة جات تفرح مالاقت لها مطرح) والتي تصنف من ذوي (الدخل المحدود) أو تعيش على (خط الفقر) حينما تلجأ إلى رفع أسعار التذاكر بنسبة تزيد عن(50%)، لاتقوم بهذا الإجراء إلا مرة واحدة في الموسم الواحد، بمعنى أنها تعلي السعر في كل المباريات ولافي قلة قليلة من المباريات، طبعا في مواجهات عددها لايزيد بالكثير عن(أصابع اليد الواحدة)، وأمام الأندية الجماهيرية وهدفها ليس استغلالها إنما الاستفادة من صيتها و(شغف) الجمهور بالنجوم الكبيرة التي تلعب لها، والذي لديه الاستعداد لدفع أربعة أضعاف قيمة التذكرة في مقابل مشاهدة هذه النجوم بحكم أنه حدث لايفوت ثم إنه لايتكرر في السنة إلا مرة واحدة تقريبا، فماذا يضير رئيس النادي الكبير إن استثمر النادي الصغير أو الفقير هذه الفرصة لزيادة دخل ناديه؟ والذي لايذكر مقارنة بـ(هبات) أعضاء الشرف المقدمة لأندية (الهوامير). - إن كان المبرر هو استعراض العضلات كنوع من (التقدير) للجمهور المشجع بأن إدارة النادي حريصة على حفظ حقوقه وإظهار هذا الموقف الرافض عبر وسائل الإعلام في البرامج الرياضية، فلماذا لا(يلحلح) رئيس النادي (الهامور) جيبه ويتبرع لجمهور ناديه بقيمة الفرق على أقل تقدير. -هذه المساواة(حبكت) عند البعض وجاراهم في نفس الخط والتوجه إعلام محب ومغرم بتطبيق النظام دون الترصد لهذه الأندية ذات الجاه والنفوذ المادي، كم من الأنظمة تضرب بها عرض الحائط بمساعدة ودعم (للأسف الشديد) من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبعض اللجان، والأمثلة على ذلك كثيرة ويطول شرحها والجدل حولها، ولكن مايحدث في الجمعيات العمومية لهذه الأندية من تجاوزات تمنع الجمهور المعروف بصفة (العضو العامل) والذي بمقدوره دفع قيمة هذه العضوية وقدرها (240) ريالاً في السنة من الحصول على هذا الحق ليسمح له بالتصويت ضمن أعضاء الجمعية العمومية المسموح لهم بالتصويت، والسبب رغبة هذه الأندية أن تظل هيمنة اختيار الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة في يد أعضاء شرف أصبح النادي ضمن(ممتلكاتهم) الخاصة، ويأتي من يقول محتجا في رابطة المحترفين أو يكتب من الزملاء الصحفيين إنها (قسمة ضيزى)، متسائلا كيف يمكن توزيع (الثروة) بين أندية تدفع مبالغ كبيرة من خلال تبرعات تحصل عليها بشق الأنفس من أعضاء الشرف وتنفقها في اختيار نجوم كبار من المدربين واللاعبين مقارنة بأندية لاتحصل على ربع هذه التبرعات. -الغريب أن هؤلاء المعترضين سواء رؤساء الأندية الستة أو كتاب صحافيين(متعاطفين) معها يلجأون إلى إحصائيات وأرقام مرتبطة بالأندية العالمية الكبيرة الأوروبية ومايطبق فيها، (متناسين) تماما أن الفارق كبير وشاسع جداً بين ماعندنا وماعندهم والمقارنة في الأصل مفقودة وبالذات فيما يخص الجمعيات العمومية والفكر التسويقي الذي يهتم بالجمهور وفاعليته في زيادة دخل النادي وصنع القرار. -بالمختصر المفيد أقول للأندية المعنية بالمثل القائل (من بره الله الله ومن جوه يفتح الله) بلاشي حسد وشوفة نفس واستعراض عضلات، ترى أنديتنا كبيرها وصغيرها (ماشية بالبركة)، اتركوا الأندية المسكينة (تسترزق) وخلوها في حالها (يلي فيها يكفيها) من معاناة، ولولا قلة المال وضعفها لما كان لكم سوق، واصبروا عليها بكرة (تفتح)عيونها وتكبر حينذاك لن يكون لكم وجود فالمؤشرات الحالية توحي بذلك.