استوقفتني عبارة(مواطن يطرد مواطناً) كتعليق ورد بين كم هائل من التعليقات المنشورة في إحدى المواقع الإلكترونية على خبر تم تداوله إعلاميا وإلكترونيا مفاده رفض(الكوتش)سامي الجابر المدير الفني لفريق كرة القدم بنادي الهلال لمدرب اللياقة عبد اللطيف الحسيني العمل معه كمدرب لياقة بما احتواه من إسقاط الغاية منه إساءات (تطنطن)على مفهوم المواطنة بين أبناء الوطن الواحد عن طريق بث مثل هذه المعلومة وتضخيمها من منظور يلعب على وتر الحس الوطني والمسؤولية الاجتماعية دون النظر إلى مستوى علاقة تحكمها مهنة ووظيفة تفرض متطلباتها الرئيسية ضرورة التناغم والانسجام بين فريق العمل الواحد ضمن منظومة مرتبطة بقيادة مسؤولة هي من تختار وتحدد العناصر التي تعمل معها وفقا لمواصفات ومعايير تتواكب مع فكر ومنهجية تساعدها على تحقيق المعادلة الصعبة حسب(صلاحيات) تعطى أو تغتصب هي من تشكل بناء هوية هذه المعادلة ونتائجها المستقبلية نجاحا أو فشلا وما يترتب عليهما من ردود أفعال، أما سعيدة تبارك الإنجاز أو حزينة ساخطة على الإخفاق والمتسببين فيه. -ولهذا لايلام من وجهة نظري (الكوتش) سامي الجابر على قرار هو من يتحمل مسؤوليته من منطلق قناعاته الشخصية كمسؤول أول عن الفريق الأول، ولا أبالغ إن قلت إن خبرته الطويلة في الملاعب كلاعب وبالذات في(المنتخب)هي من كونت لديه قناعة أثبتت فشل الاستعانة بمدربين سعودين كمساعدين أو استشاريين، وهذا الفشل لابد أنه تشكل في ذاكرة مازالت تحتفظ بمشاهد ومواقف لم ينسها ولهذا فضل الخروج من (صداع) هذه المواقف متجاوباً مع المثل القائل (الباب يلي يجيك منه الريح سده واستريح)، والتي إن تجاهلها قد تسبب له إرباكا يؤثر في المقام الأول على شخصيته القيادية كمدرب والعلاقة التي تربطه بالجهاز الفني الأجنبي الذي تعاقد معه ثم اللاعبون- سعوديون وأجانب -حسب فلسفة نفسية إدارية أكثر من إنها فنية وبالتالي وجد من الأنسب له أن (يشيل) من رأسه قلقا يلخبط أوراقه ويؤدي إلى نتائج وخيمة ترمي بظلالها عليه وعلى مستوى كفاءته التدريبية وعلاقته بالإعلام والجمهور، وتؤثر في النهاية على علاقته بزميله عبداللطيف الحسيني وبصورة أكبر. -أنا هنا لا أدافع عن موقف سامي الجابر لمجرد الدفاع إنما لأنني أراه موقفا صحيحا وقناعة تتمسك بضرورة أن يأخذ فرصته كاملة من جميع النواحي كمدرب وتوفير كل الأجواء التي تهيء له مناخا صحيا لبلوغ خطط النجاح التي رسمها لكيلا يجد أعذاراً يتكئ عليها ويلجأ إليها في حالة فشله في مهمته وإن كان هناك من المدربين الوطنيين وبعض من الإعلاميين ربما يختلفون معي ولن يوافقونني هذا الرأي ويعتبرون القرار الذي اتخذه سامي الجابر تصرفا غير لائق فيه من (العنطزة والغرور)، ويرون أنه كان من الأفضل له لو أنه استفاد من خبرة مدرب مواطن خاصة أنه لديه فكرة متكاملة عن شخصيته وإن وجدت بعض الجوانب التي تتعارض مع فكره ومنهجه التدريبي فقد كان بمقدوره التفاهم معه في جلسة عمل تتسم بالمصارحة للوصول إلى لغة مشتركة مقبولة عند الحسيني ويلتزم بتنفيذها وإن لم يوافق عليها حينذاك يصبح (الكوتش) سامي الجابر معذورا. -كلام منطقي ولكن أحسب أن نقطة الخلاف ليست في إمكانات وقدرات الحسيني كمدرب لياقة إنما فريق العمل الذي حدد مواصفاته المدير الفني ويريده، وهذا حق من حقوقه مثله مثل المدرب الأجنبي، فلو اتخذ نفس القرار لتم التجاوب معه من قبل إدارة النادي. -إن إعجابي بموقف (الكوتش) سامي الجابر يقابله إعجاب آخر بموقف المدرب عبد اللطيف الحسيني برفضه قبول العمل في وظيفة مخالفة للعقد المتفق عليه مع إدارة النادي وتحويله للعمل بالفريق الأولمبي حتى انتصرلنفسه وتمت (المخالصة) التي حفظت ماء وجهه ومثلما منحت سامي الجابرسمات قوة الشخصية فقد أعطت الحسيني ذات السمة وعزة نفس مطلوبة ومرغوبة.