أعوام مضت من عمرنا سواء كانت بالهجري أو الميلادي، وإن كان البعض منا كل ما تقدم به السن (يستأنس) كثيراً بالثاني لأنه يمنحهم (تخفيضاً) مجانياً سنة أو سنتين من عمرهم الحقيقي الذي كانوا يحسبونه طيلة الأعوام الماضية بالتاريخ الهجري، ولو بيدهم ويملكون من الأمر شيئاً لدفعوا مقابل تخفيض أكثر الملايين لكي لا يتقدم بهم العمر، ولكن هذه سنّة الله في خلقه سبحانه مقدر الأعمار والأرزاق تجلت قدرته.
ـ في العام المنصرم وقعت أحداث كئيبة ومأساوية أصابتنا بالحزن وآلام شديدة أكثر من اعتبارها (سعيدة) وإن كان أفضل مكاسبها هو (الربيع العربي) من خلال ثورات شعوب بحثت عن حرية انتزعت منهم بالقوة، فانتزعوها ممن انتزعها منهم بتظاهرات (سلمية) برزت عن طريق شعارات رفعت في الميادين والشوارع واكتسحت صفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك وتويتر) ذهبت ضحيتها أرواح بريئة ودماء غالية فضلت الموت عن أن تبقى في الذل والقهر والفقر والفساد.. ودفعت (ثمناً) في سبيل خدمة أوطانها وشعوبها لتضع بعزيمة وإرادة الثوار (الأبطال) نهاية أخيرة لزمن (الطغاة والجبابرة).
ـ كانت حرية الشعب المصري نتغنى بها ونحن أطفال وحتى بعد ما كبرنا على كافة المستويات والمجالات، كنا في ذلك الوقت نحسدهم على التعليم وعلى صحافة حرة وسينما ومسارح وعلى أدباء وفنانين، إلا أن الفنانة الراحلة (أم كلثوم) في الوقت التي كانت تمثل للمصريين رمزاً لإبداع صنع الحب في كل مكان بـ(أم الدنيا) وما حولها، كنا نحن في ذلك الحين نعتبر (تومة) نموذجاً للحرية نستمتع بصوتها وروعة شعر ينطلق من حنجرتها الذهبية بألحان ساحرة وننتظر اللحظة لموعد إقامة حفلتها وهناك من يحزم الحقائب إليها، بينما نحن اليوم نرى في أبناء وبنات النيل والعرب عموماً أن الحرية بالنسبة لنا ولهم أشياء أخرى تنطلق من خلال أخبار حروب ودمار وصور وحوارات ساخنة وتعليقات عبر قنوات فضائية تتسابق وتتنافس من أجل أن تبث (الكآبة) في صدورنا وتعرضها تحت شعارات تدافع عن آدمية الإنسان وكرامته.
ـ كنا ونحن صغار وقلوب آبائنا معلقة بـ(مصر) ومشايخها وعلمائها كان صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وهو يرتل القرآن يمثل (معجزة) من معجزات هذا الكون لا نمل من الاستماع إليه وهو (يسحب) قلوبنا وأرواحنا ونفرح ونشعر كثراً بزيارة له للحرم المدني نجلس بجواره ومن حوله ولا نرغب في مفارقة المكان ولا مفارقته.
ـ نماذج بسيطة لا تذكر من أجواء الحرية التي عشت جزءاً منها وعاش جيل قبلي في ظلالها، أعلم أنها لن تعود تلك الأيام ولا يوجد شبه بين زمن كان (صوت العرب) أحد خيارات (الحرية) المتاحة لنا، في حين إننا في عصر العولمة أصبحت قناتا (الجزيرة والعربية) حرية تنقلنا إلى العالم بكامله في دقائق، نستمتع بالمعلومة ونتألم لسماعنا أصوات المدافع، وبمشاهدة الدماء وأرواح تقتل ونزهق في مناظر مروعة جداً جداً.
ـ كل عام وأنتم بخير أحسب أننا اليوم نتردد في ذكرها وتهنئية بعضنا البعض، فالمستقبل أمام أطفالنا (مخيف)، ولا نستطيع أن نبشرهم بـ(حرية) أكثر مما هو حاصل الآن، ولكن بمقدورهم من خلال ضغط زر معرفة أن الحرية كان لها طعم عندنا وأننا عشنا أيامنا بالطول على الرغم من آهات الحرمان إلا أن (السعادة) كانت تغمرنا وتغطينا أرضاً وسماء.
ـ في العام المنصرم وقعت أحداث كئيبة ومأساوية أصابتنا بالحزن وآلام شديدة أكثر من اعتبارها (سعيدة) وإن كان أفضل مكاسبها هو (الربيع العربي) من خلال ثورات شعوب بحثت عن حرية انتزعت منهم بالقوة، فانتزعوها ممن انتزعها منهم بتظاهرات (سلمية) برزت عن طريق شعارات رفعت في الميادين والشوارع واكتسحت صفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك وتويتر) ذهبت ضحيتها أرواح بريئة ودماء غالية فضلت الموت عن أن تبقى في الذل والقهر والفقر والفساد.. ودفعت (ثمناً) في سبيل خدمة أوطانها وشعوبها لتضع بعزيمة وإرادة الثوار (الأبطال) نهاية أخيرة لزمن (الطغاة والجبابرة).
ـ كانت حرية الشعب المصري نتغنى بها ونحن أطفال وحتى بعد ما كبرنا على كافة المستويات والمجالات، كنا في ذلك الوقت نحسدهم على التعليم وعلى صحافة حرة وسينما ومسارح وعلى أدباء وفنانين، إلا أن الفنانة الراحلة (أم كلثوم) في الوقت التي كانت تمثل للمصريين رمزاً لإبداع صنع الحب في كل مكان بـ(أم الدنيا) وما حولها، كنا نحن في ذلك الحين نعتبر (تومة) نموذجاً للحرية نستمتع بصوتها وروعة شعر ينطلق من حنجرتها الذهبية بألحان ساحرة وننتظر اللحظة لموعد إقامة حفلتها وهناك من يحزم الحقائب إليها، بينما نحن اليوم نرى في أبناء وبنات النيل والعرب عموماً أن الحرية بالنسبة لنا ولهم أشياء أخرى تنطلق من خلال أخبار حروب ودمار وصور وحوارات ساخنة وتعليقات عبر قنوات فضائية تتسابق وتتنافس من أجل أن تبث (الكآبة) في صدورنا وتعرضها تحت شعارات تدافع عن آدمية الإنسان وكرامته.
ـ كنا ونحن صغار وقلوب آبائنا معلقة بـ(مصر) ومشايخها وعلمائها كان صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وهو يرتل القرآن يمثل (معجزة) من معجزات هذا الكون لا نمل من الاستماع إليه وهو (يسحب) قلوبنا وأرواحنا ونفرح ونشعر كثراً بزيارة له للحرم المدني نجلس بجواره ومن حوله ولا نرغب في مفارقة المكان ولا مفارقته.
ـ نماذج بسيطة لا تذكر من أجواء الحرية التي عشت جزءاً منها وعاش جيل قبلي في ظلالها، أعلم أنها لن تعود تلك الأيام ولا يوجد شبه بين زمن كان (صوت العرب) أحد خيارات (الحرية) المتاحة لنا، في حين إننا في عصر العولمة أصبحت قناتا (الجزيرة والعربية) حرية تنقلنا إلى العالم بكامله في دقائق، نستمتع بالمعلومة ونتألم لسماعنا أصوات المدافع، وبمشاهدة الدماء وأرواح تقتل ونزهق في مناظر مروعة جداً جداً.
ـ كل عام وأنتم بخير أحسب أننا اليوم نتردد في ذكرها وتهنئية بعضنا البعض، فالمستقبل أمام أطفالنا (مخيف)، ولا نستطيع أن نبشرهم بـ(حرية) أكثر مما هو حاصل الآن، ولكن بمقدورهم من خلال ضغط زر معرفة أن الحرية كان لها طعم عندنا وأننا عشنا أيامنا بالطول على الرغم من آهات الحرمان إلا أن (السعادة) كانت تغمرنا وتغطينا أرضاً وسماء.