خواطر برنامج تلفزيوني يعرض سنويا في شهر رمضان المبارك يقدمه أحمد الشقيري، والذي يعد من الشخصيات الإعلامية المفكرة التي استطاعت أن تكون لها شعبية جماهيرية كبيرة في فترة زمنية قصيرة، بعد النجاحات المتتالية التي حققها برنامجه من حيث فكرة الإعداد والطرح الموضوعي لخواطر تحاكي خيال المشاهد وتخاطب أمنيات خاصة وعامة من الممكن جدا أن تراوده وهو يبحث عن التجديد والتطوير والرغبة في دفع عجلة الحياة إلى الأمام بمواكبة الدول المتقدمة وشعوبها في كافة المجالات وعلى مختلف المستويات سلوكا وعملا وتنظيما. -أحمد الشقيري في كل عام يسافر بنا كمشاهدين في جولة نحو العالم الذي يدور في رأسه أم في رؤوسنا، ينقل لنا صوراً واقعية للأمم ودول يريد منا أن نتعلم منها لنستفيد ونفيد بلدنا، ونتيجة لهذه الرغبة الملحة عنده أصبحت(خواطر)لاتخصه لوحده كبرنامج إنما هناك من يشاركه نفس الخواطر في انتظار يتجدد سنويا، وهناك من القنوات العربية من حولت إعجابها بالشقيري وخواطره إلى تقليد من خلال تقديم برنامج شبيهة (صورة طبق الأصل)، وإن هناك اختلاف فهو في المذيع ونوعية القناة، وهذا نجاح كبير يحسب لشخصية إعلامي سعودي أصبحت فكريا مؤثرة جدا. - وبحكم أن خواطر أحمد الشقيري باتت (متخصصة)إلى حد كبير في كشف (فروقات) كثيرة بين المجتمعات العربية والمجتمعات الغربية وغيرها من دول سبقتنا في التحضر المدني، حتى على مستوى الحكومات نرى أن لديها تمدناً وحضارة في أسلوب التعامل والتفاعل التلقائي مع مكونات البيئة المحيطة بها من جميع النواحي، فإن مايقدمه ويعرضه على شاشة قناة (mbc) من خواطر مصورة تحدد بها ملامح هذه الفروقات بحجمها الصغير والكبير وبون شاسع يدعوني عقب سنوات (التكرار) إلى طرح سؤال أغلب ظني أن كثيراً من المشاهدين يبحثون عن إجابة شافية كافية له من مقدم البرنامج وهو (طيب وبعدين)؟ -وبعدين..؟ ربما سؤال ساذج وإن كان هناك اعتراف بمحتوى المادة وإعجاب غير عادي بالجهد المبذول، ولكن عامل (التأثير) الذي لامسه الشقيري بعد كل هذه السنوات التي قدم فيها كل أحلامه التي عاشها على الواقع في دول أخرى شاهدها حقيقة هل حدث وانتقل إلى البلدان العربية وشعوبها؟ طبعا الإجابة المتوقعة إن هذه ليست مهمته ولامسؤولياته، وأنا هنا شكلا ومضمونا(اتفق معه)، ولكن ألايتفق معي الزميل العزيز أحمد أن المواطن السعودي وغيره مثل هذه الفروقات بات مطلعاً عليها في سفره أو من خلال أوجه أخرى من المعرفة المتاحة في عصر الإنترنت، وأن المشكلة الحقيقية لا تقتصر على المواطن نفسه إنما في ذلك المواطن الذي خسرت الدولة على تعليمه سنوات ووصل إلى أعلى الشهادات العلمية وتقلد عدة مناصب قيادية حتى وصل إلى منصب(وزير)، وعلى الرغم من علمه بكل هذه الفروقات إلا أنه عندما استلم الوزارة لم يحاول أن ينقل ماشاهده وأعجب به إلى بلده الذي يحتاج إلى عصارة فكره. - لهذا أتمنى من الشقيري أحمد في الموسم المقبل أن يجري تعديلا بسيطا على الطاقم الإداري والفني الذي يسافر معه ويشاركه في التصوير، بحيث يكون معه في رحلاته وجولاته (وزير) أو عضو من أعضاء من مجلس الشورى، وياريت يصطحبهم معه جميعا، عندها سيدرك تماما أين موقع الخلل، وأن المواطن الذي يوجهه في برنامجه (مظلوم)، ومن الممكن جدا أن يتغير لو وجد من يساعده على التغيير، فماحدث في تلك الدول من نقلة في شتى المجالات وحتى فيمايخص الأنظمة والسلوكيات كان المحور الرئيسي المحرك والمغيرهي الحكومات، فعلى قدر اهتمامها بهذا المواطن ورغبة التغييرلديها تستطيع أن تواكب التطور أو تجعله في محيط (مكانك سر)، ولعل نظام (ساهر) خير مثال وشاهد لمعرفة أصل المشكلة تقع أين.